يقول سبحانة وتعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ) سورة الملك. أثبت التشريح العلمى للطير انه بسكون الأجنحة وعدم حركتها لا يمكن الطيران، وأن حركة الاجنحة هى التى تصنع التيارات الهوائية التي تحمل الطائر، فعندما يبسط الطير جناحيه ويقبضهما بشكل مستمر, نسمي هذه الحركات بالرفرفة. وبما أن الطيران في الهواء كالسباحة في الماء, والأصل في السباحة مد الأطراف وبسطها, قال الله عزَّ وجلّ: (صافات وَيَقْبِضْنَ) فمن رحمة الله تعالى أنه ألهم الطير كيفية البسط والقبض لتنفعها, ولنربط السبب بالمسبب. وبحث العلماء فى سبب عدم وقوع الطيور على الأرض كما تقتضي طبيعة الأجسام بسبب الجاذبية الأرضية، وتبين من عمليات التشريح، أن أشكال الطيور التى خلقت عليها، وكذلك الخصائص والحركات التى ألهمها تمنعها من الوقوع، وأنه يتغلب على قوة جذب الأرض بخفة الوزن والعمل على زيادة قوّته واندفاعه، وزيادة سطحه, ويتطلّب الطيران أيضاً وجود جناحين يدعمانه ويرفعانه في الهواء، وان الشكل الانسيابي للطيور الذي يحدده الهيكل العظمي يلعب دوراً مميزاً في اختراق الهواء بأقل مقاومة ممكنة, فنجد أنَّ عظم القص أكبر حجماً وأكثر بروزاً في الطيور النشطة للطيران, ويسهم الريش إلى درجة كبيرة في زيادة سطح الطائر, وللجناحين شكل انسيابي في المقطع العرضي, ويمتاز السطح العلوي للجناح بكونه محدباً بينما السطح السفلي مقعراً، وهذا الاختلاف في الشكل يؤدي إلى زيادة الضغط أسفل الجناح مما عنه أعلاه مؤدياً إلى دفع الطائر إلى الأعلى, وبما أن الطيران يتطلب جسماً متماسكاً فإنَّ العظام تكون متصلة اتصالاً تاماً وثابتاً, وتكون أغلب الفقرات ملتحمة. كما أن وجود الريش يخفف الوزن النوعي للطائر, بجانب قوته ومرونته وهو قادر على ضرب الهواء بكفاءة عالية, كما يساهم في المحافظة على درجة حرارة الجسم ومنعها من التبعثر، والهيكل العظمي للطير يمتاز بخفة وزنه وخاصة في الطيور الكبيرة وهذه مسألة مهمة وضرورية لتخفيف الوزن النوعي ومن ثم تمكينها من الطيران, يضاف إلى ذلك أن العظام الطويلة الكبيرة تمتاز بوجود فراغات هوائية، كذلك ضمور بعض الأعضاء الداخلية في بعض الطيور, كاختفاء المثانة البولية في الجهاز الإخراجي, ليتم التخلص من الفضلات البولية على صورة حامض البوليك, مما يقلل كمية الماء اللازمة للإخراج وعليه، فالطائر ليس بحاجة إلى حمل كمية كبيرة من الماء, ويوجد في الأنثى مبيض واحد فقط, وعادة ما يضمر في غير موسم التكاثر، وتكوين البيض لا يحتاج إلى لفترة طويلة فهي غير ملزمة بحملها. وكذلك الجهاز التنفسي عامل مساعد على الطيران، فقد خلق الله الطيور بأكياس هوائية تؤدي إلى زيادة الحجم وبالتالي تخفيف الوزن النوعي، وهكذا سخر الله سبحانه وتعالى أعضاء الطيور لتتكيف مع ظروف الجو وطبيعته بما فى ذلك الجهاز العصبي الذى يمتاز بتطورات خاصة في المخ والمخيخ، ويلعب دوراً مهماً في تنسيق عمل العضلات المهمة بدورها لعملية الطيران وتأمين التوازن للطائر.