أعرب وزير الخارجية سامح شكرى عن شكره للمجر ووزير خارجيتها لعدم التسرع فى اتخاذ أى إجراءات من شأنها التأثير السلبى على الاقتصاد المصرى وعدم تغيير الإرشادات السياحية إلى مصر رغم ما شهدناه فى الأيام الماضية من تسرع من جانب الشركاء مما كان له تأثير سلبي على الاقتصاد المصرى والسياحة على وجه الخصوص. وقال شكرى فى المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقد اليوم السبت مع نظيره المجرى بيتر سيارتو بأحد الفنادق الكبرى بمصر الجديدة إن الجانب المجرى ينظر من منظور شامل يراعى العلاقات والشراكة بين البلدين بما يؤدى إلى المصالح المشتركة ولا يؤثر على مصلحة أحد الجانبين.. مرحبا بنظيره المجرى خلال الزيارة الحالية إلى القاهرة. وأضاف الوزير أن هذا اللقاء هو الرابع بينه وبين الوزير المجرى خلال ستة أشهر حيث قام شكرى بزيارة الى المجر كما تعد زيارة الوزير المجرى هى الثانية إلى القاهرة فضلا عن اللقاءات التى عقدت على مستوى القمة بين قيادتى البلدين.. معتبرًا أن هذه اللقاءات تعكس حرص البلدين على تدعيم أواصر العلاقات والتعاون بينهما. وأوضح شكرى أن المباحثات مع نظيره المجرى تناولت بشكل مفصل مجالات التعاون وما سبق وان تم اتفاق عليه بين الجابين فى اكار تفعيل ما تم الاتفاق عليه.. لافتا الى اننا نعمل على مواصلة بحث التعاون فى مجال السكك الحديدية والاستفادة من المنح الدراسية التى تقدمها المجًر والاستفادة من القدرات المجرية فى مجالات رفع الكفاءة فى اطار استعداد مصر لاقامة اول مفاعل لتوليد الطاقة النووية وخبرة المجر فى تدريب الكوادر البشرية. وأكد وزير الخارجية سامح شكرى ان مصر والمجر يشعران بالارتياح والرضاء لمستوى العلاقات التى تربط بين البلدين والرؤية المشتركة ازاء العديد من القضايا الدولية والاقليمية. واشار الى انه بحث مع نظيره المجرى قضية الهجرة غير الشرعية واتفقنا ان يتم تناول الموضوع فى اطار المعاهدات الدولية القائمة بالاضافة الى العنصر الانسانى القائم والذى يحتم مراعاة حقوق الانسان وايضا المعاناة التى يعانى منها اللاجئون. ووصف المباحثات بانها كانت حوارا شاملا وصريحا.. موضحا اننا نعمل على تنسيق المواقف فى الاطار المتعدد والعمل على تحقيق المصالح المشتركة. واشار الى انه تم ايضا التباحث حول التحضير لزيارة رئيس الوزراء المجرى الى مصر فى الربع الاول من العام القادم وهى الزيارة التي تسهم فى تعزيز الصداقة والدفع بمجالات علاقات التعاون بين البلدين ومواجهة التحديات المشتركة التى تواجه البلدين فى اطار مخاطر الارهاب. وقال انه ابدى للوزير المجرى الشكر للمواقف التى تتخذها بلاده وخاصة عدم التسرع فى اتخاذ اى اجراءات من شأنها التأثير السلبى على الاقتصاد المصرى للحفاظ على مستوى التواصل من قبل السياحة المجرية الى مصر وعدم تغيير ارشادات السفر الى مصر رغم ما شهدناه فى الايام الماضية من توتر وتسرع من قبل بعض الشركاء والذى كان له تإأثيره السلبى على الاقتصاد المصرى ومجال السياحة. وأضاف إننا نلاحظ دائما أن الجانب المجرى يتأنى وينظر للامور من منظور واسع وشامل يراعى الشراكة القائمة بين البلدين والتقدير للحفاظ على هذه الشراكة. ومن جانبه عبر الوزير المجري عن تقديره لزيارته مصر معتبرا الزيارات المتعاقبة والمتتالية نموذجا لتطور العلاقات ،مشيرا الى الزيارة الناجحة للرئيس عبد الفتاح السيسي الى بوادبست ولقاءه مع رئيس الوزراء المجري على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، كما يتم حاليا الإعداد لزيارة رئيس الوزراء الى مصر مطلع العام القادم. وأكد الوزير المجري احترام حكومته بشده للحكومة المصرية والرئيس المصري والاجراءات التي اتخذتها مصر نحو تطوير الاقتصاد المصري للوصول الى تنمية اجتماعية وننظر لمصر كشريك استراتيجي ودوله محورية عندما نتحدث عن استقرار الشرق الأوسط كما ننظر لها في ذات الوقت كحليف استراتيجي لمواجهه الاٍرهاب. وأشار ان الاتحاد الاوروبي يواجه أكبر تحدي في تاريخه منذ تأسيسيه متمثلا في تدفق آلاف المهاجرين وما يمثله ذلك من أعباء وهناك توافق في أوروبا حول التعامل مع هذه الأزمة ودراسة جذورها وعلينا ان نتعاون مع الدول المحورية لما تمثله الأزمة من حاله من عدم الاستقرار في عدد من المناطق . وأوضح الوزير المجري ان مصر تبذل الكثير من الجهود للعمل على استقرار المنطقة وأننا يهمنا ان تظل مصر مستقره وكان قرارنا الا نغير من توجيهات السفر الى مصر حتى لا يؤدي ذلك الى خسائر وعاد ليؤكد ان قرارنا حازم في هذا الشأن وننظر لها كشريك استراتيجي . وأشار الى ان حجم التجارة بين البلدين يصل الى 322مليون دولار وزادت خلال العام الحالى بنسبه 15٪ مؤكدا اننا لدينا مفاوضات جارية في العديد من المجالات منها السكك الحديدية ومعدات المصانع ومعبرا عن استعداد المجر للتعاون في مجال تدريب الكوادر المصرية ورفع قدراتها مع استعدادات مصر لإنشاء محطة نووية للكهرباء وان المجر تستخدم نحو 44٪ من احتياجاتها الكهربائية من المحطات النووية . وطالب "شكرى" المجتمع الدولى ان يبرهن اذا كان مهتما بالقضاء على ظاهرة الارهاب بما يتخذه من اجراءات فى هذا الشأن. واشار شكرى إلى أن مصر كانت من اوائل الدول التى شاركت فى الائتلاف الدولى لمواجهة داعش وبعد سنة على المجتمع الدولى ان يقيم مدى فاعلية الحملة التى تعدت السنة والتى تقوم بها الدول العظمى، وهى دول لديها من القدرات والامكانيات ما يفوق كثير من دولنا، لكن بالرغم من ذلك لم تستطع ان تؤثر بشكل ايجابى وهذا ايضا سؤال مشروع للمجتمع الدولى لماذا لم يتخذ اجراءات اكثر تاثيرا واكثر قوة فى اعفاء العالم والبشرية من المخاطر. وحول تفسيره لتسرع بعض الدول لاتخاذ بعض الاجراءات الاحادية للسياحة الوافدة منها الى مصر فى الوقت الذى لم تتوفر معلومة مؤكدة حتى هذه اللحظة عن وجود عمل ارهابى استهدف الطائرة الروسية التى تحطمت فوق سيناء..وردا على الصمت تجاه الطائرة الروسية التى سقطت قبل ايام فى جوبا والصمت حيال هذا الحادث وهو الامر الذى يثير الشكوك .. قال وزير خارجية المجرى بيتر سيارتو انه ليس فى وضع يسمح له بالتعقيب على قرارات الدول الاخرى.. مضيفا اننا نراقب هذا الموقف عن كثب، لأن هذه القرارات يمكن ان يكون لها عواقب وخيمة، وحتى الان لم يقدم لنا اى طرف اى دليل. ومن ناحيته ..قال شكرى انه يجب ان نأخذ فى الحسبان كل ما هو مطلق حتى لو كان بشكل احادى لاننا نتعامل مع كل هذه الاحداث بمسئولية كبيرة وتتخذ الاجراءات لانه ليس فى الامكان ان نقول ان الاجراءات التأمينية تزيد عن الحد، وان اجراءات التامين كلما زادت كلما كان ذلك فى مصلحة الجميع ونقوم بهذا فى الاطار الطبيعى. واضاف انه فيما يتعلق باسلوب المقارنة لابد ان يكون هناك مقارنة حيث ان هناك حوداث ورحلات طيران قامت بتغيير مسارها ورحلات طيران اختفت دون تفسير ولم تقدم ادلة على سبب اختفائها، و لم يؤد ذلك الى التكهنات والنظريات و التأثير على شركة الطيران أو الدولة التى تتجه اليها هذه الطائرة وهى دولة ايضا تعتمد على السياحة ولم تتخذ اجراءت احترازية بهذا الشكل، بالتاكيد لابد ان يكون هناك قدرا من المقارنة وهناك من الاعمال الكثيرة ومنطقة الشرق الاوسط تموج بهذه المخاطر وليست فقط الشرق الاوسط ولكن ايضا فى دول افريقية ودول عديدة فى العالم وعلى المجتمع الدولى ان يبرهن اذا كان مهتما بالقضاء على هذه الظاهرة بما يتخذه من إجراءات. وردا على سؤال حول جهود المجر والدول الاوروبية فى مواجهة التنظيمات الارهابية ..اكد الوزير المجرى ان بلاده تعد شريكا ملتزما بمكافحة الارهاب وتنظيم داعش الذى يمثل تهديدا عالميا ويهدد الحياة اليومية فى اوروبا .. ولهذا نزيد من جهودنا لمكافحة هذا التنظيم وفى هذا الصدد قمنا بنشر 150 من القوات المجرية بغرض تدريب عناصر البشمرجه الكردية فى شمال العراق فى اطار تصديها لهذا التنظيم الارهابى. وقال وزير خارجية المجر انه رغم وجود التحالف الدولى لمواجهة تنظيم داعش الا اننا لم نصل لحلول حاسمة فى مواجهته وعلى المجتمع الدولى ان يزيد من جهوده حتى ننجح فى مواجهة هذا التنظيم. واضاف اننا نحث بضرورة الوصول الى اتفاقية دولية عبر الاطلسي لمواجهة التنظيمات الارهابية بشكل اكثر فاعلية وجدية . ومن جانبه عقب سامح شكرى وزير الخارجية على هذا السؤال قائلا ان العبرة بالسياسات والنتائج التى تتخذ وطالبنا بان يكون هناك عملا شاملا لمواجهة كافة التنظيمات الارهابية .. فى الوقت الذي سمعنا فيه تفسيرات غريبة حول ما سماه البعض بتنظيمات معتدلة رغم انها تنتهج افكار وايدلوجيات ارهابية وتشكل قاعدة ارهابية وتسمح لهذه التنظيمات بان تنشط وتعمل وتتحرك بحرية فى عملها وتنطلق تحت حماية هذه الدول, وكل هذا يؤكد عدم اتساق مواقف المجتمع الدولى فى تعامله مع هذه التنظيمات الارهابية ويؤدى الى انتشار هذه الظاهرة وعدم احتوائها. وشدد شكرى على انه من الضرورى على المجتمع الدولى ان يكثف من جهوده للوصول الى رؤية موحدة لمواجهة هذه التنظيمات الارهابية وان يتعامل معها بكل تسمياتها اينما وجدت .