إسهامات كبيرة للقوات المسلحة فى دعم البنية الأساسية واستصلاح الصحراء

تعيش الدولة المصرية حالة من التحدى فى مختلف المجالات، فالدولة وأجهزتها تعمل على قدم وساق للنهوض بمصر وتحقيق تنمية شاملة تحقق الرخاء والأمن لأبنائها وأيضا للأجيال القادمة.
وكان الاتجاه العام نحو اقتحام الصحراء وزيادة المساحات المزروعة وبالتالى زيادة الأماكن المأهولة بالسكان، حيث أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى شرارة البدء فى اقتحام الصحراء بالمشروع القومى لاستصلاح 4 ملايين فدان وزراعتها بمحاصيل استراتيجية تساهم فى تحقيق الاكتفاء الذاتى، والتى تتضمن المرحلة الأولى منها نحو مليون ونصف المليون فدان للتوسع الزراعى والعمرانى والصناعى تساهم فى تحقيق الأمن الغذائى للدولة والذى يعتبر ركيزة أساسية للأمن القومى.
ووفقاً لتبعية المسئولية تولت وزارتا الزراعة والرى والقوات المسلحة ممثلة في الهيئة الهندسية وإداراتها دراسة أفضل السبل للبدء فى المشروع من خلال قيام الجهات البحثية بدراسة صلاحية التربة واستدامة الخزان الجوفى للمشروع، وخلصت الدراسات الى تقسيم المشروع على 3 مراحل.
وتضم الأسبقية الأولى استصلاح مساحة 500 ألف فدان بكل من الفرافرة القديمة بمساحة 30 الف فدان، والفرافرة الجديدة «عين دالة» بمساحة 20 الف فدان وامتداد الداخلة بمساحة 20 ألف فدان ومنطقة المغرة بمساحة 135 الف فدان وتوشكي بمساحة 25 الف فدان والمراشدة بمساحة 18 الف فدان، ومنطقة غرب المنيا بمساحة 80 ألف فدان والتي تعتمد جميعها علي الري بالآبار والمياه الجوفية، كذلك استصلاح وزراعة 143 الف فدان بمنطقة توشكي و25.5 الف فدان بمنطقة المراشدة و3500 فدان بنظام الري السطحى.
فى حين تشمل المرحلة الثانية استصلاح وزراعة 330 ألف فدان جديدة بنظام الري بالمياه الجوفية بواقع 160 الف فدان بمناطق سهل البركة والفرافرة القديمة و20 الف فدان غرب كوم أمبو و20 الف فدان بمنطقة عين دالة و30 الف فدان بمنطقة امتداد الداخلة، و40 الف فدان جنوب شرق المنخفض، 35 الف فدان بالمغرة و20 الف فدان بالطور.
وتقوم حالياً الجهات البحثية بوزارتى الموارد المائية والرى والزراعة واستصلاح الأراضى باستكمال الدراسات الخاصة بالمرحلة الثالثة والتي من المخطط الانتهاء منها خلال شهرديسمبر القادم.
وقد حققت العناصر الهندسية والتخصصية بإدارة المياه التابعة للهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع عدد من الشركات المدنية العديد من الإنجازات غير المسبوقة فى المشروع القومى العملاق تمثلت في:
تنفيذ البنية الأساسية والآبار واعمال الاستصلاح لمساحة 10 آلاف فدان بمنطقة الفرافرة القديمة شملت حفر 40 بئراً عميقة بعمق يصل الي 800م، ومد شبكات الري بواقع 7500 فدان رى محورى و2500 فدان رى بالتنقيط، وتدبير وتركيب 60 جهاز رى محورى بواقع جهاز لكل 125 فداناً، إضافة الى تدبير وتركيب 75 طلمبة ضخ مياه بطاقة 250م3/س منها 60 طلمبة للرى المحورى و15 طلمبة للرى بالتنقيط،وتنفيذ 15 حوض أكسدة (سعة الحوض 20 ألف م3) بواقع حوض لكل 650 فداناً، وتنفيذ شبكات لربط منظومة الري والأكسدة، وانشاء المدقات والطرق الداخلية، وتدبير وتركيب 15 مولد كهرباء قدرة 625 ك ف ا، حيث بلغت نسبة تنفيذ المشروع 100 %.
كما تم الانتهاء من حفر 150 بئراً بأعماق 200م لصالح أعمال استصلاح وزراعة 15 ألف فدان بمنطقة المغرة وقد بلغت نسبة تنفيذ الآبار للمشروع 100 %، إضافة الى حفر 50 بئراً بأعماق 1000م لاستصلاح 12.5 ألف فدان بمنطقة الفرافرة القديمة بنسبة تنفيذ 93 %، وحفر 50 بئر بأعماق 1000م لاستصلاح 12.5 ألف فدان بمنطقة الفرافرة الجديدة (عين دالة) بنسبة تنفيذ 85 %، والانتهاء من حفر 53 بئراً بأعماق ±250م لاستصلاح 10 آلاف فدان بمنطقة توشكي بنسبة تنفيذ 100 %، وكذلك الانتهاء من المرحلة الأولي لاستصلاح مساحة 21 ألف فدان بمنطقة الفرافرة، حيث تم حفر 20 بئراً بعمق 800 م، وتنفيذ البنية الأساسية لمساحة (5) آلاف رى بالتنقيط، وانشاء 5 أحواض أكسدة سعة الحوض 10 آلاف م3 بواقع حوض لكل 1000فدان،وتدبير وتركيب 15 طلمبة ضخ مياه بطاقة 250م3/س، اضافة الى تنفيذ شبكات لربط منظومة الآبار والري والأكسدة، وانشاء المدقات والطرق الداخلية، وتدبير وتركيب 5 مولدات كهرباء قدرة 500ك ف أ، بنسبة تنفيذ 20 % من اجمالي المساحة المخططة للمشروع.
كما صممت العناصر الهندسية لإدارة المياه ونفذت منظومة بئر تعمل بالطاقة الشمسية بمنطقة توشكى تتكون من خزان مبطن بشرائح بولى ايثلين سعة 2000م3، ومضخة اعماق مزودة بمغير سرعة بطاقة 120م3/س، وخط إنتاج البئر، ونظام الطاقة الشمسية قدرة 63 ك وات و3 عمود إنارة يعمل بنظام الطاقة الشمسية، وتهدف هذه المنظومة الي تقنين استخدام البئر وتوفير الطاقة الكهربائية، وقد بلغت نسبة التنفيذ والنجاح 100 %.
أما مشروع تنفيذ سحارة سرابيوم اسفل قناه السويس الجديدة، فيتكون من 4 بيارات، منها 2 بقطر داخلى 19م وعمق 120 م وبيارتين بعمق 60 م منها 2 للدفع النفقى شرق قناة السويس الجديدة و2 للاستقبال غرب القناة الجديدة لنقل مياه ترعة سيناء من اسفل قناة السويس الجديدة خلال 4 خطوط مواسير، قطر كل خط 3.2 م يمر خلال كل بيارة خطان من شرق القناة الى الغرب.
ويعد مشروع سحارة سرابيوم من اصعب المشروعات لعدة أسباب فى مقدمتها أنه يتم عمل الحوائط اللوحية Diaphragm wall بأكبر ماكينة حفر رأسى فى العالم للوصول للعمق المطلوب وهو120 م.ط لعدد 2 بيارة، ونظرا لعدم تواجد ماكينة Diaphragm wall العملاقة (عمق 120متر) فى مصر اثناء بدء الاعمال فتم العمل بالماكينة المتاحة داخل مصر فى هذا التوقيت وهى عمق 60 متراً فقط ، كما تم عمل خوازيق ابرايه بعمق 120 م.ط بعدد 122 خازوقاً لكل بيارة وذلك لتثبيت القاعدة المسلحة ومقاومة الضغوط الناتجة عن العمق ويتم العمل بالكامل بواسطة الغطاسين للعمل تحت عمق مياه 45 متراً للوصول للمنسوب المطلوب وتركيب البلاتات على الميكروبيلز فى منسوب القاعدة المسلحة، كما أن عمق النفق المراد تنفيذه هو52 متراً وهوما لم يتم تنفيذه فى العالم من قبل وقد اكدت شركة herrenknecht المصنعهة لماكينة الدفع النفقى ان اقصى عمق تم تنفيذه تحت اشرافهم هو 36 متر.
ونظرا لتلك التحديات تم ارسال كافة التفاصيل الخاصة بالمشروع للمكتب الاستشارى فى المانيا بالتنسيق مع شركة Herrenknecht المصنعة لماكينة الدفع النفقى للبدء فى تصنيع ماكينة دفع نفقى تتحمل الضغوط العاليه التى تصل الى 5 بار فوق ظهر الماكينة وأمام السكينة القاطعة رغم أن الشركة المنفذة تمتلك 2 ماكينة بنفس القطر المراد تنفيذه فى المشروع ولكن تم تصنيع ماكينة اخرى بمواصفات خاصة وأيضاً تم تصميم نوع خاص من المواسير الخرسانية وهى RCCPJW وتصنيع مواسير مزودة بفرملة وتصميم ماكينة فرملة مصنعة خصيصاً لتتناسب مع الضغوط العالية التى تصل الى 5 بار وتم اعداد التصميم والبدء فى التنفيذ.
كما ملت مجهودات القوات المسلحة وأجهزتها المعينة الدخول فى مشروعات محطات تحلية المياة فى أبورديس ورفح والرميلة والسلوم واليسر وباغوش وكليوبترا وسيدي براني لتوفير مياه الشرب والزراعة.
ففى محطة أبورديس تقوم أجهزة القوات المسلحة باستخدام الفائض من قدراتها لدعم خطط التنمية وتخفيف الأعباء في كافة المجالات(الصناعية والسياحية والزراعية والخدمية) ذات البعد الاستراتيجي والحيوي وتلعب الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وإداراتها التخصصية دورا كبيرا في هذا المجال ومن بين تلك الإدارات تختص إدارة المياه بإنشاء محطات وخطوط المياه وتوصيلها للمناطق السكنية الجديدة والمناطق النائية لخدمة خطة التعمير والتنمية والسياحة، حيث كلفت إدارة المياه بمعاونة القطاع المدني في تصميم وإنشاء محطة تحليه مياه البحر لمنطقة أبورديس والتي تم الانتهاء من تنفيذها فى 25/4/2013وخصص لها تكلفة مالية قدرها 27 مليون جنيه.
وقامت العناصر الهندسية والفنية بإدارة المياه باستطلاع واختيار أنسب الأماكن علي ساحل البحر الاحمر لمنطقة أبورديس وتم اختيار المحطة نظرا لقربها من البحر وملاءمتها لسحب وتصريف المياه فضلا عن بعدها عن الموانئ البحرية والتجمعات السكانية ومصادر التلوث البحري، وقد استخدم فى تصميم وتنفيذ محطة التحلية أحدث التقنيات العالمية في معالجة المياه المالحة حيث تستقبل المياه المطلوب تحليتها بدرجة ملوحة42 ألف جزء في المليون بواسطة مأخذ بحري يتكون من خط مياه قطر 630 مم بطول 600م وبعمق 9 م بقاع البحر وذلك لتوفير كميات المياه المالحة اللازمة لتشغيل المحطة والتي تقدر ب 7.5 ألف م3 وخط مياه قطر 500 مم لارتجاع المياه شديدة الملوحة ومراعاة انتشارها داخل مياه البحر حتى لا تؤثر علي الكائنات البحرية وتصل المياه المالحة من المأخذ البحري للمحطة إلي عنبر تحلية المياه الذي يحتوي علي وحدتين تحلية طاقة كل منها 1500 م 3 / يوم والمحطة مزودة بأنظمة موفرات الطاقة التي تؤدي لترشيد استهلاك الطاقة لحوالي 35% من الطاقة اللازمة للتشغيل مما يؤدي لخفض تكلفة الإنتاج.
كما تم استخدام أحدث مكونات التحلية من مضخات الضغط العالي وأغشية تحلية مياه البحر من إنتاج الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال، اضافة الى احتواء المحطة علي مجموعة فلاتر للترشيح الابتدائي تتكون من (4) فلاتر متعددة ومجموعة فلاتر تقنية دقيقة ووحدة المعالجة النهائية التي تستخدم لأول مرة في مصر بالاضافة إلي نظام للغسيل العكسي وعنبر لطلمبات ضخ المياه المنتجة وخزان لتكديس المياه سعة 1000 م3 وتعتمد المحطة علي أحدث أساليب التحكم باستخدام الحاسب الآلي ودوائر الحماية أثناء التشغيل كما تم تزويد المحطة بأحدث أجهزة القياس لتحقيق الرقابة المعملية الدقيقة للمياه المنتجة والتأكد من مطابقتها لمعايير منظمة الصحة العالمية هذا فضلا عن إنشاء المباني الإدارية والأسوار والبوابة الرئيسية والطرق الداخلية والمحيطة المؤدية للمحطة وتصل طاقة الانتاجية لمحطة تحلية أبورديس إلي 3000 م3 /ى والمحطة تقدم حلا مثاليا لمشكلة نقص مياه الشرب مدينة أبورديس كما تساعد في أعمال التنمية وتنشيط السياحة والعمالة المدنية بالمدينة.
وكلفت إدارة المياه بمعاونة القطاع المدني في تصميم وإنشاء محطة تحليه مياه البحر طاقة48000م3/ى لمنطقة الرميلة وهى تحت الإنشاء، حيث وضع حجرا لأساس لها في 5/9/ 2014 وخصص لها تكلفة مالية قدرها 440 مليون جنيه علي أن يتم الانتهاء من التنفيذ خلال (24) شهر وبناءا علي ذلك قامت العناصر الهندسية والفنية بإدارة المياه باستطلاع وانتخاب أنسب الأماكن علي ساحل البحر الأبيض بمنطقة الرميلة، ويجرى إنشائها داخل موقع المحطة بمساحة (150م x200م) وتنفذ المحطة باستخدام أحدث التقنيات العالمية في معالجة المياه المالحة وتصل طاقتها الانتاجية إلي 48000 م3 /ى والمحطة تقدم حلا مثاليا لمشكلة نقص مياه الشرب بمحافظة مطروح كما تساعد في أعمال التنمية وتنشيط السياحة بالمحافظة.
وكما كلفت إدارة المياه بالمعاونة في تصميم وإنشاء محطة تحلية مياه البحر لمنطقة السلوم والتي تم تنفيذها بتاريخ 1/7/2014 بتكلفة 9.5 ملايين جنيه وتصل طاقتها الانتاجية إلي 1500 م3 /ى لحل مشكلة نقص مياه الشرب بمدينة السلوم والمساهمه في أعمال التنمية
أما محطة اليسر، فتقع بمدينة الغردقه وتم البدء فى تنفيذها بتاريخ 25 مايو2014 من قبل ادارة المياه بالهيئة الهندسية بطاقة 40 ألفاً م3/ى قابلة للزيادة إلى 80 ألفاً م3/ى بتكلفة مالية قدرها 287.5 ملايين جنيه علي أن يتم الانتهاء من التنفيذ خلال (24) شهر، وتعد واحدة من أكبر محطات تحلية المياه فى مصر لحل مشكلة نقص مياه الشرب بالغردقة وتنشيط أعمال التنمية والسياحة.
كما كلفت إدارة المياه بالمعاونة في تصميم وإنشاء محطة وتحلية مياه البحر لمنطقة باغوش وتم اختيار الموقع عند علامة الكليو 48 طريق مطروح الاسكندرية ووضع حجر الأساس لها في أكتوبر عام 2011 بتكلفة مالية قدرها 200 مليون جنيه، وتم الانتهاء منها خلال 20 شهر، وتصل طاقتها الانتاجية إلي 24000 م3 /يوم أي ما يعادل 30% من إجمالي الاحتياجات المائية لمحافظة مطروح صيفا و70% شتاء والتي تقدر بحوالي 70000م3 يوميا صيفا و45000م3 يوميا شتاء.
وأنهت إدارة المياه التابعة للهيئة الهندسية بالقوات المسلحة تصميم وإنشاء محطة تحليه مياه البحر لمنطقة رفح بتاريخ 24/5/2013 بشمال سيناء بتكلفة إجمالية 45 مليون جنيه، بطاقة انتاجية تصل إلي 6000 م3 /ى وهى تقدم حلا مثاليا لنقص مياه الشرب بمدينة رفح.
كما أنهت إدارة المياه إنشاء محطة تحلية مياه البحر لمنطقة سيدى برانى بطاقة 4500م3/فى 1 مارس من العام الحالى بتكلفة قدرها (29) مليون جنيه والمحطة تعتبر حلا للعجز المائى فى إتجاة القرى والمناطق المجاورة لمنطقة سيدى برانى كما تساعد في أعمال التنمية.
وبدأت إدارة المياه بالمعاونة في إنشاء محطة تحليه مياه البحر طاقة 4500م3/ى لمنطقة كليوباترا بمرسى مطروح بتاريخ 1/3/2014 بتكلفة 34 مليون جنيه وتقع على مساحة (100م x50م ) وتم استخدام أحدث مكونات التحلية من مضخات الضغط العالي وأغشية تحليه مياه البحر من إنتاج الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال كما تحتوي المحطة علي مجموعة فلاتر للترشيح الابتدائي تتكون من (6) فلاتر متعددة الطبقات ومجموعة فلاتر تنقية دقيقة بالإضافة إلي نظام للغسيل العكسي وعنبر لطلمبات ضخ المياه المنتجة وخزان لتكديس المياه كما تم تزويدها بأحدث أجهزة القياس لتحقيق الرقابة المعملية الدقيقة للمياه المنتجة والتأكد من مطابقتها لمعايير منظمة الصحة العالمية، فضلا عن إنشاء المباني الإدارية والأسوار والبوابة الرئيسية والطرق الداخلية والمحيطة المؤدية للمحطة التى تعتبر حلا للعجز المائى للقرى والمناطق المجاورة لمنطقة كليوباترا كما تساعد في أعمال التنمية الشاملة وتنشيط السياحة.
وتواصل إدارة المياه إسهامها الوطني في خدمة خطة التنمية الشاملة والإعمار ضمن إدارات الهيئة الهندسية للقوات المسلحة من أجل رفع المعاناة عن شعب مصر العظيم.