بقلم إيمان حجازي تعجبت كثيرا عندما تابعت حملة السيد أحمد شفيق للترشح لرئاسة الجمهورية , ليس فقط لإحساسى الرافض له لكونه محسوب على النظام السابق والتى قامت أساسا من أجل إسقاطه ثورة 25 يناير التى دفع ثمنها من دماء الشباب وأعضائهم البشرية . وليس فقط لأخبار السيد شفيق التى تملأ الميديا وتنطوى عن إفساد وفساد شديد لفترة عمله فى وزارة الطيران . وليس فقط لفشله كرئيس حكومة قبيل الثورة ولفشله فى التواصل والتعامل مع المجتمع الشبابى الثورى آنذاك .وإنما كان تعجبى الثائر من سياق الحديث ومن مدلولات كلام سيادة رئيس الوزراء السابق والمرشح للرئاسة ومن الكلمات والوعود التى يقطعها على نفسه إزاء هذا الشعب الذى قام بثورة منذ ما يزيد عن العام . هذه الخطبة التى شنف بها مسامعنا السيد شفيق توحى بأنه لا يدرى أساسا من الأساس بأن هناك ثورة قامت فى هذا البلد هذه الخطبة توحى بأن سيادته أسقط من ذاكرته عام مضى وعليه قرر أن يعد الشعب أو يوعده بأن يعيده لا سالما ولا غانما الى ما قبل 11 فبراير 2011 السيد شفيق نسى أن الثورة قامت لتهدم نظام سلطوى وحدوى , نظام لا يتم فيه شىء إلا بعد العودة وموافقة الرئيس , نظام كان نائما بينما يغرق أكثر من 1500 مواطن فى حادث العبارة الشهير ولم يستطع أحد إيقاظه من ثباته لكى يعطى الأمر بخروج الطيران الجوى لإنقاذ رعايا هذا النظام النائم من الغرق – هذا الكلام جاء على لسان الدكتور عمرو الشوبكى عضو البرلمان فى سياق فعاليات لجنة تقصى الحقائق لحادث بورسعيد فى مداخلة مع الإعلامية ريم ماجد فى برنامج بلدنا بالمصرى - حيث كان النظام يستعد للسهر فى الإستاد لمتابعة مباراة كرة قدم وتوزيع الجوائز والإحتفال متناسيا العزاء المقام فى أكثر من 1500 بيت فى هذا البلد. ومما يستدعى الدهشة ويؤكد على أن السيد شفيق ليس فقط لم يأخذ ثورتنا على مأخذ الجد وكان صادقا حين وعدنا بالبونبون وقد كان فعلا يعتبرنا بعض الصبية اللاهين العابثين حين تحدث إلينا بهذا المنطق , ومازال السيد شفيق الى الآن لم تصل إليه أنباء عن هذه الثورة التى تحدث عنها العالم والتى أذهلت التاريخ الى الآن بكل أحداثها وصمود أبنائها . السيد شفيق عندما تحدث فى الناس مرشحا نفسه للرئاسة وعدهم الى إعادتهم الى ما قبل 25 يناير 2011 , حيث قال بالحرف الواحد أنه إذا تم إنتخابه كرئيس للدولة اليوم سوف يرجع أرض النوبة الى أهل النوبة غدا ,, وأضاف مؤكدا أنه يعنى الغد فعلا بالغد وليس بعد الغد قائلا ( بكرة يعنى بكرة مش بعد بكرة ) . لست أدرى ماذا كان يتوقع السيد شفيق من رد فعل لهذا الحديث الذى يعيدنا الى أن يكون قرارنا فى يد إنسان واحد إذا غفى تشتعل النيران فى البلد فلا تجد من يأمر بإطفائها , وقد عودنا النظام السابق بأنه لا يستطيع والد سجين أن يزور إبنه إلا بعد مناشدة الرئيس الأب ذو القلب الرحيم , ولا يستطيع أب علاج إبنه على نفقة الدولة إلا بعد مناشدة الرئيس الأب ذو القلب العطوف , حتى إن المنحة السنوية التى لم تصرف قط للموظفين إلا بعد أن يأمر بها السيد الرئيس العالم بحال العمال والموظفين والتى بقدرة عبد القادر كانت قبل هذا الأمر تشكل عبىء على ميزانية الدولة طبقا لأقوال الوزير المختص , وكم كنا نتساءل من أين يأتى التمويل حال أمر الرئيس ؟؟!!. تعجبت جدا عندما وعدنا السيد أحمد شفيق بالعودة الى الأيام الخوالى لعله يعتقد فى نفسه حنيننا إليها وبكاءنا عليها فلرحمة قلبه لا يريد حرماننا منها وسوف ينعم علينا بسرعة الرجوع إليها . والآن أود أن أهمس فى أذن السيد أحمد شفيق مع خالص الإحترام بأننا قد قمنا بثورة سال فيها دم وصعدت فيها أرواح للقاء بارءها وفقدت فيها عيون وأرجل وأيادى إبتغاءا للتخلص من آثام هذا النظام القديم . وهذا للعلم فقط ألا هل بلغت اللهم فأشهد