أكدت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن أزمة الحدود التي اندلعت الخميس الماضي بين مصر وإسرائيل شهدت تدخلات دبلوماسية واسعة النطاق علي المستويين المصري والإسرائيلي، والذي يعد أخطر التدخلات الدبلوماسية التي لم يشهدها العالم منذ اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، وهو ما دفع كبار الدبلوماسيين للتدافع نحو فض هذا النزاع، وتراجع عمليات التعبأة الجماهيرية بالمنطقة ضد إسرائيل. وأوضحت الصحيفة أن الضغوط الدبلوماسية القوية دفعت مصر للتنصل من قرار سحب سفيرها من تل أبيب، ذلك التهديد الذي حاز بتأييد شعبي واسع النطاق في مصر، بعد أن قتل ثلاثة من ضباط الأمن المصريين بيد القوات الإسرائيلية، واصفة الواقعة بأنها علي طريق الخطأ، في مطاردة للمسلحين الذين شنوا هجوما عبر الحدود وهربوا إلى مصر وفقا لادعائها. وأشارت إلي أن التدخلات الدبلوماسية استطاعت بعد 3 أيام من اندلاع الأزمة تهدئة الجانبين، وأصبح المسئولون في كلا البلدين قادرين علي استيعاب الدروس من إعادة ترتيب المشهد السياسي في مصر بعد الثورة. وأضافت الصحيفة أن مصر قالت إنها قد تستغرق مزيدا من الوقت لتحقيق التوازن بين المشاعر المعادية لإسرائيل بالتزامن مع رغبتها في الحفاظ على المصداقية مع الغرب والسلام على حدودها، وبذل الجهد لإرضاء مصلحة الشعبين. وأوضحت أن بعض المصريين اتهموا حكومتهم بالسخرية منهم لكسب التأييد الشعبي بإظهار العداء لإسرائيل وأخذ موقف من تعدياتها ثم التراجع عنه، لكسب رضا الغرب، مثلما كان يفعل بالضبط حليف اسرائيل ورئيس مصر السابق حسني مبارك، منذ 30 عاما. وأضافت أنه لا يزال الشارع المصري رافضا للسفارة الإسرائيلية ومطالبا الحكومة المصرية بطرد سفيرها، في الوقت نفسه، تتجه الآراء في إسرائيل إلي تدهور أمنها، بعد الحادث الأخير، الذي أسفر عن أزمتها مع مصر، فيقول إوديد أران، مدير معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، والسفير الإسرائيلي السابق لدى الأردن: "نرى تدهور التوازن الاستراتيجي لإسرائيل، نتيجة ما حدث في مصر".