أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر لن تعود إلى الوراء وأنها ماضية على مسار الإصلاح وستنضج تجربتها الديمقراطية مع مرور الوقت، مشيرًا إلى أهمية إدراك الأطراف الدولية لما شهدته مصر من تغيرات كبيرة سيكون لها انعكاساتها الإيجابية على شكل ومستقبل الدولة الحديثة في مصر، منوهًا بأهمية تجاهل النظر للمتغيرات في مصر من منظور غربي ومراعاة التباين الثفافي والاقتصادي وما تواجهه مصر من تحديات للتصدي لخطر الإرهاب وبناء دولة القانون. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم الخميس بمقر إقامته في لندن لمجموعة من أعضاء مجلسى العموم واللوردات كاللورد بويل أوف بيزوتر وجوليان لويس ونديم زهاوى، وعدد من المفكرين الاستراتيجيين ورجال الدولة السابقين كالسير جون سورز رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية السابق، والسير مالكولم ريفكند وزير الخارجية الأسبق وعضو مجلس العموم، وكبار الإعلاميين ومن بينهم زانى مينتون بيدوز رئيسة تحرير جريدة الإيكونوميست، وفرانك جاردنر كبير محررى محطة البى بى سى. وأدار اللقاء جون شيبمان رئيس المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي ألقى كلمة في بداية اللقاء تناول فيها الرؤية المصرية للوضع الاستراتيجيي في منطقة الشرق الأوسط وأهمية تضامن كافة أطراف المجتمع الدولى فى مواجهة أخطار الإرهاب، فضلًا عن أهمية الحفاظ على مفهوم الدولة الوطنية في المنطقة. وأعرب المشاركون في اللقاء عن تقديرهم للرئيس ولدور وثقل مصر السياسي والثقافي داخل محيطها الإقليمى، كركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وذكر السفير علاء يوسف أن اللقاء شهد نقاشًا حول أبرز المستجدات الداخلية والإقليمية حيث استفسر عدد من المشاركين عن تقدير الرئيس السيسي لمستقبل الأوضاع الاقتصادية في مصر وطبيعة دور القطاع الخاص في دفع عملية التنمية، حيث أكد الرئيس السيسي على التزام الدولة بآليات السوق الحر وتوفير البيئة المناسبة لمجتمع المال والأعمال للاضطلاع بمسئولياته في المشاركة في عملية التنمية، ونوَّه الرئيس السيسي إلى أن رؤية الدولة الاقتصادية تقوم على تشجيع كافة الاستثمارات بمختلف أنواعها وتطوير البنية التشريعية الخاصة بالاستثمار للقضاء على البيروقراطية والفساد، مشيرًا إلى أنه تم إقامة منطقتين صناعيتين في إطار مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس وفقا لقانون خاص سيقدم تسهيلات إضافية للمستثمرين. وأضاف السفير علاء يوسف أن الحضور استفسر عن تقدير الرئيس السيسي لسبل التعامل مع الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، حيث أشار سيادته إلى أهمية تكثيف الجهود لإيجاد مخرج لمختلف الأزمات في المنطقة واستعادة مفهوم الدولة الوطنية من أجل حماية الشعوب في مواجهة تهديدات الإرهاب، موضحًا أن سقوط الدول يوفر أرضية خصبة لمد أذرع الإرهاب وإطلاق أفكار التطرف. وأكد الرئيس السيسي أن مصر لديها مواقف متوازنة من مختلف القضايا الإقليمية تقوم على دعم قوي الاعتدال في المنطقة والقضاء على كافة مسببات التطرف. وأشار المتحدث الرسمى إلى أن الحضور استفسروا عن ملابسات سقوط الطائرة الروسية والبيان الصادر عن الحكومة البريطانية في هذا الشأن، حيث أكد الرئيس السيسي على أهمية عدم استباق نتائج التحقيقات حتى يتم الوقوف على ملابسات الحادث بدقة والتي سيتم إعلانها في إطار من الشفافية والوضوح. وأكد الرئيس السيسي أن هناك تعاونا وتنسيقا أمنيا مع المملكة المتحدة، حيث سبق استقبال وفد أمني بريطاني منذ عشرة أشهر بمطار شرم الشيخ والذى أبدى ارتياحه لاستجابة مصر لكافة الإجراءات الأمنية الاحترازية التي تقدم لتأمين المطار، معربًا عن حرصه على الاستمرار في التنسيق مع الجانب البريطاني خلال الفترة المقبلة.