داعش تسعى للسيطرة على مكةوالقدسوالمدينة"... تصريح خرج به الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، اليوم الثلاثاء، خلال قمة منظمة "معاهدة الأمن الجماعي"، التي عقدت في العاصمة الطاجيكية "دوشنبيه"، ليؤكد بذلك التصريح القوة التي وصل إليها تنظيم داعش في المنطقة. وقال بوتين، إن داعش يطمع في السيطرة على كل من مكةوالمدينةوالقدس ويهدد أوروبا وروسيا، معربًا عن قلق بلاده من جراء طموحات ومطامع التنظيم؛ لأن نشطاته خرجت بعيدًا عن حدود العراقوسوريا. وأوضح أن أفراده يقومون بتنفيذ إعدامات جماعية ويثيرون الفوضى والفقر في صفوف شعوب كاملة، ويدمرون الآثار الثقافية والمقامات الدينية المقدسة، مشيرًا إلى أنه لولا دعم روسيالسوريا، لكان الوضع فيها أسوأ مما هو عليه في ليبيا وكان عدد اللاجئين أكبر. خبراء الشان السياسي استبعدوا قدرة داعش الوصول لهذه المدن رغم قوة التنظيم ودعم الولاياتالمتحدةالأمريكية له، مؤكدين أن التصريح أيضًا يشمل إنذار إلى الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بشأن الأزمة السورية. مروان يونس، مستشار التخطيط السياسي الدولي، رأى أن تنظيم داعش حلمه الأكبر السيطرة على تلك المدن، وعلى الدول المجاورة للمملكة العربية السعودية، لاسقاطها وإعلان الخلافة الإسلامية المزعومة، فذلك هو حلمها الأكبر. وأضاف أن التصريح ليس ببعيد، فالتنظيم بالفعل يسعى لذلك؛ ومع الوقت أصبح تنظيم داعش بالفعل أكثر قوة وسيطرة ونفوذ في المنطقة، وأعطته الولاياتالمتحدةالأمريكية ثلاث سنوات كي "يدعشن" بعض المدن في المنطقة لكي تقبل الخلافة. وأشار إلى أنه بمرور الوقت تثبت داعش جذورها في المنطقة، وتستولى على أراضي وعواصم تعلنها تابعة لداعش، فهذا التصريح خطير، ورسالة توضح أن أمريكا تسعى لبقاء داعش في الدولة العربية لضمانها أكثر فوضى. واستبعد "يونس"، أن تستطيع داعش السيطرة على تلك المدن الكبرى، مشيرًا إلى أنه مع وجود حل موضوعي للأزمة السورية، تبدأ المواجهات الجادة مع داعش، وعدم وجود حلول سياسية يجعل داعش هي المستفيد الأول من الأمر الواقع، وتضرب جذورها في الأراضي العربية، طالما أن هناك ممولي للفوضى. جمال أسعد، المفكر السياسي، رأى أن روسيا الأن بذلك التصريح توجه إنذارت بلا مواربة إلى أمريكا ودول الغرب كله، لأن المعركة الأن بين روسيا والغرب في الشرق الأوسط من خلال سوريا، فروسيا تعطي إنذارت لأمريكا بأنه لا مانع أن تكون سوريا هي بداية لحرب شاملة. وأوضح، أنه إن لم يتواجد حل سياسي منطقي بشأن الأزمة السورية واليمنية، تستطيع داعش السيطرة على أي منطقة، مشيرًا إلى أن المواقف كلها في المنطقة مهتز، والعرب والمسلمون في الشرق يمرون باسوء حالتهم السياسية. ولفت إلى أنه من الطبيعي أن يكون لروسيا دور في المنطقة حتى لا تخرج من اللعبة، وتحاول المحافظة على الدولة السورية ومؤسستها، ولكن لديها أولويات بشأن محاربة الإرهاب في بلادها قبل الحديث في بقاء الأسد. وتابع، المنطقة أصبحت مههلة، بسبب فشل الأزمة السورية واليمينة، والعرب جميعهم مشغلون في قضاياهم الداخلية عن توسعات داعش في المنطقة، والجميع يعلم مدى قوة التنظيم، واستطاعته في سنوات قليلة السيطرة على أماكن في سورياوالعراق، مشيرًا إلى أن تصريح بوتين يؤكد مصداقية الخطورة الحقيقة لتنظيم داعش. واختلف معهم سامح عيد، عضو حزب المحافظين والباحث في الشؤون الإسلامية، مستبعدًا أن تطمح داعش في الوصول أو السيطرة على مكة أو القدس أو المدينة، هي فقط تستطيع القيام بعمليات إرهابية بها وليس السيطرة عليها. وأكد أن داعش رغم قوتها لا تسطتيع أيضًا التوسع أكثر من ذلك في المنطقة، ومستحيل أن تصل إلى القدس وتلك المدن الأخرى لأنها مسألة معقدة بالنسبة للتنظيم، مشيرًا إلى أن تصريحات بوتين خرجت تبعًا للصراع الأمريكي الروسي بشأن الأزمة السورية والنفوذ في المنطقة. وأوضح، أن روسيا تتدخل لعقد صفقات عسكرية في سوريا وتسعى لحل الأزمة، كي تثبت لأمريكا أنها لا تسطتيع السيطرة وحدها على الموقف السوري، لذلك تتدخل روسيا لإنقاذ الموقف من وجهه نظهرها. وأضاف، أن روسيا لديها تحالفات عسكرية في سوريا، ومتحالفة مع بشار الأسد منذ اليوم الأول للثورة، فضلًا عن أن النفوذ الروسي يزيد في سوريا بعد التوافق المصري مع الجانب الروسي.