مَن مِنا لم يشاهد فيلم (سر طاقية الإخفاء) وأعجبته تلك القصة الخيالية المليئة بالأحداث المثيرة وتحقيق الأحلام المستحيلة! ومَن مِنا لم يتمنَ أن تصبحَ في قبضة يده يوماً؛ ليحقق بها ما فشل في تحقيقه على أرض واقعنا هذا! سألت بوابة الوفد المواطنين: "لو معاك طاقية الإخفاء هاتعمل بيها إيه؟" في محاولة للخروج بخيال المواطنين من الواقع المؤلم إلى الخيال المبدع. وعبر البعض عن استيائه الشديد مما آلت إليه حالة البلاد، وبدلاً من أن يبقى فيها ويُصلحَ من شأنها، أول ما جال بخاطره حين سؤاله هو الذهاب إلى المطار؛ للهروب من البلد إلى أي بلدٍ آخر، والبعض الآخر تمنى لو يختفي ويأخذ أهله ويعيش في الحرم المكي؛ ليؤدي مناسك الحج والعمرة دون التعرض للقيود والعوائق الملزمة من سفرٍ ومبالغٍ كبيرةٍ لا يحتملونها تحول بينهم وبينه. في حين استغل الباقون لحظات الفكاهة والمرح ليخرجوا من همومهم؛ فمنهم من قال "مش هاتجيلي أنا عارف نفسي كويس فقر"، وآخر "هاجيب فلوس بأي طريقة"، وقالت سيدة في الأربعينيات من عمرها ضاحكةَ "هاروح أبوس السيسي". أما شباب الجامعات فجاءت ردود أفعالهم جدية إلى حد كبير، حيث قالت إسراء محمد "هراقب بيها الناس واشوفهم بيقولوا إيه عليا من ورايا"، وقال محمد عمر "نفسي البسها واحضر بيها اجتماع المجلس الأعلى للدفاع"، أما محمد إبراهيم فبدا إيجابيا بعض الشيء وقال "هاخد الفلوس اللي بتتحضر للمسلسلات واصرفها على الواقع بدل ما بتعمل صورة بتسيئ الواقع أكتر ما هو سيئ"، ويأتي دور جهاد محمود لتقول "وأنا صغيرة كان نفسى تكون معايا وتساعدني اقتل جورج بوش علشان بيموت الفلسطينيين، ودلوقتي عايزة اسافر فرنسا"، في حين قال محمد مدحت "لو معايا هاتسلل وانجح نفسي في الجامعة بامتيازات"، وقالت طالبة أخرى "هاروح إسرائيل افجرها علشان اخلص الناس من إرهابها"، أما محمد علاء فبدا محبطاً وقال "هاختفي من الدنيا وتبقى احسن والله". وجاءت إحدى طالبات المرحلة الثانوية لتقر بأنها فقط ستستخدم الطاقية في محاولة إيجاد فرصة عمل ممتازةٍ لها، وقالت سيدة في منتصف الأربعينيات "هاختفي من الدنيا دي خالص، هاتبقى فرصة"، وقال قائد دراجة نارية إنه في حال تمكنه من الاختفاء سيطير من البلد، وطار بدراجته فور قوله ذلك. ويحلم البائعون بالطاقية أيضاً؛ فعند سؤال بائع التين الشوكي قال إنه سيفعل بها أشياء كثيرة جداً وربما كانت شيطانية يحتفظ بها لنفسه، أما (عم رمضان) بائع كروت الشحن فقال بنبرةٍ شيطانيةٍ حادةٍ "هأدب بيها الناس كلها"، وفاجأنا عامل نظافة بقوله "لو معايا طاقية الإخفاء هاحرقها بالنار؛ لأن كلها أذى وهاتخليني أسرق بنوك ورجال أعمال، واخرب الدنيا". وعلى الجانب الآخر ظهر عدد من المواطنين مفعم بحب الخير، ونبذ الظلم والفساد وأجمعوا على أنهم سيسعون لرد حق المظلومين، وسيتسللون لكل ظالم لا يقدر عليه أحد؛ لمحاربة فساده وظلمه وتقديم المستندات التي تدينه للقضاء، وسيساهمون بجهدٍ كبيرٍ في القبض على المرتشين، باذلين جهدهم الأكبر في محاولة تغيير نفوس وأخلاق بني البشر، وأخذ الأموال من الأغنياء ليعطوها للفقراء، ولن يفعلوا مثلما فعل الفنان الراحل (توفيق الدقن) في فيلم (سر طاقية الإخفاء). أما الأطفال فبعضهم أظهر تعاطفه مع الفقراء وقال أنه سيحصل على مال ويتبرع لهم، والبعض الآخر أظهر عدوانيته فقال "هامشي اضرب كل اللي يقابلني على قفاه".