المشككون.. والمتشككون بقلم :نجوى عبدالعزيز السبت , 27 أغسطس 2011 08:26 واختلف المشهد.. فبعيداً عن المتضامنين.. أو المتشككين أو المعارضين، وبعيداً عن المعارضين اختلف تماماً فسبحان الله المعز المذل فبعد أن كان يأتي بموكب هائل تقشعر من كلاكساته الأبدان وتضج من زحامه وزحمة العقول مكث داخل القفص مبارك صنع له خصيصاً داخل أضخم قاعة كانت إذا وطئتها قدماه ضجت القاعة بالتصفيق له . اليوم تم وضعه داخل قفص الاتهام بصحبة نجليه، وأين مبارك داخل أكاديمية مبارك للأمن قلعة الأمن الحصينة التي ظلت طوال ثلاثين عاماً لخدمة مسخرة ليلاً ونهارًا.. تحرض وتكنفه بكنفها، فمن كان يصدق أن هذا الأمن الذي صنعه مبارك بمعرفة من كان يجلس علي سيارة حبيب العادلي يقبض عليه هو.. يا إلهي! ما هذا.. إن العزة لك أنت يا إلهي.. والذل لمن يرضي لبلاده الذل.. هؤلاء هم رجال صنعوا الأقفاص الحديدية للشعب.. وضعوا قلعة الأمن الحصينة لتأمينهم من الشعب واليوم يقفو أمام القانون داخل القفص أياً كان الحكم الذي سيصدر ولكن جاء اليوم المحتوم.. وهيهات.. والمعلوم ولندع محاكمتهم جانباً ونأتي إلي الذين قالوا إن هؤلاء لن يجدوا من يستطيع أن يأتي بهم إلي قفص الاتهام فمنذ اليوم الأول والناس تشكك في عدم حبس مبارك أو العادلي أو غيرهما.. وخرجت المسيرات والاحتجاجات والمظاهرات تطلب رؤيتهم كي تقر أعينهم بحبسهم وشككوا أيضاً في أن مبارك ونجليه لن يقفوا في قفص الاتهام نهائياً وإنه مازال يحكم مصر نأتى كلام هذا يا هذا.. كل ما يحدث ونشكك فمن تتشككون وفيمن تثقون.. جاء يوم الأربعاء ودقت الساعة العاشرة والكل ينظر وتتجه أنظاره إلي الأقفاص الحديدية وخرج العديد علينا من الفضائيات وبدأ الهمس والرهان حتي أمام القفص بأن مبارك ونجليه لن يأتوا إلي القفص وبلغة البلطجة يراهنون علي صحة كلامهم حتي دقت عقارب الساعة ليدخل نجلاه ثم وزير الداخلية ومساعداه ويدخل سرير الإسعاف «الترولي» حاملاً مبارك وبيده مقبض طبي يعرف «بالكانولا» يتم وضع المحاليل والحقن للمريض من خلالها. وأمام ذلك ارتاح بال الناس بأن أصبح داخل محبسه وسوف يحاكم وخلال ذلك خرج علينا أحد الموجودين ويقف أمام المحكمة ليعلن أن مبارك «مات» منذ 4002 وأن هؤلاء المتهمين القابعين في القفص ليسوا هم.. يا عالم فهم قابعون بلحمهم وشحمهم وأنتم مازلتهم في ضلالكم كيف هذا دعوا القانون يأخذ مجراه والعدالة تأخذ الحقوق أو تردها أو تدين من تدين وتبرئ من تبرئه ودعونا ودعوا البلد يسير في الاتجاه الصحيح ولتأخذونا معهم في الاتجاه المعاكس.