في سكون ِ الليل ِ في ليالي تشرين الدافئة عندما ألتَحِفُ الطبيعة َ في شُرفتي العارية لا أسمعُ سوى أزيز ٍ ناعم ٍ آتٍ من الحديقةِ المُجاورة كأنهُ أوركِسترا تَتَناغمُ مع مَهَبِّ الريح . في عِزِّ الظلام ِ الدّامِس ِ والليل ِ الناعِس ِ يتوَقفُ الضجيجُ فلا أرى غيرَ أنوار ٍ تشِعُّ مِنْ فوانيس ِ شوارع ِ القرية ِ كأنها قلادة ٌ من نور تبعثُ الأملَ وتُبشِّرُ باستمرار الزمن . صورة ٌ رسَمَتها يدُ الإنسان فاستعانت بقدرة ٍ خارقة ٍ لِتُكوِّنَ بيئة ً تَجَمَّعَ فيها الكائن والمكنون تحت َ سقف ِ سماء ٍ صافية . قبل بزوغ ِ الفجر ِ في جَنح ِ الظلامْ أسمعُ عويلَ بنات ِ آوى منبعثًا من " وادي التفاح " ومع صياح ِ الديكِ بعدَ صلاة ِ الفجر ِ يطلعُ الصُّبحُ ويبدأ يومٌ جديد ْ .