الوهن الحسي والمعنوي

قبل الأفطار ... عِبْرَة

بسم الله الرحمن الرحيم (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (سورة العنكبوت).
تقوم أُنثى العنكبوت بقتل الذكر بعد ان تنجب الأولاد وتلقيه خارج البيت. وبعد أن يكبر الأولاد يقومون بقتل الأم وإلقائها خارج البيت (بيت عجيب من أسوأ البيوت على الإطلاق) ومن هنا فإن الضعف في بيت العنكبوت في ضعف الترابط الأسري بين أعضائه، ولقد وصف في القرآن بآية واحدة: (وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت)... إنه الوهن الحسي في بيت للعنكبوت الذي عرفه الناس منذ القدم. ولكن لماذا يسمي الله تعالى سورة باسم هذه الحشرة السيئة الصيت؟ وسبحانه لم يتكلم عنها الا في آية واحدة ، وفي كل السورة يتحدث عن (الفتن)! انها الوهن المعنوي الذي تم إدراكه في هذا العصر ... لقوله تعالي : «لو كانوا يعلمون». في بداية السورة قوله تعالي: (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) ... ثم ... (ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله) ...
قد يتبادر للذهن ما علاقة الفتن بالعنكبوت؟
إنّ تداخل الفتن يشبه تداخل وتشابك بيت العنكبوت ... الفتن متشابكة ومتداخلة فلا يستطيع المرء أن يميز بينها من كثرتها وتعقيدها...! وهنا تشبيه رائع بخيوط العنكبوت لإننا إذا استعنا بالله تكون الفتن هشة وضعيفة كخيوط العنكبوت.. فإذا كان ضعف الترابط الأسري في بيت العنكبوت هو الوهن الحسي فان الفتن هي الوهن المعنوي... قال تعالى {فَقَالُواْ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم، وقد ذكرت الفتن في اكثر من 60 موقع والْعَنكَبُوتِ مرتين في القرآن الكريم.
... اللهم جنبنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.