انتشرت مؤخرا جرائم التحرش الجنسي ضد الأطفال، والتي تعد من أسوأ وأقسى التجارب التي قد يمرّ بها الطفل في بداية حياته، ذلك لأنها تؤثر بالسلب على الطفل من الناحية النفسية والجسمانية والسلوكية. وأوضحت ماري رمسيس أخصائي تربوي وتعديل السلوك، أن ظاهرة الإعتداء الجنسي على الأطفال من التجارب المؤلمة والقاسية التي يتعرض لها الطفل في بداية مراحلة الأولي نظرا للمخاطر النفسية والجسيمة التي تلحق به، وهو الأمر الذي يصيبه بالرعب والخوف من الجاني تاره ومن الوالدين تارة أخرى. وتتابع رمسيس :" تقع مشكلة الاعتداء الجنسي على عاتق الأبوين وليس الطفل، فيجب توجيه الأسرة نحو تأهيل الطفل لتفادي التعرض للتحرش الجسدي، وتدريبه في حال تعرضه للتحرش، وذلك من خلال التحدث مع طفلهم حول آداب العورة وسترها، ومراقبة الطفل دون أن يشعر أثناء مشاهدته للتلفاز وخاصة مسلسلات الكارتون لأن بعضها يحتوي على مشاهد ومقاطع ساخنة، وأثناء جلوسه أمام الكمبيوتر". وتوضح، الطفل الضحية تظهر عليه علامات تشير إلى تعرضه لظاهرة التحرش، مثل نوبات الاكتئاب، الخوف الشديد، وكثرة البكاء، وانتيابه بحالة من اضطرابات النوم، كما تظهر عليه الأعراض النفسية التي تتعلق بالخوف مثل ظاهرة التبول اللاإرادي وقضم الأظافر والفزع الليلي، لافته إلى أنه يجب استيعاب الطفل واحتوائه عند ظهور تلك العلامات عليه، والتحدث معه حول ما يثير خوفه، وطمأنته من عدم استخدام أنواع العقاب مهما كان حجم الخطأ الجسيم الذي ارتكبه، وذلك لأن في هذه الحالة يشعر الطفل بالذنب والأثم . وتضيف ماري رمسيس أخصائي تربوي في تصريح خاص ل" بوابة الوفد" :"تلعب الأسرة دورا هاما وحيوي في علاج وشفاء الطفل نفسيا من ظاهرة الإعتداء الجنسي، وذلك من خلال بث روح الطمأنينة لدي الطفل بأن هذا الموقف لن يتكرر، وتدعيمه بكلمات إيجابية ترفع من روحه المعنوية وتدعم ثقته بنفسه مرة أخرى، إضافة إلى مساعدة الطفل في التخلص من شعوره بالذنب وأنه غير مسئول عن هذا الأمر، وخضوع الطفل لطبيب نفسي مختص لمساعدة الطفل على الخروج من هذه الأزمة". وتشددّ على الأسرة في الحفاظ على الثبات الأنفعالي والتعامل مع الأمر بحكمة عند علمهم بتعرض طفلهم للتحرش، وعدم توجيه اللوم عليهم أو أيذائهم بدنيا أو توبيخهم لفظيا، وعدم تجاهل الأمر، مؤكدة أن عدم التعامل مع الأمر بالطريقة السليمة قد ينتج عنه سلبيات كثيرة لعل أهمها، تعرض الطفل لبعض المشكلات النفسية، أو انتقام الطفل في نفسه من المجتمع بأن يكون معتديا ومتحرشا في المستقبل، أو استسلام الطفل لكل من يعتدي عليه، أو انتيابه بالخوف والقلق والتوتر الذي يؤثر على دراسته بالمدرسة وعلى علاقته بأقرانه واصدقائه. وتقدم أخصائي التربوي وتعديل السلوك ماري رمسيس، نصائح وقائية لتجنب ظاهرة الإعتداء والتحرش الجنسي على الأطفال.. 1- التحدث مع الطفل حول أماكن عورته، بأنها أماكن محرمة خاصه به وحده لا يحق لأحد أن يراها أو يلمسها. 2- عدم العبث من جانب الوالدين أو الجد والجدة بالأعضاء التناسلية للطفل. 3- الإجابة على تساؤلات الطفل المحرجة التي تثير فضوله. 4- مراقبة الطفل أثناء مشاهدته للتلفاز والكمبيوتر. 5- الفصل بين الولد والبنت أثناء الاستحمام كي لا يطلعوا على عورات بعضهم حتي ولوكانوا أخوة. 6- تدريب الطفل على الفرق بين اللمسة الحانية ولمسة التحرش. 7- تشجيع الطفل على المصارحة حال تعرضه للتحرش أو للإعتداء الجنسي. 8- تدريب الطفل وتوجيه في حال تعرضه للتحرش من خلال الدفاع عن النفس بالصوت العالي أو الصراخ أو بالهروب من المتحرش، أو طلب المساعدة من الكبار.