بقلم مصطفى الراوي 1- نحتاج إلى التخلص من حالة تطبيق الخاص على العام و الفصل بين فكرة احترام الكبير و فكرة محاسبة الكبير لو مسؤول (مثلما يوجد "ليس منكم من لم يوقر كبيرنا" .. هناك أيضًا "كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته"!) .. و الفصل بين الضيف و الرمز و القدوة و البطل و المحارب .. و بين فكرة محاسبة المخطيء أيًا كانت حسناته. 2- يجب نتخلص من عنصرية تطبيق بعض المباديء على البعض و اقصاء البعض الآخر عنها (زي دول "أطفال شوارع" .. دول "بلطجيه") دون النظر إلى أن "أطفال الشوارع ليسوا كائنات فضائيه نزلت علينا فجأه مثلًا بل نتاج مجتمع فسدت فيه المنظومة الأخلاقيه و الإنسانيه ككل و تحتاج إلى تعديل .. و أن البلطجي (إن كان بالفعل بلطجي) فمن حقه أن يأكل و يشرب و يُعامل و يُحاكم بآدميه و عدل من أول نظرتنا إليه إلى موقفه في قاعة محكمة أو أمام النيابه .. لا خير فينا إن لم نقم العدل بغض النظر عن المنظور إليه .. و لن نقيم دولة العدل إلا إذا كان العدل بيننا نحن أولًا قبل أن يكون في يد السلطه أو أولي الأمر. 3- نحن نحتاج إلى ثورة في قيمنا و مبادئنا بالتوازي مع الثورة على الحاكم الظالم .. فالحاكم الظالم مثل الثورة ليس مجرد مجموعة أشخاص .. بل هو فكرة .. و كل فكرة دومًا تحاول أن تنتشر بطرقها وحسب نبل أهدافها أو خستها .. تستخدم طرقًا مستويه أو ملتويه .. و الفساد و الظلم ليسوا مجرد أشخاص بل هم أفكار يجب القضاء عليها بيننا في نفس الوقت الذي نحاول فيه القضاء على مقيمو الظلم في الأرض. 4- شخصنة الثوره و شخصنة الفساد على حد سواء .. تصدير وجوه الشناوي قناص العيون و أمثاله .. محاوله فاشله لإلهاء الناس عن القضيه الأهم (إسقاط المجلس) بقضايا فرعيه (مهمه أيضًا) تتلخص في (من قتل الثوّار؟) بدلًا من الإجابه علي السؤال (لماذا ثار الثوّار حتى الموت؟) .. مع العلم إنهم لن تتم محاكمتهم فتتم (شخصنة الثأر) .. بدلًا من التركيز على القضيه (إسقاط العسكر) التي ضخى من أجلها الشهداء و الثوار. و محاولة شخصنة الثورة أحيانًا -دون قصد- و حصرها في "أحمد حراره" و "علاء عبد الفتاح" و حصر الشهداء في "الناس اللي شكلهم نضيف" مثل "علاء عبد الهادي" و الشيخ "عماد عفت" ممن يستحيل إطلاق لفظ "بلطجيه" عليهم .. دون النظر إلى من لا تتصدر وجوههم الصفحات الأولى في الجرائد و لا يظهرون على شاشات التليفزيون .. لدينا: - أكثر من 2000 شهيد وراؤه أسره كامله يأكلها الحزن و حرقة القلب، - أكثر من 7800 مصاب في الثوره .. يحتاجون إلى أن نزورهم و نطمئنهم أن الثورة مستمره، فأغلبهم يهمهم أن يشعروا أنهم ليسوا منسيين أو أن الثورة لم تُنسى .. و مازالت حيه. - أكثر من 300 إصابة أدت إلى فقد عين. - أكثر من 650 حالة تفتتت عظامهم. - أكثر من 16 ألف في السجون الحربيه محاكمات عسكريه (و منهم من لم يشارك في الثوره!). - 27 حالة كشف عذريه! و حالات هتك عرض و تعرية الفتيات بميدان التحرير! فإن لم تسقط معاييرنا الفاسدة لن يسقط النظام الفاسد. 5- الوقوع في الحلقات المفرغة من وقت لآخر .. فاسأل أيٌ ممن نزل محمد محمود، مجلس الوزراء مثلًا .. و بشهادات كثيره كانت "بعض" الردود "عشان دم الشهدا/ حق الشهدا/ .... الشهدا"، لا يمكن إنكار حق الشهداء و لا من أصيب من أجل الدفاع عن الحق .. و تبقى المشكلة فى تعريف هذا ال"حق" .. هو الحق هو حق الشهداء (الذين ماتوا في الثوره أصلًا .. فلماذا قامت الثورة إذًا .. من أجل المطالبة بحق من ماتوا فيها؟!) .. أم أن حق الشهداء هو "إقامة دولة الحق و هدم دولة الفساد" .. يجب ان نتذكر من وقت لآخر اننا لا نثور من أجل حق الشهداء .. نحن نثور من أجل إقامة دولة العدل (والتي أيضًا لن يضيع فيها حق شهيد أو مصاب). نحتاج إلى أن نتذكر الهدف من الثورة من وقت لآخر .. حتى لا نقع في فخ الحلقات المفرغة التي لا تنتهي دون دماء في الأغلب. 6- الإعلام و أكذوبة الحياد .. لا يوجد إعلام محايد (هذه حقيقة وواقع لا نقاش و لا جدال فيهما) فالإعلام المحايد بحق هو إعلام لا يمتلك رساله و لا يحمل توجه و لا يتبنى وجهة نظر .. و باستحالة وجود مضمون للرساله يستحيل وجود الرساله ذاتها! إذًا كل الإعلام الذي مع و ضد الثوره .. هو إعلام موجِه (بكسر الجيم) .. و الثورة تحتاج إلى إعلام يوجّه الناس إلى الحق .. في حين أن رسالة الإعلام الحكومي متمثله في تشويه من ينادون بالحق في أرض الله. و يجب أن نتذكر أن المنابر في الجوامع و الكنائس و خطب أيام الجمعه و موعظة يوم الأحد .. هي كلها أيضًا من أدوات الإعلام .. و لكنه إعلام يستقي الشكل و القالب من الدين (سواء كان منهجه مع الحق أو مع الحاكم الظالم) .. فمن أهم الأشياء التي يجب أن نبرزها هذا العام .. تصدير المشايخ أمثال الشيخ عماد عفت و غيره .. و القساوسه (أمثال القس صاحب الفيديو الشهير) لتنصلح المنظومة الأخلاقيه و لتتم مكارم الأخلاق و يستطيع الناس الوصول إلى فطرة الوقوف بجانب الحق و الثورة على الظلم .. و الإيمان بأن ذلك من طرق التقرب إلى الله. 7- يحتاج جيل الآباء أن يتذكر قصصه التي كان يقصها لأطفاله (شباب الثوره اليوم ) عن أسامه بن زيد ذو السبعة عشر عامًا الذي قاد جيش المسلمين .. و يجب أن يدركوا أن سنة الله في الأرض التي استخلفنا فيها أن نجدد فيها و لن تتجدد إلا بخبرة الكبار و افكار الشباب على حد سواء. 8- تحتاج الثوره أن يعرف المواطن العادي (الذي لم يشارك في الثوره و غير متابع للحراك السياسي بوجه عام) .. أن الثوره هي قلب لنظام الحكم تمامًا .. هدم لدولة الظلم بكل رموزها و فسادها و أخلاقها و قيمها و أفكارها و آلياتها .. و إقامة دولة عدل يتساوي في الجميع مع الحاكم و البلطجي على حد سواء .. تحتاج الثورة أن يعرف الجميع .. بل و يؤمن الجميع أن الثوره هي تغيير شامل و كامل .. ليس "إصلاحات" و لا حالة "إنتظار لتسليم السلطه" و أن ما يفسد الثورة حقًا أن تقام دولة الحق (شكليًا) على يد فسده و ظالمين. 9 - يجب علينا قراءة بلالين الاختبار جيدًا .. بداية من استفتاء مارس .. إلى إستفتاء على الشخصيات المرشحه للرئاسه على صفحة المجلس العسكري .. إلى جماعة الأمر بالمعروف و النهي عن المزعومه. 10- يجب أن نتدرك و نتذكر أن الثورة دومًا في موقف قوة .. و اننا منتصرون مهما حدث .. و ان الثورة تحكم و لا تطلب .. تأمر و لا تنتظر.