حالة من الحزن تعيشها مصر بعد رحيل عملاق الفن المصري نور الشريف أو كما أطلق عليه الشباب "صانع النجوم "،الذي قدم للسينما أكثر من 170 فيلما آخرها "توقيت القاهرة "في سباق الصيف الماضي لمخرجه الشاب أمير رمسيس الذي يعد آخر من تعامل معه الفنان الراحل. ويقول أمير رمسيس إن نور الشريف صانع نجوم ويبحث دائما عن وصول تلاميذه إلى قمة الفن مع مراعاة الأصول الفنية التي نشأ عليها نور الشريف وأولها الثقافة، وتحضير روح الشخصية، وطرح أفكار تخدم العمل، والتعاون التام مع طاقم العمل ليصل العمل بقيمته الفنية إلى روح الجمهور وليس نظره ليكون مكتبة ثقافية يستطيع أن يخرج المشاهد من العمل بثقافة جديدة تغير فكره. وعن أهم المواقف التي تركت بصمة بداخله كآخر المخرجين الذين تعاونوا مع نور الشريف، أوضح أن الراحل نور الشريف ترك بصمات كثيرة منها ما هو ملموس ومنها محسوس، أما على مستوي الملموس أنه كان فنانا ومخرجا ومبدعا يقدم أفكارا دون التقيد بها للمخرج وله حرية الاختيار، ولكن في المجمل يتم الأخذ بها لأنها حصيلة فنان قدم للسينما ما لم يقدمه فنان آخر، أما المحسوس يجعل من المخرج والفنان قيمة فنية كبيرة امام الجميع ليخرج ما بطاقتهم من إبداع لنجد أغلب أعماله مكتملة شكلا وموضوعا. وحول أهم مواقف نور الشريف خلال مشاركته في فيلم "توقيت القاهرة" كشف أمير رمسيس عن أن الفنان الراحل كان يمثل بروحه بما تحمله الكلمة من معني، موضحا أنه كان لديه إحساس بأن فيلم "توقيت القاهرة" آخر أعماله التي يقدمها بعد صراع مع المرض خلال الفترة الماضية. ولفت إلى أن نور الشريف أشاد بالمخرج أمير خلال تكريمه عن فيلم "توقيت القاهرة" في مهرجان دبي السينما الماضي، وأثني على أهمية الفيلم، وتمني أن يحظي العالم العربي ولو بثلاثة مخرجين مثل أمير رمسيس، واعتبرت هذا الموقف نقطة تحول فى حياتي كمخرج لأنها خرجت من مبدع يملك خطوط مدرسة الفن، مشيرا إلى أن أي فنان يتمني أن ينال شهادة من الفنان الراحل لأنها نقطة تحول كبيرة وتضعه مع كوكبة من نجوم الفن سواء على مستوي التمثيل أو الإخراج. وحول خسارة مسيرة الفن المصري لنور الشريف.. قال" إن كثيرا من الفنانيين يرحلون عن عالمنا ولكن تجربتهم الفنية لذاتهم وليست للشباب، على عكس الفنان نور الشريف الذي أنشأ مدرسة فنية تكون ظهرا لكل فنان شباب، موضحا أن عمالقة الفن الآن سواء على مستوي السينما أو الدراما خريجي مدرسة نور الشريف، وأن مصر خسرت قامة فنية تربعت على قلوب الجمهور. وعن أمنياته خلال الفترة المقبلة كمخرج شاب..كشف رمسيس عن أمله في أن يواصل أعماله اعتمادا على مدرسة نور الشريف وأن يقدم نجوما جدد يحملون روح ثقافة التغيير. وكان آخر الأعمال التي قدمها الفنان الراحل نور اشلريف فيلم "بتوقيت القاهرة" وهو أحد أهم الأفلام المصرية التي شهدها عام 2014، وحقق الفيلم صدى طيبا، وشارك في مهرجانات سينمائية، وربما يعود الأمر إلى أنه اعتمد بشكل كبير على عناصر الدراما والكوميديا والرومانسية ويعد ثاني تعاون بين ميرفت أمين ونور الشريف منذ فيلم "أولي ثانوي "الذى جمعهما فى عام 2001، والفيلم بطولة ميرفت أمين، سمير صبري، آيتن عامر، شريف رمزى، وكريم قاسم، وتأليف وإخراج المخرج والسيناريست أمير رمسيس.