أثارت بعض ممارسات مقدمي برامج التوك شو والمداخلات الهاتفية عبر البرامج المذاعة على القنوات الفضائية جدلًا كبيرًا خاصة حول غياب الروح المهنية والموضوعية من المحتوى الإعلامى المقدم خلال الفترة الماضية، حيث أكد عدد من خبراء الإعلام على ضرورة النهوض بالإعلام المصرى وتفعيل المهنية فى المادة الإعلامية المقدمة. قال الدكتور حسين عماد مكاوي وكيل المجلس الأعلى للصحافة "إننا نعاني من إعلام يخلو تمامًا من المهنية، الشعب المصرى، يمر بمرحلة حرجة من الناحية السياسية وإن هناك قضايا علينا الاهتمام بها لكى نعبر هذه المرحلة، ومع ذلك يوجد عدد كبير من الإعلاميين يقدمون قضايا مهمشة تثير الخلافات والانقسامات بين فئات المجتمع، وبالتالى تفقد هذه البرامج مصداقيتها تدريجيًا بين الجمهور بل تكاد تكون معدومة". وتابع مكاوى "الإعلام يفتقد وجود التشريعات التى تنظم عمله، وبالتالى يتسم المحتوى الإعلامى المقدم من خلال برامج التوك شو بقدر كبير من العشوائية والفوضى, فبدأ البعض الانصراف عن هذه البرامج لأنها تعد بعيدة تمام البعد عن اهتماماتهم"، موضحًا أن الحل الأمثل لكى يعود الإعلام من جديد يكمن فى تطبيق ضوابط قانونية لا تؤثر على حرية الإعلام ولكن فى إطار قيم المجتمع. بدورها أكدت الدكتورة "بثينة كامل" الخبير الإعلامى مقاطعتها لبرامج التوك شو بعد التدنى الأخلاقى الذى انتشر فى بعض البرامج الإعلامية مؤخراً، مضيفة أن محتواها أصبح فى تدهور دائم، فالمادة المقدمة أصبحت تفقد شكل الحوار المميز، مؤكدة أن هذه البرامج لا تنظر إلا لشىء واحد فقط هو أن تظل متواجدة على ساحة البقاء دون النظر إلى مضمون ما تقدم للجمهور وما الفائدة مما يتم عرضه؟. وقالت كامل "مجتمعنا يحتاج إلى برامج هادفة تقدم مادة إعلامية ينتفع بها، لتوعية وتعليم الجيل الناشئ وليس لتحطيمه فكريًا"، مشيرة إلى أن عددًا كبيرًا من البرامج لم يحصلوا على تدريب كافى لمواجهة الجمهور وعليهم إعادة تأهيل وتدريب فريق عمل البرامج الإعلامية الهابطة لكى تقدم مادة إعلامية تليق بالمجتمع المصرى. في سياق متصل أوضح الدكتور" محمود علم الدين" أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن البرامج كانت تستمد قوتها من الحركة السياسية بشكل كبير بعد ثورة 25 يناير، قائلا "لا نستطيع أن ننكر دور الإعلام فى نجاح الثورة ولكن بعد ثورة 30 يونيو غابت الإثارة السياسية والرؤية الإبداعية للبرامج المختلفة، فتدنت البرامج وأصبح معظمها يتحدث عن التحرش والجنس والجن فانصرف عدد كبير من الجمهور عنها". وذكر علم الدين أن غياب الروح الأخلاقية فى بعض البرامج ترجع إلى غياب الضمير المهنى الذى يجب مراعاته، من جانب كل من المُعد والمخرج والمقدم، قائلا "المادة الإعلامية المقدمة هى مسئولية جماعية، فيجب تفعيل المهنية الإعلامية لتقديم مادة تتناسب مع متطلبات المواطن المصرى".