أكدت أحدث الأبحاث الطبية، أن الأخطاء التشخيصية غالبا ما تؤدى إلى الاستخدام غير المنضبط للمضادات الحيوية فى المستشفيات. فقد لاحظ الباحثون أن استخدام المضادات الحيوية بصورة غير صحيحة يمكن أن يسبب أضرارا صحية للمريض، ويقلل من فعاليتها وزيادة تكاليف الرعاية الصحية. وقال الدكتور "كريج فيليس" رئيس "جمعية الرعاية الصحية" وأستاذ علم الأوبئة، يتم استخدام علاجات بالمضادات الحيوية لنحو 56% من المرضى فى المستشفيات الأمريكية، إلا أن الدراسة الجديدة قد توصلت إلى أن هذه العلاجات كثيرا ما تكون غير مناسبة للحالات المرضية، لترتبط الإخفاقات فى كثير من الأحيان بالتشخيص غير الدقيق. كان الباحثون قد عكفوا على تحليل بيانات أكثر من 500 حالة مرضية فى "مركز مينيابلوليس الطبى"، حيث وجدوا أن الاستخدام غير الملائم للمضادات الحيوية قد وقعت مع 95% من المرضى الذين تلقوا تشخيصا غير صحيح أو غير محدد، أو بين أولئك الذين لديهم أعراضا لم يتم تحديدها. وبصفه عامة، تلقى 58% من المرضى تشخيصا صحيحا ، إلا أن التشخيص الخاطى للالتهاب الرئوى كان الأكثر شيوعا ، والتهابات المثانة، والتهابات المسالك البولية، والتهابات الكلى والإنتان البولى عندما يبدأ التهاب المسالك البولية فى الانتشار إلى مجرى الدم. وتشير النتائج المنشورة فى مايو الحالى من مجلة جمعية الرعاية الصحية للأوبئة الأمريكية، إلى أن برامج الإشراف واستخدام المضادات الحيوية فى المستشفيات سيكون أكثر فعالية إذا ما تم تصميمها لمساعدة مقدمة الخدمة الطبية فى التشخيص المبدئى الدقيق، ومعرفة متى يجب حجب أو إعطاء المضادات الحيوية. وقال الباحثون إن الاعتماد على الحدس بدلا من الوسائل التحليلية السليمة لحصول على تشخيص سليم، يقى من الاستخدام غير الملائم للمضادات الحيوية فى المستشفيات، فضلا عن مراجعة عدد من العوامل الأخرى منها: التعب، الحرمان من النوم التعامل مع المرضى الذين يعانون من تشخيصات خاطئة سابقة، فضلا عن نقص الخبرة السريرية مع الآثار الجانبية للعقاقير.