تزعم جماعة الإخوان المسلمين أن اعتصامهم في ميدان رابعة العدوية "سلمي"، ربما يكون ذلك صحيحاً، ومع ذلك فإن الحارس الذي قادني لمقابلة قيادات الجماعة داخل مسجد رابعة كان يحمل "كلاشينكوف".. الكاتب البريطاني الشهير "روبرت فيسك" في مقاله بصحيفة "الاندبندنت" قبل فض الاعتصام. كنت شاهد عيان على بداية فض اعتصام رابعة.. رأيت إطلاق الرصاص من داخل الاعتصام على ضابط الشرطة الذي كان يطالب المعتصمين بالمغادرة.. سقط الضابط قتيلاً في الحال، وتبادل بعدها الطرفان إطلاق النار.. ماجد عاطف مراسل مجلة نيوزويك الأمريكية في شهادته التي حرّفتها منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها حول الاعتصام، قبل أن تحذف الشهادة. احتراق بعض جثث معتصمي رابعة خلال فضّ الاعتصام جاء نتيجة استعانة الإخوان بأنابيب البوتاجاز للتصدي لقوات الشرطة والجيش خلال عملية فضّ الاعتصام.. شهادة أحد المصورين الصحفيين حول أحداث رابعة. تلك الشهادات جزء يسير من كواليس كثيرة شهدها اعتصام جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها في رابعة والنهضة، وهو الاعتصام الذي أوهم فيه قيادات الإخوان أتباعهم أنه يهدف إلى إعادة المعزول محمد مرسي إلى الحكم، ثم اعترف أخيراً القيادي الإخواني حمزة زوبع في برنامجه على إحدى فضائيات الجماعة من تركيا أن الإخوان كانوا يعلمون يقيناً أن مرسي لن يعود، وأنهم لجأوا إلى "تسخين" الأحداث في الاعتصامين من أجل تحقيق أهداف سياسية خلال التفاوض مع وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي والمجلس الأعلى للقوات المسلحة وقتها. وتكشف "بوابة الوفد" جزءاً مهماً من عملية فضّ الاعتصام، ربما لا يعلمه كثيرون، ويتمثل في كواليس القضاء على المسلحين الإخوان الذين اعتلوا عمارة "المنوفية" التي كانت تحت الإنشاء قرب مسجد رابعة، وكانت السيطرة عليها مفتاح القضاء على الاعتصام. كانت الساعة تقترب من الثالثة عصراً، وحتى هذا التوقيت لم تستطع قوات الشرطة الدخول إلى قلب الميدان نتيجة إطلاق النار الكثيف من بعض المعتصمين، وخاصة من عمارة المنوفية التي تقع على بعد خطوات من المسجد. استمر إطلاق النار بجميع الأسلحة التي يمكن أن يتخيلها أحد من هذا المبنى، حتى أن قائد عملية الفضّ اقترح ضرورة إرسال مروحية قتالية لضرب العمارة وإسكات مصادر النيران، وربما كان هذا بالتحديد الذي أراده الإخوان، لاستغلال الموقف إعلامياً، ولكن قوات الفضّ لم تسقط في الفخ الإخواني. كان الحل الأخير يتمثل في الاستعانة بقوات الصاعقة 777 للتعامل مع المسلحين في البرج، وبالفعل، نجحت تلك القوات في القضاء على البؤر الإرهابية، مما سهّل مهمة القوات في الدخول إلى الميدان وإنهاء المهمة بعد ما يقرب من 10 ساعات على بدء العملية.