أبلغ محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي الأممالمتحدة اليوم السبت أن بلاده ولدت من جديد بعد الإطاحة بمعمر القذافي ووجه نداء للافراج عن باقي الأصول الليبية المجمدة. وفي أول ظهور للقيادة الليبية الجديدة في الأممالمتحدة قال جبريل: ان ليبيا الجديدة تخرج الي الحياة... كل شباب وفتيات ليبيا أبناء لهذا الوطن الذي آن له أن يلملم جراحه وأن يعيد بناء ذاته بعد غيبة استمرت أكثر من 42 عاما عن المشهد الدولي كطرف فاعل يستطيع كغيره من دول الارض في أن يسهم في بناء الحضارة البشرية. وأعاد الي الاذهان كيف وقف القذافي على نفس المنصة قبل عامين والقى نسخة من ميثاق الأممالمتحدة خلف ظهره واتهم القوى الكبرى بخيانة مبادئ المنظمة الدولية. ورسم جبريل -الذي ظهر مرتديا بزة عصرية ورابطة عنق- صورة مختلفة جدا عن الزعيم الليبي المخلوع الذي ظهر في الأممالمتحدة في 2009 في عباءة نحاسية اللون ليندد بالغرب فيما وصفها جبريل حركة مسرحية مثيرة للرثاء. وقال جبريل -الذي رأس مركزا حكوميا للابحاث الاقتصادية في عهد القذافي الي ان استقال بعد رفض مقترحاته لتحرير الاقتصاد- ان ليبيا أصبحت على طريق جديد نحو ديمقراطية دستورية وإعادة البناء. ومضى قائلا: نحن لا ندعي أننا نملك حلولا سحرية كما ادعى معمر القذافي عندما نظر الى نفسه في المرآة فجأة فاكتشف أنه رسول للعناية الالهية يمتلك حلولا لكل مشكلات الأرض الا مشكلات ليبيا فليبيا على مدار 42 عاما مازال لديها أكثر من خمس سكانها يعانون الفقر لديها نظام تعليمي وخدمات صحية هي الاسوأ ولديها بنية أساسية متهالكة وبطالة تتجاوز 30 بالمئة من شبابها. وطلب جبريل من مجلس الامن الدولي الافراج عن باقي الاصول الليبية التي تقدر بحوالي 150 مليار دولار والتي جمدت بموجب عقوبات ضد القذافي. ويقول دبلوماسيون بالامم المتحدة: ان هناك مشاكل فنية يتعين حلها قبل الافراج عن كل الاصول التي يخشون أن يذهب بعض منها الى ايدي القذافي او اقاربه او معاونيه. وأقر جبريل بأن قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي لم تسيطر بعد على كل معاقل القذافي وهو هدف حيوي للمجلس لكي يفرض سلطته في أنحاء البلاد. وقال: ان ليبيا لم تتحرر بالكامل بعد مشيرا الى معاقل للقذافي مثل بني وليد وسرت مسقط رأس الزعيم المخلوع حيث دارت المزيد من المعارك اليوم السبت.