حكايات من داخل أسواق الماشية ..... كارثة بيع الماشية الصغيرة قبل إصابتها تحقيق وتصوير : علي عبد الرحمن: على الرغم من آثارها البيئية الكثيرة والمتنوعة، إلا أن الثروة الحيوانية قوةً رئيسة و بالغة الأهمية من النواحي الاجتماعية والسياسية في البلدان النامية : فهي تقدم الغذاء والدخل لأكثر من أربعة مليون شخص بمحافظة سوهاج ، حيث تمثل الثروة الحيوانية في أحيان كثيرة المصدر الوحيد لسبل المعيشة. الذي كاد يفقده أهالي محافظة سوهاج الذين يعيشون حالة من الرعب والذعر بعد إنتشار الحيوانات النافقة في نواحي قرى ومراكز المحافظة بسبب الحمى القلاعية التي أصابت المواشي وهو ما ينذر بكارثة بيئة محققة، بسبب نفوق المئات منها فى زمن قياسى وإلقاءها للحيوانات النافقة في الترع والمصارف فيما أكد الاهالي أنهم شاهدوا عددا من تلك الحيوانات متمركزة فى مواسير الشفط الرئيسية الخاصة ، ما يعرض حياة المواطنين للخطر بعد شربهم المياه الملوثة بالمرض الذى تحمله أجسام الحيوانات بعد تحللها فى المياه، بالإضافة تعرض الثروة السمكية بنهر النيل لنفس المخاطر، وتهديد الزراعة التي تروى بهذه المياه ،،،،،،،، الواقع نزلت أسواق المحافظة يومي الأربعاء بمركز طما والخميس بمركز طهطا وتابعت عن قرب سير عملية البيع والشراء في ضوء الاحداث الاخيرة وانتشار الحمى القلاعية بالمحافظة ووجدت أن الظاهرة أصبحت تنذر بكارثة في الثروة حيوانية التي تمتاز بها محافظة سوهاج حيث إزداد القدوم على بيع الماشية التي لايتعدى عمرها الخمسة أشهر لذبحها قبل أن تصاب بالمرض ، هذا ما فعله ياسر علد الكريم – مربي من مركز طما - حيث قال أنه إضطر لبيع بقرته الصغيرة خشية أن يصيبها مرض الحمى القلاعية خاصة بعد إنتشار المرض بالمركز ونفوق عدد من ماشية جيران له ، فيما قال عبد الستار محمود -تاجر - من مركز طهطا أنه كان يورد عدد كبير من الماشية لمحافظات الوجه البحري خاصة القاهرة ولكن بعد إنتشار المرض أصبح الاقبال صعيف على الشراء خوفا من أن تكون الماشية مصابة بالمرض ، ويطالب علي عبد الغني مزارع - مركز طما - بعمل حملات تحصينية بصفة دورية ومستمرة حرصا علي الثروة الحيوانية في ظل ارتفاع أسعار اللحوم الباهظة خاصة أنه يضطر لاستدعاء أحد الأطباء البيطريين للكشف علي المواشي مقابل مبالغ مالية ضخمة في ظل تقاعس مسئولي الطب البيطري عن عمليات التحصين وجدنا البغدادي رأفت محمد – مربي من مركز طما – بنفس ماشيته التي وجدناها معه بالامس بسوق طما وبسؤاله قال نادبا حظه أنه غادر السوق أمس بعد أن فقد الامل في بيع ماشيته بثمن ولو معقول وأرجع ذلك لإقلاع التجار عن الشراء مما أدى لهبوط أسعار الماشية ، أيده في الرأي ياسين بلال – مربي من مركز طهطا – وقال أنه كان يبيع الماشية بالميزان ومن أيام قليله كان سعر الكيلو 26 جنيها اما اليوم وبسبب إنتشار الحمى القلاعية فقد هبط السر ليصل إلى 22 أو 23 جنيه في أحسن الظروف ، وأضاف محمد سيد " مربي " مركز طما إن هناك العديد من المواشي بقري المركز لا تستطيع الوقوف بسبب ارتفاع درجة حرارتها وتصاب في فمها وأرجلها وهو ما لاحظه في السوق اليوم بالاضافة الي امتناعها عن الأكل وقال أنه أضطر أن يبيع بقرته بأي سعر معرضا نفسه لخسارة 1100 جنيها فيما قال سيد أبو علي -سائق من أسيوط – أنه كان يوميا ينقل مواشي من الاسواق للوجه البحري لكنه على مدى يومين لم ينقل ولو عجل واحد على حد قوله ويقول أحمد السوالمي -من طهطا قرية شطورة- أن قريته شهدت نفوق 13 حالة وحالتين بقرية السوالم التابعة للمركز وفقد محمد حسين – مربي – من طما أحد ماشيته بسبب الحمى القلاعية ويقدر ثمنه بنحو 11 ألف جنيه وهو ما حدث أيضا مع خلف عبد الكريم مزارع – طهطا- حيث فقد بقرته الوحيدة بع أسبوع من علاجها من مرض الحمى لكن دون جدوى ويقول عبد الحميد أبو زيد – مركز طهطا – أن قريته إملأت بالحيوانت النافقة في الترع والمصارف والطرقات كذلك إنتشار ظاهرة نفوق الكلاب الضالة بعد أكلها أجسام المواشي النافقة . غادرت الواقع الاسواق لكن لم تغادرها الحمى القلاعية التي تنذر بكارثة محققة فأين المسئولين ....؟