أكد الشيخ محمد بن راشد مكتوم أن حفظ التراث الإسلامي ونشره لجميع المهتمين به من كافة أنحاء العالم الإسلامي يمثل تواصلا حضاريا وثقافيا يتيح للجميع الإطلاع على سماحة الدين الإسلامي وعلى الحضارة الإسلامية التي قامت على العم والعلماء، مؤكدا لأنه بالعلم يمكن للأمة أن تستعيد دورها الحضاري والانساني العالمي. وأضاف بن راشد خلال احتفال الأزهر الشريف بانجاز اطلاق مشروع "آل مكتوم" لحفظ ونشر مخطوطات الازهر الكترونيا للتأكيد على الدور الذي يقوم به الازهر فى حقظ التراث الاسلامي والذي يرعاه دولة الإمارات بتقديم الدعم الكامل لانجاز المشروع الذي تكلف اكثر من 38 مليون جنيه، أن هذا العهمل هو مساهم بسيطة في تخليد العلم والعلماء وحفظ تراث الازهر لكي يبقى منارة للعلم والعلماء في كافة انحاء العالم الاسلامي. من جانبه، وجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، شكره للشيخ محمد بن راشد أل مكتوم على إطلاقه وتمويله لهذا المشروع، مؤكدا انه هدية غلية للأمة الإسلامية في شهر رمضان المبارك، خاصةو وانه سيوفر للازهر القدرة على الوصول الى اكبر عدد ممكن من طلبة العلم والباحثين والراغبين في الاستفادة من علم ومراجع الازهر في اي مكان فى العالم حيث ان المعاهد الازهرية وحدها يصل عددها الى 9000 معهد بالاضافة الى جامعات الازهر التي تضم اكثر من 70 كلية يضمان اكثر من 2.5 مليون طالب من جميع دول العالم. في حين اكد الدكتور عصام شرف خلال كلمته التي القاها بالنيابة عنه وزير الثقافة الدكتور عماد ابو غازي ان هذا المشروع سيكون رائدا وداعما لاستمرار التواصل بين دولة الامارات وشقيقتها مصر . من ناحيته قال محمد عبد الله القرقاوي وزير شئون مجلس الوزراء في الامارات ان فكرة المشروع جاءت خلال زيارة الشيخ محمد بن راشد للازهر قبل عشر سنوات واطلاعه على المخطوطات وأمهات الكتب التي يحفظها الأزهر، حيث دفعه ذلك الى البحث مع شيخ الازهر لاسابق كيفية استفادة المسلمين فى انحاء العالم الاسلامي من هذه المخطوطات. وأضاف ان المشروع يهدق الى الحفاظ على كنوز الثقافة الاسلامية والارث العلمي للازهر باستخدام احدث التقنيات التكنولوجية بما يحفظ محتوى تلك المخطوطات النادرة والقيمة لقرون مقبلة دون تلف الذى شمل وضع مكتبة الازهر الشريف على الانترنت لتوفير تلك المادة العلمية التي لا تقدر بثمن. بدوره، قال مهدى شلتوت، رئيس الإدارة المركزية لمكتبة الأزهر، إن المشروع يضم صورا ضوئية للمخطوطات النادرة الموجودة بالمكتبة، والتى يبلغ عددها أكثر من خمسين ألف مخطوط. وقال إن المشروع تم تنفيذه بناء على مذكرة التفاهم التى تم توقيعها بين الأزهر ومؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس الوزراء حاكم دبى، والتى تنص على تبرع المؤسسة بتكاليف المشروع، على أن يقوم الأزهر بتوفير الأشخاص والأماكن والوثائق والمخطوطات. وأضاف أن المشروع يهدف إلى الحفاظ على مخطوطات مكتبة الأزهر من خلال تحويلها من الشكل الورقى إلى الشكل الرقمى، وبناء موقع إلكترونى وتحديث البنية التحتية المعلوماتية لمكتبة الأزهر، وإتاحتها بأحدث الوسائل التكنولوجية للباحثين والدارسين عن طريق شبكة داخلية بالمكتبة، وعن طريق الموقع الإلكترونى لمختلف دول العالم. وأوضح أن المشروع يتم تنفيذه على مرحلتين، الأولى تم الانتهاء من رقمنة 16 ألف مخطوط تقع فى 2.5 مليون ورقة، والمرحلة الثانية سيتم إكمال العمل والمسح الضوئى لبقية المخطوطات؛ لتصل إلى خمسين ألف مخطوط وإكمالها إلى 8 ملايين ورقة. وأشار إلى أنه تم تدريب كوادر (مهندسين – إداريين) بمكتبة الأزهر لإدارة وتشغيل المشروع بمعرفة الشركة المنفذة.