سينما الرسوم المتحركة بكل ما فيها من تقنية وإبهار لم تعد حكراً على السينما الأمريكية، ولكن فى الآونة الأخيرة ظهرت أفلام عربية مميزة تهتم بالشخصيات والتراث العربى، وتقدمه برؤية سينمائية مبهرة، ويحظى مهرجان دبى بتقديم تلك الأفلام إلى جانب أعمال عالمية تعيدك إلى عالم الكارتون بكل جمالياته. استطاع فيلم الرسوم المتحركة «موج 98» للمخرج اللبناني الشاب إيلي داغر الفوز بالسعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير في الدورة 68 لمهرجان كان السينمائي الدولي لعام 2015 وينتمي فيلم «موج 98» إلى صنف أفلام الكارتون المتحركة ويستغرق 15 دقيقة، وهو إنتاج قطري لبناني للمخرج اللبناني إيلي داغر البالغ من العمر 30 عاما. والفيلم استغرق تحضيره سنتين، عن قصة طالب في المدرسة يدعى «عمر» ويعيش في الضاحية الشمالية لبيروت ويعاني في محيطه الاجتماعي. وذات غروب على شرفة مطلّة على المدينة، يلاحظ عمر شيئاً غريباً، يشبه حيواناً ضخماً ذهبي اللون، يظهر من بين الأبنية، فيجذبه ويرشده لاكتشاف جزء مميز من المدينة؛ وكان إيلي داغر قد قام بتصوير مشاهد الفيلم باللقطات الحية قبل أن يحولها إلى فيلم رسوم متحركة. وقال المخرج الشاب في تصريح لوسائل الإعلام، إنه لم يكن يتوقع فوز فيلمه، كتابة وإخراجاً، وأنه فخور بما قدمه الفيلم من دراما جديدة تسلط الضوء على أهل لبنان. وأضاف: «أشكر لجنة التحكيم على هذه الجائزة، وعائلتي وأصدقائي وكل من يدعمني».. ولقد حاول المخرج معالجة مشاكل جيل الشباب اللبناني، من أزمات سياسية وإنسانية وكانت الوسيلة نشرات الأخبار للدلالة على روتين الأزمات. إيلي داغر المخرج الشاب الذي درس الإخراج في جامعة الألبا في لبنان وابن الثلاثين ربيعاً، حمّل بطله عمر كل الأسئلة التي في خاطره. وترك لغراندايزر أن يقول إن أحلامه تسبح بين اليقظة والخيال. فهو ضاق ذرعاً بالحال الطائفي المقيم أبداً.. وضاق ذرعاً من فشله في نسج علاقات مع محيطه الاجتماعي. إيلي داغر المهاجر إلى بلجيكا أنجز فيلمه بين لبنان وبروكسل. استغرق عمله سنتين من الاجتهاد، وحصد نتيجة مهارته وعينه الخارقة لكل التفاصيل، لكنه أكد ما نرفض تصديقه أو الإقرار به: الأمل مفقود بلبنان حتى اللحظة. فيلم «بيونتس» رسوم متحركة ثلاثي الأبعاد أمريكي 2015، وهو من إنتاج استديوهات بلو سكاي وتوزيع تونتيث سينتشوري فوكس، وقصة الفيلم مبنية على القصة المصورة بينوتس والتي هي من تأليف تشارلز شولز، والفيلم من إخراج ستيف مارتينو وتأليف كرايج وبراين شولز وكورنيليوس أوليانو، ومن بطولة نوح شناب وتشارلي براون، احتل الفيلم فور صدوره المراكز الأولى لأكثر الأفلام دخلاً. والفيلم يبهرك مع ظهور شخصياته على الشاشة الكبيرة للمرة الأولى منذ 35 عاماً. حيث يحتفي المسلسل الذى قدم عنه بذكراه الخامسة بعد الستين، سيحبّ الصغار رسومه المتحركة بألوانها المشرقة وحركتها الممتعة، وطبعاً الرسائل التربوية التي تحملها من خلال حكاية تشارلي براون الذي يحاول الفوز بقلب الآنسة الصغيرة «ذات الشعر الأحمر»، التي انتقلت لتوها إلى الجوار. أما سنوبي فينطلق عالياً ليشقّ عباب السماء ويواجه خصمه اللدود «البارون الأحمر». ولا ننسى طبعاً باقي الشخصيات المحببة مثل لينوس وشرويدر ولوسي فان بيلت، وفايوليت جراي، وبيج بن، الذين يعيشون جميعاً في عالم «بينوتس» الودود بالأبعاد الثلاثة. حصد فيلم «The Peanuts Movie» سلسلة طويلة من إشادات النقاد والمعنيين بالسينما، فقد أكد جودى ميتورى أن المجهود المبذول فى تقديمه وحفاظه على روح الفكاهة التى تناسب كل الأعمار السنية. وأعلن موقع «هيت فيكس» أنه من الرائع تركيز القائمين على فيلم «The Peanuts Movie» لتقديم الشخصيات بشكل ممتاز لتظهر شخصية شارلى براون محافظة على نجاحها، فالعمل يستحق أن يقال عنه إنه فيلم ساحر بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فى حين أكد موقع «تامبا باى» أن العمل يعد بمثابة معجزة فى مجال الرسوم المتحركة الحديثة، ففى عصر الفوضى الرقمية والتكنولوجية وتقديم المواضيع العاطفية العميقة فى الأعمال الفنية، جاء فيلم «The Peanuts Movie» ليؤكد أنه عمل لطيف وبسيط فى نفس الوقت ويستحق المشاهدة. أما الناقد الفنى ريتشارد رويبار فى موقع «شيكاجو سن تايمز» وقال إن أكثر ما يميز «The Peanuts Movie» إنه يحتوى على جرعات مكثفة من الضحك والفكاهة، رغم أنه فيلم «أنيميشن» فإنه يستهدف جميع محبى السينما من مختلف الأعمار، إضافة إلى أنه يحمل رسائل بسيطة تصل للمشاهد. وأكد توم روسو أحد النقاد الفنيين أنه بمجرد الإعلان عن تقديم «The Peanuts Movie» شعر الكثيرون بالقلق حول الشكل الذى يظهر به الفيلم على الساحة الفنية لكن فى الواقع تم تقديم العمل بشكل مثالى من قبل مبدعين فى مجال تقديم الأعمال بخاصية ال3D، إضافة إلى أن الموسيقى المصاحبة للأحداث رائعة وكأنه توحى بمفتاح اللغز ضمن الأحداث. أما فيلم سافا، قلب المحارب، إخراج ماكس فاديف. فتسمع في هذا الفيلم الروسي أصوات عرفناها وأحببناها لنجوم مثل ميلا يوفوفيتش، وشارون ستون، ووبي جولدبرج، وجو بيشي... وكلهم أسهموا في إنجاح هذه القصة الخيالية الرائعة. يتبع الفيلم مغامرات الفتى الشجاع «سافا» ابن العاشرة، الذي يحاول إنقاذ أبناء قريته من الضباع الشريرة، ويجد نفسه في عالم سحري، ويطلب عون ساحر بمساعدة غرباء، منهم الذئب الأبيض «إنجي». إنه فيلم عائلي تتوالى أحداثه المشوقة بسرعة في جو من الترفيه والخيال المصحوب بالإثارة.. أما فيلم بلال فهو فيلم رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد إثارة مغامرة تاريخي. تحكي قصة الصحابي الجليل بلال بن رباح وهو من إنتاج شركة بارجون انترتيمنت وإخراج المخرج الباكستاني خورام آلافي وكتابة وإنتاج السعودي أيمن جمال بالتعاون مع الممثل الامريكي الشهير ويل سميث، استغرق العمل على السيناريو الخاص بالفيلم حوالي سبع سنوات، وتم تنفيذه بغضون ثلاث سنوات، ويحتوي على 88 شخصية من بينهم أبوبكر الصديق وحمزة بن عبدالمطلب وأمية بن خلف وسعد بن أبي وقاص.. ويتميز الفيلم بدقة تفاصيله من جميع الجوانب سواء الإخراج أو الموسيقى والرسم والألوان والحيوانات. وهو أول فيلم لاستديو بارجون إنترتيمنت السعودية وأول فيلم رسوم متحركة طويل المدة يدعم وينتج في الشرق الأوسط. عرض في دور السينما حول العالم بأربع لغات، وهي: الإنجليزية والعربية والفرنسية والصينية.. عرض الشباب السيناريو على عدد من المنتجين الأمريكان فأثنوا على العمل الذي نال إعجابهم بشكل كبير، إلا أنهم لم يتوقعوا أنه من ابتكار شباب سعوديون عرب لتميز العمل فطلبوا منهم أن ينتجوا مقطعاً من السيناريو، وبالفعل قام الشباب بإنتاج المقطع وقاموا بإرساله لشركة دريمز وورك، ومن بين المشاهير الذين شاهدوا المقطع كان الممثل الأمريكي «ويل سميث» الذي قرر بدوره التعاون مع الشباب في إنتاج الفيلم، وقد تم الاتصال بالشباب من قبل شركة دريمز وورد للتأكد من أن الشباب لم يقوموا باستخدام برامج الشركة في إنتاج المقطع، وقد اقتنعت الشركة بعد ذلك بأن الإنتاج من قبل برامج خاصة بالشباب السعودي.