خيّم الغموض على قرار روسيا بحظر رحلات شركة مصر للطيران، حيث جاء القرار بشكل مفاجئ، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قوة العلاقة بين مصر وروسيا. وأكد خبراء دبلوماسيون أن هذا القرار يوتر العلاقات بين مصر ورسيا، مطالبين بوتين بتوضيح أسباب إصدار هذا القرار، حتى تضح الصورة كاملة. توقع السفير عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية السابق، أن معلومات بشأن الطائرة المنكوبة وصلت إلى روسيا ما دفعها إلى حظر طائرات مصر للطيران. وطالب "الصفتي"، في تصريحات ل"بوابة الوفد"، الدولة المصرية بالاستفسار عن خلفيات هذا القرار، وعلى الجانب الآخر يتوجب على موسكو أن توضح الأسباب، قائلًا: "إذا لم تكن الأسباب روسيا لحظر رحلات شركة مصر للطيران إليها قوية ومقنعة للجانب المصري، فإنه ذلك سيكون مؤشرا خطيرا لما تتجه إليه العلاقات بين البلدين من سوء وتوتر". ورأى حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الاسبق، أن هذا القرار لم يؤثر على العلاقة الدبلوماسية بين البلدين وأن مصر تحترم قرار روسيا وتتقبله بكل سبل الاحترام والتقدير. وأضاف "هريدي" أن قرار بوتين بسحب رعاياه من مصر يدل على وجود حرب حقيقي تشترك فيها مصر وروسيا ضد الإرهاب والعنف الذي يهدد البلدين. فيما، أعرب محمد حمزة، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن استيائه من قرار روسيا بحظر رحلات شركة مصر للطيران إليها، معتبرًا أنه قرار غير مقبول، وتصعيد غير منضبط ولا مبرر له، يؤدي إلى توتر العلاقات بين البلدين. وأوضح "حمزة" أن مصر كانت قد تفهمت قرارها الأول بعد سقوط الطائرة الروسية، والمتعلق بوقف سفر مواطنيها إلى شرم الشيخ، لكن هذا التصعيد لا يمكن أن نتفهمه. وأضاف "حمزة" أن مصر ستتأثر بهذا القرار من الناحية الاقتصادية، إلا أن روسيا ستضرر أكثر على المستوى الإستراتيجي، مؤكداً أنه على موسكو أن تعرف أن بوابتها للشرق الأوسط هي القاهرة وليست دمشق. وأكد "حمزة" أن هذا التصعيد بهذا الشكل يؤدي إلى توتر العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أنه في هذه الحالة، فإن روسيا ستفقد دعم الشعب المصري وبالتالى العربي لها، وسيصعب عليها العودة للشرق الأوسط مرة أخرى.