السوبر المصرى فى الإمارات قد يصف البعض الأمر من اللحظة الأولى بالغرابة والدهشة والتساؤل كيف تهرب الشركة الراعية للجبلاية من أزمة منع الجماهير إلى إقامة المباراة خارج الحدود بدلًا من الضغط لحضور أعضاء الجمعية العمومية للناديين للمباراة.. ولكن أيضًا من اللحظة الأولى التى تصل فيها إلى الإمارات تتأكد دون أى شك أنك تعيش فى القاهرة الاهتمام بالمباراة فى كل مكان الجماهير تتجمع بالمئات خارج الملعب من أجل حضور التدريبات أو حتى مشاهدة اللاعبين خلال خروجهم للهتاف لهم والشد من أزرهم ومطالبتهم بالفوز. الكل فى الإمارات يبدى اهتمام غير عادى باللقاء خاصة من جانب المسئولين الذين حرصوا على جمع شمل الفريقين فى حفل عشاء حضره عدد من لاعبى الأهلى والزمالك والجهازين الفنيين والإداريين للناديين فى حضور الأمير عبدالله بن زايد وتمنى الجميع أن يخرج اللقاء فى جو رياضى محترم. وبعيدًا عن الجماهير والإقبال الكبير على شراء تذاكر المباراة.. شهد المعسكر الأحمر والأبيض رقابة صارمة من جانب الأجهزة الإدارية بناء على تعليمات على المديرين الفنيين وسط تحذيرات مشددة بعدم الإدلاء بأى تصريحات صحفية أو تليفزيونية بدون الحصول على موافقة الجهاز الفنى.. وتم فرض حصار تام على المعسكرين الأحمر والأبيض وتخصيص يوم مغلق للتدريبات دون حضور الإعلاميين أو الجماهير. وكانت السمة المميزة للفريقين هى الهدوء والحماس والرغبة.. الزمالك يسعى لتحقيق إنجاز غير مسبوق بتحقيق الثلاثية المحلية بعد الفوز بالدورى والكأس.. والأهلى يراه الجميع داخله على المباراة لتصحيح الأوضاع ومصالحة الجماهير.. اللاعبون يشعرون بخطورة موقفهم وأن الهزيمة قد تنهى نهاية بعضهم بل أن التاريخ سوف يظل يذكرهم بأنهم وراء أسوء ما تعرض له طوال تاريخه. الفوز شعار يرفعه الناديين.. والتحدى لغة المدربين فيريرا وزيزو صراع محموم ومثير من أجل إثبات الذات.. كل جهاز فنى عكف على دراسة كل كبيرة وصغيرة بالفريق خلال الفترة الأخيرة لتلافى أى أخطاء خلال لقاء لا يحتمل الخطأ ويصعب خلاله التعوض. وعلى خلاف المعتاد حرص محمود طاهر رئيس النادى على التواجد مع الفريق فى الإمارات فى الفرصة الأخيرة للمصالحة والبدء فى إعادة ترتيب الأوضاع المقلوبة داخل النادى.. وهو أيضًا ما فعله مرتض منصور رئيس الزمالك الكاره للطيران إلا أنه وأمام أهمية اللقاء نسى الخوف من الطيران وقرر مرافقة الفريق. ويبقى فى النهاية أخطر الأمور وأعظمها وهو صورة مصر التى يحملها اليوم الأهلى والزمالك فى الإمارات الشقيقة التى وفرت كل شىء من أجل إقامة المباراة فى جو رياضى.. مصر أهم من الفوز والخسارة لأى فريق لابد أن تخرج المباراة بصورة مشرفة حتى تفهم الجماهير وخاصة روابط الشغب المعروفة بالالتراس أن الالتزام هو الشرط لعودتهم مرة أخرى للمدرجات وليس العنف واستعراض القوة المرفوض.