نجحت الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد عبر مشوارها فى خلق علاقة من الود بينها وبين الجمهور.. كل اختياراتها الفنية كانت متميزة ولذا تركت انطباعاً إيجابياً فى عقل ووجدان المشاهد العربى من المحيط إلى الخليج.. تؤمن نبيلة عبيد بأن الفنان يجب أن يعمل حتى آخر لحظة فى عمره ولذا لا تعترف بالاعتزال، وترى أن الاعتزال أشبه بالانسحاب من الحياة.. مؤخراً قدمت «نبيلة» برنامج نجمة العرب وحقق البرنامج نسبة مشاهدة عالية ربما لأن الفكرة جديدة وربما لأن ظهور الفنانة الكبيرة بعد غياب كان أمراً مثيراً.. ولم تسلم من النقد حيث تعرضت للهجوم بسبب الرقص فى البرنامج ولكنها لم تعبأ بالنقد وقالت إن النقد الهدام لا يجب الالتفات إليه، فالجمهور هو الحكم الذى ينصف الفنان. حول حال السينما ومستقبل الدراما المصرية فى ظل زحف الأعمال التركية والهندية على الفضائيات العربية دار هذا الحوار. فى البداية هل أغضبك النقد الذى كتب بسبب رقصك فى برنامج نجمة العرب؟ - بصراحة شديدة لم ألتفت إلى هذا النقد ولم أسع لقراءة ما كتب اكتفيت فقط برد فعل الجمهور.. فقد استقبل الجمهور رقصتى فى البرنامج بالتصفيق ولم أشعر أبداً بأن الجمهور مستاء مما قدمته.. وأكبر دليل على نجاح الفقرة هو عدد المشاهد على موقع يوتيوب واهتمام عدد من القنوات بوضع رقصتى فى برومو عدد من البرامج.. باختصار أنا راضية عن تجربة برنامج نجمة العرب ولست نادمة عليها وأعرف جيداً أن هناك من يتربص بخطواتى ولكنى لا ألتفت إلى النقد الهدام. لماذا يرى نجوم الفن الرأى المعارض لهم نقداً هداماً؟ - هذا الكلام مرفوض.. لأن الفنان عندما يقرأ نقداً إيجابياً ويهدف إلى النهوض بأدائه يحترم وجهة نظر الناقد ويحاول تطبيق نصائحه ولكن عندما يتحول النقد إلى تجريح بدون معنى فهذا معناه نقد هدام الهدف منه إصابة الفنان بإحباط شديد وإجباره على الانسحاب من الحياة. هل ترضى نبيلة عبيد عن كل اختياراتها الفنية.. وما هو العمل الذى تندم عليه؟ - الحمد لله كل أعمالى نالت إعجاب الجمهور واستحسان النقاد.. كنت حريصة على تقديم أعمال فنية تعيش فى وجدان الناس وتناقش الواقع بموضوعية شديدة منها الراقصة والسياسى، شادر السمك، العذراء والشعر الأبيض، وغيرها من الأعمال الفنية التى ستظل عالقة فى ذهن ووجدان الجمهور.. أنا راضية عن كل اختياراتى الفنية ولا يوجد عمل فنى أخجل منه أو نادمة عليه. البعض يرى أن غيابك عن الساحة الفنية إعلان مبكر للاعتزال؟ - مخطئ من يتصور أننى سوف أعتزل الفن.. أنا هاشتغل حتى آخر لحظة فى عمرى.. أرى أن الاعتزال أشبه بحكم الإعدام.. مازلت قادرة على العطاء وقادرة أيضاً على إسعاد جمهورى ولن ألتفت إلى الأصوات المحبطة التى تطالب النجوم الكبار بالتوقف عن التمثيل وكأنها تقول لهم روحوا موتوا فقد استمرت الراحلة فاتن حمامة فى العمل حتى لحظة الرحيل.. ومثلها نجوم كثيرون رحلوا وهم واقفون على خشبة المسرح وتصفيق الجمهور يملأ الدنيا حولهم.. اعتزال الفنان فكرة مرفوضة وسوف أستمر فى عملى. أشعر فى كلامك بالضيق.. ما السبب؟ - بالفعل أشعر بالغضب والضيق لأننى بصراحة شديدة أرفض أن يتحول النقد من كلام علمى ومنهج تحليلى إلى وصلات ردح وتجريح، أنا أحترم من ينتقد عملى الفنى ومن حقه أن يحاسبنى ويشيد مرة ويهاجمنى مرات ولكن أرفض التطاول والتجريح الفنان فى النهاية إنسان همه الوحيد إسعاد الجمهور الذى يراهن دائماً على العمل الجاد ويتزاحم أمام شباك التذاكر من أجل مشاهدته. يعرض الآن مسلسل «أسرار» للفنانة نادية الجندى هل تشعرين بالغيرة خاصة أن المنافسة بينكما استمرت لسنوات على شاشة السينما؟ - بكل أمانة وصدق اتصلت بالصديقة نادية الجندى وقدمت لها التهنئة على مسلسل «أسرار» وحريصة على متابعة العمل.. كل من اقترب منى جيداً يعرف أننى أثق فى ذاتى جداً وأسعد لنجاح الآخرين. وكيف استقبلت نادية الجندى المكالمة.. وهل اندهشت من الاتصال؟ - بالعكس كانت سعيدة جداً وقالت إن اتصالى أجمل تهنئة وقالت أيضاً إنها تعبت من أجل التحضير للعمل وتتمنى أن يصل إلى الجمهور.. طلبت منى المتابعة ومعرفة رأيى فى كل الحلقات. ما رأيك فى مستوى الدراما المصرية وما تعليقك على الزحف الهندى والتركى على الفضائيات العربية؟ - من الصعب الحكم الآن على الدراما المصرية.. يجب انتظار شهر رمضان الكريم ففى هذا الشهر سوف نرى أكثر من 50 مسلسلاً وبعد المشاهدة نستطيع الحكم وبصراحة شديدة أرى أن الدراما التركية بدأت تتراجع ولا أتابع الدراما الهندية لأننى أرى مبالغات وخيالاً واسعاً فى القصص الهندية وأثق أن الدراما المصرية سوف تسترد قوتها وتفرض نفسها من جديد. بصراحة وبدون تجميل للصورة.. هل تعرض عليك أعمال حتى هذه اللحظة؟ - دائماً أتحدث بصراحة ولا أحب تجميل الأشياء.. الحمد لله أتلقى عروضاً كثيرة ولكنى أرفض الأعمال الضعيفة.. مستحيل أن أقدم أعمالاً لا تليق بمشوارى الفنى.. يجب أن يستفزنى العمل حتى أوافق عليه ولا تنس أن هناك أزمة فى الكتابة.. نحتاج إلى أعمال أدبية تناسب المرحلة العمرية التى أعيشها أنا وجيلى حتى نقدم شيئاً جيداً. من صديقاتك من الوسط الفنى اللاتى يحرصن على الاطمئنان على صحتك؟ - إلهام شاهين، نادية الجندى، دلال عبدالعزيز، ولبلبة وهؤلاء صديقاتى ودائماً بجانبى وأسعد بسؤالهن عنى. لو عادت الأيام بك للوراء هل كنتِ تفكرين فى الإنجاب؟ - دائماً أقول إرادة ربنا فوق كل شىء.. كل حياتى كانت باختيارى بعد توفيق الله كنت أظن أن الإنجاب سوف يعطل مسيرتى الفنية ولكن اكتشفت أن الإنسان بإمكانه أن يفعل الكثير إذا أراد. وكيف كانت حياتك مع زوجك الراحل أسامة الباز؟ - لا أحب الكلام فى هذه المرحلة ولكن يجب الاعتراف بأن أسامة الباز كان رجلاً جميلاً.. لم يكن زوجاً فقط كان قدوة لى فى أشياء كثيرة، وعندما انفصلت عنه تحولت العلاقة بيننا إلى صداقة قوية ورثت من أسامة الباز حاجات كثيرة حلوة تعلمت كيف أكون مثقفة وعندما رحل عن الحياة فقدت جزءاً حلواً من حياتى. وهل طلب أسامة الباز منك عدم الإنجاب؟ - بصراحة شديدة لم يطلب منى أى شىء كما قلت فى موضع سابق فعلت كل شىء برغبتى.. وفى نهاية الأمر أعتبر الحياة كلها قضاء وقدراً. وهل هناك فرصة أخرى أمامك للحب والزواج؟ - لا أعرف ماذا يحمل القدر.. ولكنى أطمع فى صداقة حقيقية بدون هدف أو فرص.. ولو تطورت الصداقة إلى حب لا مانع.. المهم فقط أن أجد الشخص المناسب الذى يستوعبنى ويحدث بينى وبينه توافق. ما رأيك فى حال السينما المصرية؟ - السينما المصرية بدأت تتعافى وأتصور أن الأيام المقبلة سوف تشهد تطوراً كبيراً فيها، لدينا نجوم على قدر كبير من الموهبة ولدينا تكنيك جيد.. ولا ينقصنا أى شىء لصناعة سينما جيدة. وبماذا تفسرين انتشار موجة الأفلام التجارية التى تعتمد على الرقصة والأغنية الشعبية؟ - طوال عمر السينما وهى تمر بمراحل مختلفة.. تارة تظهر سينما المقاولات وتارة أخرى تتقدم السينما الجادة، باختصار شديد ملامح السينما تتغير ولكن يبقى دائماً العمل الأفضل. تردد أنك تنوين العودة للإنتاج ما حقيقة ذلك؟ - بالفعل قررت العودة للإنتاج.. فكما تعلم أنا أمتلك شركة إنتاج تحمل اسم «أفلام نبيلة عبيد» ومن خلالها قدمت أعمالاً مهمة منها «أيام فى الحلال» و«أرجوك أعطنى هذا الدواء» وسوف أقدم من خلالها أعمالاً ووجوهاً جديدة فى التمثيل والإخراج.
