على الرغم من نجاح زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لألمانيا، في تغيير نظرتها إلى مصر وجلب العديد من الاستثمارات الاقتصادية، إلا أن الصحف الألمانية هاجمت الوفد المرافق للرئيس في زيارته، واعتبرت أنه يعكس صورة غير مشرفة، لتأخره نصف ساعة عن المؤتمر. رؤية الصحف الألمانية السلبية للوفد المصري المرافق للسيسي ترجع إلى نظرتهم المسبقة المعادية لثورة 30 يونيو، حسبما رأى خبراء الإعلام، وأكدوا أن الحل هو امتلاك مصر لإعلام خارجي قوي لتغيير الصورة الذهنية التي يتبناها البعض من الشعوب الأجنبية خطأ عما يحدث بمصر. فمن جانبه، أكد الدكتور ياسر عبد العزيز، الخير الإعلامي، أن ألمانيا لديها نظرة سياسية مسبقة للأوضاع في مصر وهذه النظرة لا يمكن إصلاحها بوسائل الاعلام والعلاقات العامة نظرا لوجود موقف ألمانى معادي لثورة 30 يونيو . وأوضح عبد العزيز أن تحسين الأوضاع الحقوقية وإتمام الانتخابات البرلمانية وضمان نزاهتها سيكون له أثره في تحسين الصورة المصرية، مشيرا إلى أن جميع الانتقادات التى يوجهها إعلام الغرب للمصريين حقوقية. وطالب الخبير الإعلامي، أجهزة الدولة، بإطلاق وسائل إعلام إقليمية ودولية لتحسين صورة مصر، معتبرا أن الوفد المصري لم ينجح في تحسين صورة مصر بنظر الإعلام الألماني. وأكد عبد العزيز أن مصر تحتاج إلى مبادرات إعلامية ذات اعتبار عالمى، لإبراز ما غاب عن الواقع المصري ودرأ أى محاولات لتشويه عن المصريين. وبدورها، انتقدت الدكتورة ليلي عبد المجيد، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، عدم تمتلك مصر لإعلام خارجي يعبر عنها، مناشدة الدولة المصرية بتخصيص قناة تخاطب الغرب بمنطقه قبل لغته لإيصال الصورة الحقيقية عن مصر والمصريين . وطالبت عبد المجيد بأن تحتار الوسائل الاعلامية مقدميها ومذيعيها بأن يكونوا على احترافية وإداراك للواقع السياسي لضمان بث الرؤية المرغوبة. وأشارت عبد المجيد إلى أنه يمكن الاستفادة من الجاليات المصرية بالتنسيق مع السفارات للتعبير عن حقيقة الأوضاع فضلاً عن تذكير العالم بالحضارة، موضحة أن مصر الآن تحتاج لاستخدام جميع أدواتها لتجميل الصورة التى شوهتها جماعة الإخوان. واتفق معها، الدكتور محمد شومان، مستشار الإعلام والرأي العام بجامعة عين شمس، حيث أكد أن الانتقادات التى وجهت للوفد الشعبى المصاحب للرئيس عبد الفتاح السيسي ممكن معالجته من خلال التعاون والمصالح المشتركة بين البلدين، لافتاً إلى أن العلاقات المصرية الألمانية أقوى بكثير من أن تهزم بتلك الادعاءات. واعرب شومان عن استياءه من تداول العديد من المواقع الإلكترونية للأخطاء التى حدثت للوفد الشعبى بطريقة جافة واستخدامهم لكلمة "فضيحة" التى من خلال قرأتها يزداد الموضوع سوءًا. وأشار شومان إلى أن المصالح المصرية الألمانية مستمرة ولن تتأثر بدعاءات من قبل جماعات هدفها الوحيد ضعف الكيان المصرى. وفى سياق ذاته، أوضح الدكتور فاروق أبو زيد، أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة، أن تأخر الوفد الشعبى عن المؤتمر الألمانى شىء طبيعى ممكن أن يحدث لوجود أى طارىء وليس بالأهمية التى تداولتها الصحف الألمانية، حيث انه ليس لقاء شخصى بل عام. ولفت أبو زيد إلى تأخر المستشارة الألمانية عن المؤتمر بسبب تعطيل المصعد وقامت بالاعتذار للصحفيين، مبيناً أنه من الأفضل للرئيس عدم مرافقه وفد شعبى فى تلك الفترة.