تصادم القطارات لخروجها عن القضبان أمر اعتاد عليه المصريون في الفترة الأخيرة، ليُنذر بفاجعة كبرى مما تعانيه السكك الحديدية، فالقضبان متهالكة والقطارات شاخ عليها الزمن، وحفر الإهمال بصمات بارزة عليها بوقائع تأبى ذاكرة التاريخ أن تنساها. تعد السكك الحديدية المصرية من أقدم الخطوط في العالم، ولكن على مدار هذا التاريخ العريق نجد حدوث كوارث عديدة فى كل عام، رسخها الإهمال على صفحات هذا التاريخ فلم يختلف الوضع كثيرًا فى كل حادثة فدائما ما تباينت ردود الأفعال مابين إقالة وزير وحبس المتسبب دون أى محاولات لسد شرخ إهمال المسئولين. ويزخر تاريخ العقارات بحوادث وكوارث لا يعد لها، فمنذ عام 2002 تفاقمت حوادث القطارات ويكون الفاعل دائمًا مجهولًا، وبسرد أخطر الكوارث في التاريخ تأتى البداية مع واقعة قطار العياط حتى اليوم. وقع حادث العياط في 20 من فبراير عام 2002 نتيجه اندلاع النيران بإحدى عربات القطار رقم832 المتوجه من القاهرة إلى أسوان عقب مغادرته مدينة العياط عند قرية ميت القائد،فبداية شاهد الركاب دخانا كثيفا ينبعث من العربة الأخيرة للقطار، ثم اندلعت النيران بها وامتدت بسرعة إلى باقي العربات. ومع تكدس العربات بالمسافرين وتزايد الدخان، لجأ بعضهم إلى كسر النوافذ والقفز خارج القطار ليموتوا بين غارقين بالترعة وآخرون على قضبان القطار، حيث أدت تلك الواقعة الى وفاة 350 وإصابة المئات. وهنا جاءت تبريرات المسئولين للواقعة ،فقال الدكتور عاطف عبيد،رئيس مجلس الوزراء آنذاك،إن الحريق اشتعل بعربات القطار بسبب انفجار «موقد بوتاجاز» ببوفيه إحدى العربات بالقطار، وامتدت النيران إلى باقي العربات،وكالعادة جاء قرار الحكومة بإقالة إبراهيم الدميرى وزير النقل. حادث منفلوط كارثة ثانية في سلسلة حوادث السكة الحديد، حيث استيقظ أهالى قرية منفلوط على فاجعة يوم 17 نوفمبر عام 2012، عندما اصطدمت حافلة مدرسية تقل العشرات من الأطفال بأحد القطارات بالقرب من مركز منفلوط عند قرية المندرة التابعة لمحافظة أسيوط أثناء مرورها ب«المزلقان» وراح ضحية هذا الحادث سائق الأتوبيس والمشرفة التي كانت ترافق الطلاب و50 تلميذاً، وهنا تتوالى التصريحات والقرارات على نفس الوتيرة إقالة وزير النقل بعد وقوع 5 حوادث للقطارات خلال 5 أشهر توليه المسئولية. وفى 24 أكتوبر عام 2009، شهدت مدينة العياط واقعة فريدة من نوعها حيث اصطدم أحد القطارات بآخر، الأمر الذى أودى بحياة 30 وإصابة 60 آخرين ،جاءت الواقعة عندما جاء القطار الأول والثاني ليصطدم به من الخلف لتنقلب 4 عربات من القطار الأول، وخرج بعدها وزير النقل السابق، محمد لطفي منصور ليعلن استقالته من منصبه. واستكمالا لحوادث القطارات، اصطدم قطاران أحدهما قادم من المنصورة متجها إلى القاهرة والآخر قادم من بنها على نفس الاتجاه، ما أدى إلى وقوع تصادم عنيف بين القطارين، واختلفت الإحصاءات عن عدد القتلى فيما بلغ عدد الضحايا اكثر من 50 قتيلا و 163 مصاباً. ثم كان يقل قطار البدرشين عددا من المجندين قادما من الصعيد، ومتجها إلى القاهرة في يناير عام 2013 واصطدم بقطار بضائع بمدينة البدرشين بالقرب من كوبرى أبوربع، وأسفر عن هذا الحادث وفاة 18 مجندا، وإصابة 120 آخرين، وانتهى الأمر بحبس سائقي القطارات. وقبل اغلاق صفحة كوارث القطارات يأتى حادث قطار السويس الذي اصطدم بأتوبيس مدرسة بالكيلو 38 طريق «القاهرة – الإسماعيلية» بالقرب من البوابة الاولى لمدينة الشروق، وكانت أثناء مرور الأتوبيس بالمزلقان اصطدم القطار بالاتوبيس وقدر عدد الضحايا الناتج عن الحادث ب7 حالات وفاة منهم 3 أطفال وإصابة 26 آخرين.