الأمان المفقود بقلم -شادية السيد منذ 6 ساعة 23 دقيقة ما يجرى فى مصر الآن من انفلات أمنى غير مقبول وغير مبرر فمنذ ليلة 28 يناير الكئيبة التي تحولت فيها بلدى إلى بلد بلا شرطة.. بلا أمن.. بلا أمان ولم ننعم به حتى الآن. . أصبح الأمان بالنسبة لنا مفقودًا.. لم نعد نأمن علي أنفسنا أو أولادنا أو بيوتنا.. نسير فى الشارع ونحن مرعبون.. بعد أن تحولت الشوارع إلى مرتع للبلطجية.. والباعة الجائلين الذين احتلوا الطرق والأرصفة ونتجول إذا اضطررنا لذلك.. ونحن متوجسون ومتوقعون ربما يفاجئنا أحد البلطجية بمطواة أو سنجة أو حتى سلاح نارى.. حرمنا أولادنا النزول إلي الشارع أو حتى الذهاب إلى النوادى فلم يعد هناك مكان نأمن فيه عليهم.. نسير بسيارتنا وهى موصدة النواذ نخبئ حقائبنا.. خوفًا من الخطف وإذا اعترضنا عرضنا أنفسنا للموت فالآن تطبق فى شوارعنا شريعة الغاب الكل يحمل سلاحًا.. الكل مستعد للقتل الكل جاهز للذهاب إلي الأقسام.. تحولنا إلى دولة بلا قانون.. الكل يأخذه حقه بيده.. بسلاحه ومن لا يستطيع فعل ذلك فهو ضائع لا محالة.. ونتساءل لماذا كل ذلك..؟.. لا أظن أن الانفلات الأمن هذا بسبب قلة أعداد الشرطة أو احتراق الأقسام والسيارات بفعل أصحابها أثناء الثورة المجيد فقد مر ثمانية أشهر وحدثت كما عرفنا.. أو نقل لنا تغييرات كثيرة فى جهاز الشرطة.. وتغير وزير وجاء آخر وتم تخريج دفعات جديدة من الضباط وأيضًا إبعاد المتورطين فى قتل الثوار وبعثت لنا تعهدات.. ووعود بعودة الأمن والأمان خلال أيام هذا منذ تولى الوزير الحالى المسئولية.. ولكن لم يحدث ولم ننعم بالأمان حتى الآن.. فأين جهاز الشرطة وماذا يفعل الآن.. كل شىء غير آمن الشوارع .. البيوت.. النوادى.. دور العبادة حتى المحاكم.. فأين هم.. ما دورهم الآن وهل هذا يحدث رغمًا عنهم.. أم أننا مازلنا نعاقب علي تطاولنا وجرأتنا وطلبنا منهم بأن يتعاملوا معنا وفقًا للقانون والتشريعات ليس بطريقة السيد والعبد.. وهذا لم يرضوا عنه حتى الآن.. ويريدون منا أن نقدم لهم فروض الولاء والطاعة.. والاعتذارات الحارة.. فإذا كان هذا هو السبب فليعلنوه لنا صراحة.. ونحن جاهزون لذلك. فما حدث ويحدث يفوق احتمالنا.. ولم نعد نتحمله وفى ذات الوقت لن نكفر بثورتنا العظيمة مهما حاولوا.. ومهما تمنوا لن يقنعونا أو يغيروا إيماننا بها.. فهى ليست وراء ما حدث ويحدث ولكن هم وراء ذلك.. فإذا أرادوا إعادة الأمن والأمان إلي الشارع لأعادوه خلال أيام لا أقول ساعات ومتأكدة أنهم قادرون علي ذلك.. وتلك لعبتهم. وإذا كان الشارع ليس ملكهم إذا افترضنا ذلك جدلاً فما الذى يحدث أثناء محاكمة الرئيس السابق أليس غريبًا أن تكون المحكمة مؤمنة ب 20 ألف جندى و60 مدرعة وعدد من المصفحات وتتحول قاعة المحكمة وأمام الاكاديمية إلي ساحة للقتل والتراشق بالحجارة والمطاردات فى الشوارع؟.. وليس أيضًا غريبًا أن يتحول نقل نجلى الرئيس السابق من سجن طرة إلي المحكمة إلى زفة وليس مجرد نقل متهمين ويمشى وراء وأمام السيارة التي تقلهما ما يقرب من 20 سيارة مصفحة وعدد لا بأس به من الدراجات النارية. فرجائى إلي الوزير منصور العيسوى بإعادة النظر فيما فيه نحن الآن وما وصل به حال بلدنا وأن يحترم عقولنا وأماننا ورغبتنا فى أن نطمئن علي أولادنا وأنفسنا وأن نمشى فى شوارعنا ونحن مطمئنون.. عليه أن يجد حلاً عاجلاً مع ضباطه وجنوده فالأمر بيده وأيديهم فليته يلتفت إلينا وينقذ ما يمكن إنقاذه قبل أن تتحول مصرنا إلي غابة ويتحول الوضع إلى كارثة لا يمكن السيطرة عليها.. نريد أن تعود بلدنا بلد الأمن والآمان.. ويعود شعار «أدخلوها بسلام آمنين». * يا للى بتبحث عن إله تعبده بحث الغريق عن أى شىء ينجده الله جميل وعليم ورحمن رحيم احمل صفاته.. وأنت راح توجده