المخرجة أنياس فاردا والتى تعد تجسيدًا حقيقيًّا للموجة الجديدة فى فرنسا، ستحصل على سعفة الشرف الذهبية من مهرجان كان فى دورته 68، خلال الحفل الختامى، ولم يحصل على هذا التكريم العالمى سوى وودى ألن فى العام 2002، كلينت إيستوود فى العام 2009، وبرناردو برتولوتشى فى العام 2011 على يد المجلس الإدارى لمهرجان كان. ويتم تقديم هذه الجائزة إلى فنان مشهور قام بعمل موثوق على الصعيد العالمى ولم يحصل أبداً أى مخرج على السعفة الذهبية... أنياس فاردا شخصية رمزية بكل ما تعنى الكلمة، تقدم مثالاً إلى كل الأجيال الجديدة... أفلامها عبارة عن نفحة حرية، تتحدى الحدود بتصميم صلب واقتناع لا تهمه العقبات، وهى قادرة دائماً على القيام بكل ما تريده... ولأن أنياس فاردا هى المخرجة المرأة الأولى التى حصلت على هذه الجائزة الثمينة. فقد علقت بحسها الفكاهى المعهود: «على الرغم من ذلك، لم تقارب أفلامى عدد المشاهدين الذى سجله هؤلاء المخرجون قط!».. وهى مصورة، وكاتبة سيناريو، ممثلة، مخرجة وفنانة تشكيلية، وفنانة كاملة لا تحصى اهتماماتها، وتقودها رغبتها اللامتناهية فى الابداع إلى الانخراط فى مشاريع متنوعة تستخرج منها أفضل ما لديها. وكانت أنياس فاردا قد ترأست لجنة تحكيم «مسابقة الكاميرا الذهبية» للدورة ال66... وهى تقول: «تصبح المرأة لا ملاكا ولا عاهرة عندما تصورها كاميرا تقف خلفها امرأة... وابتكرت أنياس فاردا شكلا غير مثقل وشاعريًّا للبورتريه الذاتى الوثائقى من خلال فيلمها «شواطىء أنياس» (الحائز جائزة سيزار لأفضل فيلم تسجيلى لعام 2008). وفيه تتأمل المخرجة «أنياس فاردا»، نفسها وتعيد بعد أن بلغت العقد الثامن من عمرها، ذكرياتها وقصة حياتها مع زوجها المخرج «جاك دومى». وعرض الفيلم العديد من الصور الفوتوجرافية والحوارات ومقتطفات من أفلام ومشاهد أعيد تمثيلها تحكى كلها حكاية هذه الفنانة الكبيرة.. فمنذ مطلع الستينيات، برز كل من «أنياس فاردا» و«جاك دومى» كمخرجين متفردين وسط رواد الموجة الفرنسية الجديدة، ولكل منهما أسلوب خاص ميّز كلا منهما عن الآخر. ومنذ زواجهما عام 1962 وحتى رحيل دومى عام 1990، صنع كل منهما عالمه الخاص فى العديد من الأفلام... وفى فيلم «داجيروتايبس» Daguerrotypes، توثق أنياس فاردا الأعمال اليومية لأصحاب المتاجر الباريسية ومن يتعاملون مع هذه المتاجر على طول شارع داجير، حيث كانت فاردا تعيش عندما صوّرت الفيلم عام 1976. وبعد 39 سنة، ما زال عمل فاردا رائعاً.. ولدت فى 30 مايو 1928، درست التصوير وبدأت مهنتها فى مهرجان أفينيون تحت إشراف جان فيلار. اختارت ممثلين من المسرح الوطنى الشعبى سيلفيا مونتفورتوفيليب نوارى فى فيلمها الطويل الأول، La Pointe Courte، والذى شارك فى إنتاجه ألان رونى. وكتب لهذا الفيلم الصادر فى العام 1954 كل عوامل نجاح «الموجة الجديدة». لكن لم تصل أنياس فاردا إلى الشهرة حتى العام 1962 مع فيلمها Cléode 5 à 7 حيث باريس فى بداية الستينيات، وتصور أنييس فاردا بحرية كبيرة الشوارع والناس، والممثلة كورين مارشان لعبت دور المغنية التى تتسلى بالآخرين، يبدأ الفيلم بالألوان ثم ينقلب للأبيض والأسود... وحصلت على جائزة لويس دلوك لفيلمها السعادة فى العام 1965. وتتبع أنياس فاردا رحلاتها وشغفها فتنتقل من الأفلام القصيرة إلى الطويلة، من الافلام الوثائقية إلى الخيالية، شاملةً كل المواضيع وكلها تعكس نزواتها الشعرية، ومن أفلامها الخيالية L'Une chante، l'autre pas «يغنى واحد والاخر لا» و«المتشرد» Sans toit ni loiالحائز على جائزة الأسد الذهبى فى مدينة البندقية فى العام 1985. بعد وفاة حب حياتها جاك ديمى، قدمت ثلاثة أفلام إحياء لذكراه منها الفيلم المؤثر Jacquot de Nantes. فى عام 2000.... أخرجت Les Glaneurs et la Glaneuse بمفردها وبكاميرتها الرقمية فى عام 2006، لتصبح مصممة بصرية وتكمل منظومتها الإبداعية.