مع الزخم الإعلامى والسياسى الذى تشهده مصر من النزاع مع دول منابع النيل من أجل تأمين وصول حصتها السنوية من مياه النهر، لا يزال ملف تلوث المياه فى مصر القضية المعلقة التى تحظى باهتمام مؤقت، عند ظهور حالات من التسمم بسبب المياه أو إلقاء مخلفات خطرة فى النهر، أو تلف خطوط توصيل المياه وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمى ثم ينتهى الجدل بتطمين الحكومة للرأى العام والتأكيد على أن المياه آمنة وصالحة للاستخدام الآدمى دون سياسات جادة لحل الأزمة. اشتكى أهالى قرية النخيلة التابعة لمركز أبوتيج بأسيوط، من مياه الشرب، حيث تغيرت خواص المياه وأصبح لها لون وطعم ورائحة كريهة، كما أن المياه تنزل من صنبور المياه بالمنزل سوداء اللون وفى بعض الأوقات حمراء اللوان والبعض الآخر صفراء اللون، ما تسبب فى العديد من الأمراض لأهالى القرية على حد وصفهم، وحاول الأهالى السيطرة على الأمر بتركيب فلاتر المياه، ونظراً لأن القرية تعد من القرى الفقيرة بمحافظة أسيوط، فلم يستطع جميع أهالى القرية تركيب فلاتر للمياه وأصبحوا مرغمين على استعمال تلك المياه كمياه للشرب. وقال الدكتور حمدى عمار حامد، أحد المتضررين من مياه الشرب بقرية النخيلة، إن المياه لديهم فى غاية السوء، وحينما اشتد الأمر وأصبحت مياه الصنابير تأتى بهذا الشكل قام بالاتصال بليشع نظمى مسئول شبكة المياه بقرية النخيلة، وقام مسئول المياه بالتوجه إلى منزله وقام بفتح احد صنابير المياه أمامه ليرى شكل المياه وهى تنصب من الصنبور وما كان من المسئول إلا أن رد بالاعتذار عن شكل المياه، وأخبرهم أن الأمر مؤسف ولكنه لا يستطيع فعل شىء ثم قام بالاتصال بالمهندس محمد فرغلى مسئول المياه بمركز أبوتيج وأخبره بأنه سيتابع الأمر، واتصلنا أيضاً بسكرتير مجلس المدينة لعمل بلاغ لرئيس مجلس المدينة إلا أنه فشل فى الوصول إليه. وطالب «عمار» بغسل خطوط المياه، مؤكداً أنه لا صحة لوجود الخط الساخن 125 وأنه مجرد خط وهمى وضع فقط لإشغال المواطنين عن المشكلة الرئيسية. وأضاف أحمد عبدالعظيم أحد أهالى قرية النخيلة، إن المياه بالفعل تأتى سوداء فأحيانا تأتى صفراء، وأحيانا حمراء، وأنها دائماً متغيرة الطعم والرائحة الأمر الذى يجعلنا نلجأ لاستخدام فلاتر المياه وتغيير شمع الفلاتر بشكل شبه يومى أو كل عدة أيام بسبب سوء لون وطعم المياه بالقرية بالكامل. وتابع «عبدالعظيم» بإن نزول المياه بلون غير طبيعى هو أمر عادى بقرية النخيلة والأهالى اعتادوا عليه، وليس فقط لون المياه فالمياه تنزل من الصنابير بروائح كريهة أشبه برائحة الشىء الرطب أو المكمم، مضيفاً أنهم طالبوا شركة المياه ومجلس المدينة مراراً وتكراراً بوضع حل لمشكلة تلوث المياه وتغيير خواصها، إلا أن مجلس المدينة والمحافظ، وشركة المياه لم يأخذوا الأمر فى عين الاعتبار، مشيراً إلى أن أعمال توصيل المياه متوقفة من عدة سنوات، وأن محطة المياه والتوصيلات الخارجية متهالكة، لا تصلح أن تمر بها مياه الشرب.