دعا أمين عام الناتو ينس ستولتنبرج إلى مراجعة قواعد ضمان الأمن في أوروبا، معتبرا أن حادثة إسقاط القاذفة الروسية "سو-24" من قبل تركيا تظهر أن القواعد الحالية لم تعد تتناسب مع الواقع. ونقلت وكالة "أ ب" اليوم الخميس عن مقال كتبه ستولتنبرج لعدة صحف أوروبية: "لم تعد حزمة قواعد الأمن الأوروبي تتناسب مع الواقع". واعتبر أن الحديث يدور ليس عن "حرب باردة جديدة"، بل عن "إشارة" تدل على ضرورة مراجعة تلك القواعد. واعتبر أمين عام حلف الناتو أن حادثة إسقاط القاذفة الروسية تتطلب من الأطراف "التحلي بالهدوء واعتماد الأساليب الدبلوماسية". ودعا ستولتنبرغ إلى مراجعة الاتفاقيات الموقعة في المجال الأمني من أجل الوصول إلى أقصى مستوى للشفافية وجعل الأنشطة العسكرية قابلة للتنبؤ تماما. واتهم الأمين العام روسيا بالتهرب عن الالتزام ببعض تلك الاتفاقيات واستخدام "الثغرات الموجودة في فيها". يذكر أن ستولتنبرغ أعلن مساء الثلاثاء 24 نوفمبر عن دعم الناتو لتركيا بعد إسقاط الطائرة الحربية الروسية من قبل مقاتلتين تركيتين في صباح يوم نفسه. لكن مصادر في حلف الناتو قالت لاحقا إن تصريح ستولتبرغ جاء بمبادرته الشخصية، فيما برز انقسام بين أعضاء الحلف على خلفية إسقاط القاذفة الروسية نظرا لعجز أنقرة عن تقديم أدلة دامغة تؤكد اختراق أجوائها. يذكر أن مقاتلتين تركيتين من طراز "إف-16" أطلقتا النار على قاذفة القنابل الروسية التي كانت تعود إلى قاعدة "حميميم" الجوية في ريف اللاذقية صباح يوم الثلاثاء الماضي، وأسقطتاها فوق الأراضي السورية، إذ سقط حطامها على بعد 4 كيلومترات من الحدود. وتمكن الطياران الروسيان من القفز منها، لكن أحدهما قتل وهو في الجو بنيران مسلحين من المعارضة السورية، أما الثاني فتم إنقاذه خلال عملية خاصة للجيشين الروسي والسوري استمرت 12 ساعة.