واصل الجيش السوري مدعوما من حزب الله وسلاح الجو الروسي تقدمه في محافظات عدة في وسط وشمال غرب البلاد في عمليته البرية الواسعة ضد الجماعات المقاتلة في ريف حماة الشمالي باتجاه الطريق الدولي دمشق-حلب وفي تلال ريف اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي وفي ريف ادلب الجنوبي. وقالت صحيفة الوطن، المقربة من النظام إن الجيش واصل قلب الطاولة على التنظيمات المسلحة في أرياف حماة وإدلب واللاذقية حيث اقترب من حدود مدينة خان شيخون. وفي ريف حماة الشمالي، قال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس أن الجيش السوري يوسع نطاق عملياته البرية حول مدينة مورك شرقا ومعان شمالا»، مشيرا إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في مناطق عدة تحت التغطية الجوية الروسية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن للوكالة الفرنسية، إن قوات النظام تتقدم في جبهة محور سهل الغاب (جنوب ادلب)، أحد أهداف العملية البرية حاليا، وهو عبارة عن مثلث يصل حماة باللاذقية وادلب، ويقود حزب الله العمليات فيه. وأوضح أن أحد أهداف العملية البرية الحالية هو الدخول إلى منطقة جسر الشغور وكسر الحصار عن بلدتي الفوعة وكفريا في أدلب عن طريق السيطرة على سهل الغاب وتأمين ريف اللاذقية الشمالي. وفي إطار العملية البرية ذاتها، قال مصدر عسكري ميداني «يستكمل الجيش السوري عملياته في ريف اللاذقية الشمالي ويحكم سيطرته على قرية كفردلبة بشكل كامل». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها ال 24 الماضية قصفت خلال الساعات 63 هدفًا إرهابيًا في محافظات حماة واللاذقية وأدلب والرقة. وأكدت موسكو أنها دمرت 53 موقعًا يستخدمها الإرهابيون، فضلا عن مركز قيادة و4 معسكرات تدريب و7 مستودعات ذخائر. وقال اللواء إيجور كوناشينكوف الناطق الرسمي باسم الوزارة في تصريح بثته قناة «روسيا» إن الطائرات الحربية الروسية استهدفت نقطتي قيادة ومستودعا للذخيرة في ريف حماة، إضافة إلى 29 معسكرا تدريبيا و23 موقعًا محصنًا ودفاعيًا بما فيها من عتاد وآليات عسكرية. وأوضح أن مقاتلات «سوخوي-24» أغارت على موقع كبير محصن ل «داعش» في شرق ريف حلب ودمرته بالكامل، مشيرا إلى أن الموقع كان مجهزا في وقت سابق بنقاط نارية ومدافع رشاشة إلى جانب مستودعات للذخيرة والمؤن. وأكد أن الغارات الروسية على التنظيم قد أضعفت قدرات داعش القتالية بشكل ملموس»، مشيرا إلى أن تكثيف الغارات الجوية ضد المسلحين هناك مرتبط بالكشف عن مواقع وتحصينات جديدة تابعة لهم. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تحقيق تقدم في بلورة اتفاق محتمل بينها وبين وزارة الدفاع الأمريكية بشأن ضمان سلامة الطلعات التي تنفذها قوات سلاح الجو الروسية والأمريكية في سوريا لقصف مواقع تابعة ل «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية . واوضحت الوزارة في بيان أصدرته، بأن التقدم تم إحرازه خلال اتصال ثان بين الجانبين جرى عبر تقنية الفيديو ، ونوقشت خلاله بشكل مفصل المقترحات التي تقدمت بها الوزارتان خلال الاتصال الأول بينهما في الأول من أكتوبر الحالي. ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن الوزارة الروسية أن النقاش خلال الاتصال الثاني كان «مهنيا وبناء»، مضيفة أن موعد الاتصال التالي عبر الفيديو سيتم تحديده لاحقا بين الطرفين. وظهرت اشكالية تأمين المجال الجوي السوري مع دخول روسيا عسكريا النزاع في سوريا في 30 سبتمبر الماضي، في حين تقود الولاياتالمتحدة تحالفا ينفذ غارات في سوريا منذ سبتمبر 2014 ضد الجهاديين. وأبرز موقع قناة «روسيا اليوم» بنسخته الناطقة باللغة العربية استخدام روسيا لصواريخ «كاليبر» بعيدة المدى من أسطولها في بحر قزوين؛ معتبرا أنه الحدث الأبرز عسكريًا منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في سوريا .وأشار إلى أن روسيا أطلقت 26 صاروخًا على مواقع مختلفة للمعارضة السورية في سوريا. كما شن الموقع الروسي هجومًا على الولاياتالمتحدة باحتفائه بهذا الصاروخ، قائلا إن استخدام هذه الصواريخ هو «الحدث العسكري الأبرز منذ بدء العملية الروسية في سوريا، فأربك الأمريكيين، وكان مفاجأة لم تتوقعها واشنطن التي انفردت باستعمال هذا النوع من السلاح في العمليات القتالية، مضيفا «أن واشنطن لم تجد بديلا عن عبارات الدهشة والامتعاض للتعبير عن موقفها من هذه الخطوة غير المسبوقة». وأوضح الموقع الروسي أن المفاجأة الأمريكية ترجع لسبب بسيط هو أن روسيا لم تنتهك الاتفاقية الموقعة في عام 1987 بشأن تدمير الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، التي حظرت استخدام الصواريخ التي تطلق من البر بمدى يتراوح بين 500 و5500 كيلو متر»، فيما طورت الولاياتالمتحدة منذ زمن بعيد صواريخها من نوع توماهوك ليصل مداها إلى 3000 كيلو متر، بل انتهكت شروط هذه الاتفاقية من خلال العناصر الصاروخية في درعها الصاروخية التي تباشر نشرها في أوروبا. وعلى صعيد آخر، استعاد الاب جاك مراد حريته بعد أكثر من 5 أشهر على خطفه من قبل تنظيم «داعش»، وأقام قداسا أمس في قرية زيدل في محافظة حمص . وكان 3 مقنعين قد أقدموا في مايو على خطف الاب مراد رئيس دير مار اليان للسريان الكاثوليك في القريتين أثر سيطرته على مدينة تدمر الاثرية. يشار إلى أن التنظيم المتطرف قام بهدم الدير التاريخي الذي يعود بناؤه إلى القرن السادس الميلادي.