بقلم محمود الجوهري إن روح الحرية و روح الحقيقة هم دعامتين المجتمع.. لكن مفهوم الحرية قد اختلط على أناس كثيرين..فتجد من يشتم ويجرح ويخالف ويضر الأخريين تحت شعار أنا حر ! ولكن الحرية لها وزن كبير! فالحرية هي السعي لما فيه الخير لنا بطريقتنا الخاصة.. الحرية هي أن أفعل كل ما تمليه علي إرادتي ما دام ذلك لا يتعارض مع القاعدة العامة وهي تعني المسؤولية .. ولهذا السبب قد يخشاها معظم الناس وما أشاهده الآن أو أقرؤه هو بعيد كل البعد عن الحرية فالكل يشكك في الأخر..الكل يهدم ولو بعبارات تثير الفتن وتقطع العلاقات الاجتماعية بين الأخريين وتصيبهم باليأس والحيرة .. فعن أي حرية هم يتحدثون ؟! إن الذي يحب بلده ويشعر بانتمائه إليها يفكر ألف مرة قبل أن يصدر عنه قول أو فعل ليبحث في نتائجه. لقد تناديت بالثورة الفكرية للقضاء على أساليب التفكير المريضة كالتعميم في الحكم على الأخريين و الانزلاق وراء الشائعات أو عناوين مكتوبة أو انفعالات شخصية منحازة.. إنني على يقين من أن الحرية هي أثمن جوهرة عرفتها البشرية إذا فهمناها وتم تطبيقها بالمفهوم الصحيح.. فأنت حر بمقدار تحملك للمسؤولية ..أنت حر بمقدار استخدامك لقوتك بحكمة .. كم من حبيب أضاع محبينه تحت شعار أنا حر ؟ كم من زوج أطاح بأسرته تحت شعار أنا حر ! كم من جماعات أطاحت بمصالح مجتمعها تحت شعار نحن أحرار ؟! نشتم هذا ونسب في هذا وننال من شرف هؤلاء ونعمم أخطاء فرد على مستوى شعب أو حكومة أو ما إلى ذاك...وكم وكم وكم؟ إنها الحقيقة المؤسفة الجهل بروح هذه الكلمة التي تعني المسؤولية وعدم الإضرار بالأخريين ..فالإنسان الحر هو ذلك العاقل الذي يستطيع التحكم في شهواته الجسمية والفكرية والنفسية ! فهو يعالج كل ما في أخلاقه من عيوب ويتحمل مسؤولية من هم تحت رعايته .. إن كل فرد منا إذا اختلى بنفسه ساعة واحدة يحدد فيها نواحي الضعف والقصور في شخصيته ومدى مفهومه لروح الحرية استطاع أن يضع خطة محكمة للعلاج ويسأل نفسه هل هو من الذين تنعدم العلاقة بين أقوالهم وبين أفعالهم أم ماذا؟! إنني أقسم بالله أنه لن تنعم أمة في حياتها يكون كلامها كثير مع الميل الدائم عند الحكم على الأخريين للتعميم! لأنها لم تدرك بعد روح الحرية. فبالله عليكم كونوا خير أمة أخرجت للناس فليست الحرية هي الوقاحة والنيل من سمعة الأخريين والتعميم دون دليل إدانة ..اتقوا الله يا مسلمين!. ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا لا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين)