أطلقت الجامعة الأمريكيةبالقاهرة مؤخرا، معهد بحوث البيئة المستدامة لخدمة المجتمع، وهو معهد متعدد التخصصات، يهدف أساسا إلى دعم الأبحاث في مجال البيئات المستدامة في مصر، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا. ويستكمل معهد بحوث البيئة المستدامة العمل الذي قام به مركز تنمية الصحراء- الذي تم إغلاقه مؤخرا، نظرا لانتهاء عقد إيجار الأرض في جنوب التحرير- الذي أبرمه المركز مع الحكومة المصرية.
وأكد ريتشارد توتوايلر، المدير المؤسس لمعهد بحوث البيئة المستدامة، ومدير مركز تنمية الصحراء منذ 2011، "أن المعهد يدعم رسالة الجامعة الأساسية والتزامها بتقديم نوع من التعليم والأبحاث المعنية بفكرة البيئات المستدامة، وذلك في مصر والمنطقة العربية بأسرها.
مشيرا إلى أن من مهام معهد بحوث البيئة المستدامة- ومقره حرم الجامعة بالقاهرة الجديدة- تعزيز فكرة الاستدامة في مجموعة من البيئات المختلفة في مصر والمنطقة العربية- سواء كانت هذه البيئة ريفية أم حضرية، صحراوية أم معتدلة، وذلك من خلال مجموعة من الأبحاث التطبيقية ومناهج التعليم والبرامج التدريبية".
ويضيف "توتوايلر" أن المعهد يقوم على إنجازات مركز تنمية الصحراء التي قدمها لأكثر من ثلاثين عاما في مجال إدارة الموارد الطبيعية والطاقة المتجددة والزراعة المستدامة في المناطق الصحراوية.
وأضاف "توتوايلر"، قائلًا: "يمثٌل مشروع "معمل التعلم الحياتي" أحد المشروعات الرئيسية التي يقوم بها المعهد، وهو نموذج لأحد المشروعات المعنية بأبحاث الاستدامة التي يقوم المعهد بتنفيذها داخل حرم الجامعة بالاشتراك مع طلاب من مختلف الأقسام.
ويندرج تحت بند هذه المشروعات تلك المعنية برعاية النباتات والخضروات المزروعة فوق السطح الأخضر الأول من نوعه في الجامعة، وتصميم سقف شمسي للمناطق الخاصة بوقوف السيارات، بالإضافة إلى إنشاء صوبة زراعية تعمل بالطاقة الشمسية وإنشاء نظام لمتابعة نوعية المياه داخل الحرم الجامعي وفحصها".
ويشير إلى أن الطلاب يستطيعون- من خلال هذه المشروعات- إدراك وتقدير فكرة الاستدامة وإعمالها بشكل ملموس في حياتهم اليومية.
وأوضح أن وجود مقر معهد بحوث البيئة المستدامة داخل حرم الجامعة؛ خلق حالة من التفاعل والتكامل بين أبحاث الاستدامة التي يقوم بها المعهد وكل من طلاب الجامعة، وأعضاء هيئة التدريس، والعاملين.
وكمثال لهذا التفاعل، هو تعزيز التواصل بين أعضاء مجتمع الجامعة من خلال تعلم الزراعة العضوية من خلال اطلاق المعهد برنامج "ازرع قطعة أرض" بحرم الجامعة بالقاهرة الجديدة لتشجيع مجتمع الجامعة على زراعة وحصد منتجاتهم الزراعية.
فمن خلال "ازرع قطعة أرض" يمُنح كل بستاني قطعة من الأرض، تحت إشراف محمد وهبة، الباحث بمعهد بحوث البيئة المستدامة، ويكون مسئولا عن قطعة الأرض الخاصة به لمدة فصل دراسي واحد، و لهذا أصبح من المعتاد وجود فاكهة وخضروات موسمية مثل البامية، والفلفل، والخيار، والطماطم، والبطيخ، والفجل، والجرجير بحرم الجامعة يقوم أعضاء مجتمع الجامعة الأمريكية بزراعتها والاعتناء بها. وتابع: "بالنسبة لكثيرين، فإن البرنامج هو بالأساس تجربة تعليمية، فلكل مشترك بالبرنامج خبرات مختلفة". تقول تينا جاسكولسكي، مدير الأبحاث بمعهد بحوث البيئة المستدامة، "يتعلم المشاركون عن طريق التنفيذ، فنحن نريد للجميع أن يشعروا بتجربة الاهتمام بالبيئة, وأن تتسخ أيديهم حيث أنه عمل يتطلب المشاركة الفعلية وليس النظرية." ولتوفير مساحة بالحرم الجامعي حيث تمتزج الزراعة بالتعلم والتدريس، أنشأ معهد بحوث البيئة المستدامة أول سطح أخضر بالتعاون مع مكتب مصلحة الغابات التابع لوزارة الزراعة الأمريكية، ومشروع دي سي جرينوركس. ولهذا السطح- الموجود فوق مبنى المعهد بحرم الجامعة والمغطى بالنباتات والزراعات المقامة فوق سطح غشاء مقاوم للماء- أهدافا اقتصادية، و بيئية وفنية. فالسطح الأخضر يمثل مشروع بحثي تجريبي لاختبار طرق مختلفة للزراعة فوق الأسطح باستخدام الأوعية الخشبية، ونظام الزراعة الأفقي، ونظام الزراعة المائية الذي يعتمد على ري النباتات من حوض الأسماك ثم فلترة ما يتبقى من المياه لتعود للحوض مرة اخرى. وبادر معهد بحوث البيئة المستدامة بإنشاء السطح الأخضر لاختبار امكانية زرع الأسطح في مصر. يتضمن هذا الاختبار فهم التكنولوجيا المختلفة، والنباتات، ومواعيد الري، وصرف المياه، وكيفية حساب الوزن وطرق التعامل مع نظام الزراعية المائية. وسيقوم المعهد بعمل بحث حول اداء النظم المستخدمة في المشروع لقياس اثارها و فوائدها. وسيسهم هذا البحث في الدعاية لزراعة أسطح المباني في مصر ومساعدة آخرين في زراعة أسطحهم والتي لها فوائد عدة، من أهمها الخضروات وتعزيز الأمن الغذائي. تقول جاسكولسكي: " تساهم الأسطح الخضراء ايضا في تحسين جودة الهواء، وتقليل تأثير موجات الحر التي تتعرض لها مدن كبيرة مثل القاهرة، كما تقوم بعمل نظام تبريد طبيعي للغرف التي توجد تحت السطح المزروع". وأضافت جاسكولسكي: " أن تلك الأسطح تمتص الأشعة الشمسية وتعمل كأحواض للكربون، فتمتص ثاني أكسيد الكربون من الهواء، كما توفر بيئة طبيعية للطيور، والنحل والحشرات، إلى جانب تعزيز الشكل الجمالي للسطح."