عندما قررت المملكه العربيه السعوديه بقياده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ارسال بعثات تعليميه للطلاب والطالبات منذ خمس سنوات ووصل عدد المبتعثين الى 80 الف طالب وطالبه وبعد قرار الملك تمديد فتره الابتعاث 5 سنوات اخرى يتوقع ان يصل الطلاب الى 140 الف طالب وطالبه الى خارج المملكه فى دول مثل امريكا واستراليا وكندا وبريطانيا ولعل كل هذه الارقام تشجع وتحفز التعليم فى السعوديه وتجعل التفاؤل بمستقبل السعوديه قد يكون تاريخيا ولكن لكل موضوع او قصه او روايه حقيقه وخيال ولنبدا بالجانب الخيالى فى القصه لاشك ان هذا الحشد الماهول من عدد الطلاب والطالبات وابتعاثهم فى دول تعليميه متقدمه ستجعل هولاء الشباب بمكانه علميه رفيعه سترفع مستوى البلد وتجعله فى مكان رفيعا وسيحل هولاء الشباب مكان الاجانب فى السعوديه الذين اكلوا الاخضر واليابس فى البلد وستجعل الشعب يعتمد على نفسه ويقود مسيره النماء والتطور فى البلد ايضا هولاء الشباب سيعودون بفكر جديد عصرى متحضر بعيد عن اجواء التزمت والرجعيه والارهاب وايضا يقوم الشباب الجدد بنظيف وتطهير الافكار الرجعيه عند اهاليهم ومعارفهم طبعا هذا هو الجزء الخيالى فى القصه اما الجزء الحقيقى فى الروايه او القصه هو ان بالرغم من العدد الماهول لطلاب الابتعاث ان نسبه كبيره منهم ذهب ولم يحدد هدفه او اهدافه فقط ذهب لمجرد الخروج من البلد والتحرر من قيودها وان نسبه كبيره ايضا لم يستطع الصمود فى صعوبه التعليم هناك ولم يستطع التاقلم فى مجتمع عملى عصامى لايقبل الاتكاليون والكسولون لانه تعود على تعليم متساهل بسيط خفيف ظريف كله حفظ وتلقين وليس علم بحث وتعب وشقا اما الجزء الثانى من الحقيقه المؤلمه ان بالرغم من عدد المبتعثين المذهل انه عندما رجع اول دفعه من المتخرجين لم يستطيعوا ان يجدوا وظائف شاغره او وظائف مناسبه تحقق الطموح والتعب وشقا الغربه وكان يتوقع ان يتهافت عليه الشركات والمؤسسسات ونسى انه هذه الشركات الذى يحتلها الاجانب لايقبلوا وجود ضيف جديد عديم الخبره حتى لو ابن البلد وظهر فى العيان انه قد ارسل المبتعثون بدون تخطيط او تنسيق لتخصصاتهم وهنا المصيبه اما الجزء الثالث والبشع فى الحقيقه هو ان الجيل الجديد الذى ذهب بغرض الابتعاث خرج من مجتمع مغلق مكبوت له قيود ودين وعادات وتقاليد وفجاه وجد نفسه فى مجتمع متحرر منفلت لاقيود له وقد يعود بفكر ممسوخ ويريد التحرر والحريه وبخاصه البنات وهولاء البنات سيكونون امهات الجيل القادم وهنا المصيبه وبخاصه فى مجتمع مثل السعوديه المعروفه بالمحافظه على تقاليدها ودينها. هذه هى القصه او الروايه بخيالها وحقيقتها ولكن اتمنى ان ينقلب الخيال الى حقيقه ولماذا لا سنرى انتظرونا بعد 10 سنوات قد نرى سعوديه جديده