أفتى الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، بجواز تهنئة المسيحى فى زواجه أو عيده وإهداء لحوم الأضاحى له، موضحا "إذا كان ديننا أباح لنا أن نتزوج منهم، فكيف لا يبيح لنا أن نهنئهم فى أفراحهم"، ويقول القرآن: "وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أور ردوها"، وفعل "حييتم" مبنى للمجهول أى إذا حييتم من أى شخص. وأضاف عاشور فى كلمته ، فى الموسم الثقافى للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية "أباح لنا القرآن أن نأكل من طعامهم، وهذا مذكور فى القرآن"، وفى عيد الأضحى الماضى سألنى أحد الأشخاص قائلا: "إن لى جارا مسيحيا، فهل أعطيه من الأضحية أم لا يجوز؟ فقلت له "الله يخيبك.. إن له عليك حق الجار". وطالب عاشور رجال الدين الإسلامى والمسيحى بالتزام جانب الوحدة والأخوة والمواطنة، وعدم خوض أى طرف فى دين الآخر، معتبرا أن الخوض فى ذلك ينشئ عداوة وفتنة بين المسلمين والمسيحيين، مشيرا إلى أن النبى قال: "استوصوا بأهل مصر خيرا، فإن لكم فيها نسبا وصهرا". وقال "هى كنانة الله فى الأرض، من أرداها بسوء قصمه الله"، وذلك حتى يلتزم الجميع باحترام الآخر ، ورفض عاشور ما يقوله بعض الأشخاص حول أن المسلمين ضيوف على أهل مصر وأنهم جاءوا غصبا، لأن "المسلمين جاءوا لمنع الظلم عن أقباط مصر ولتخليصهم من الحكم الرومانى الظالم، أى أنهم جاءوا لمهمة إنسانية جليلة رفيعة، والدليل على ذلك أن الأب بنيامين وهو الرجل الثانى للأقباط وكان مختفيا طوال 13 عاما فى ظل الحكم الرومانى اتخذه عمرو بن العاص مستشارا له لإعادة إعمار مصر".