يلجأ الكثير من الآباء إلى العقاب البدني الذي يتراوح من الضرب البسيط إلى الإيذاء الجسدي لأطفالهم عند خروجهم عن قواعد الأدب والنظام، وهم غير مدركين بخطورة أنواع وأشكال العقاب البدني على نفسية الطفل، فبعضهم يستخدمون بعض أدوات العقاب مثل العصا والأسلاك والأحزمة مما قد يترك أثرا بعيد المدي على شخصية الطفل، حيثُ رأي علماء النفس والتربية أن العقاب البدني يعمل على تفاقم المشكلات النفسية لدى الطفل. ويقول الدكتور محمد عادل الحديدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة المنصورة :"الثواب والعقاب هو نوع من العلاج السلوكي، لابد من وجود ضوابط وشروط معينة ومحددة لتنفيذ العقاب وضبط سلوك الطفل، لعل أهمها أن يكون الطفل لديه قدرة من الوعي والإدراك لإيضاحه بالسلوكيات الخاطئة التي ارتكبها، حيثُ هناك الكثير من الآباء الذين يقعن العقاب على أطفالهم حتي يصل للإيذاء الجسدي الشديد مثل كسر في اليد، أو كسور في العمود الفقري وقد يكون الطفل في سن لم يتمكن من التفرقة بين الصواب والخطأ". ويتابع :"يجب عند افتعال الطفل سلوك حسن أن يُثاب عليه حتي يري الفرق بين الثواب والعقاب، ليحرص دوما على إداء السلوك الحسن". ويضيف :"يوجد نوعين من الثواب هو العيني والنفسي، فالأول يعني جلب للطفل الهدايا والحلوي واللعب لإثابته على سلوك حسن، والثاني يكون من خلال تشجيع الطفل بكلمات إيجابية تزيد من ثقته في نفسه". ويكمل الحديدي :" أما في حالة السلوك المُنفر أو الخاطئ يجب أن يكون العقاب مضاد للإثابة في هذه الحالة، وهي أما سلب لعبه محببة لديه، أو منعه من مشاهدة التلفاز والجلوس أمام الكمبيوتر، أو حرمانه من قضاء الأجازة مع رفاقه وأصدقائه بالمدرسة والنادي، أو توبيخه بكلمات قاسية لفظية". ويشدد على ضرورة إيضاح الطفل بالسلوك الخاطئ الذي ارتكبه، وتعليمه السلوك المرغوب المضاد للخاطئ قبل أن يُعاقب على الخطأ. ويشير إلى أن العقاب البدني دائماً لا يعبر عن مقدار الخطأ بل يعبر عن مقدار انفعال الأب أو الأم، وعدم قدرتهم على التحكم في أنفعالاتهم، وقلة حيلتهم في توجيه أطفالهم، بخلاف الآثار السيئة المترتبة على الإيذاء الجسدي للطفل. ويوضح الدكتور محمد عادل الحديدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة المنصورة، أن مخاطر العقاب البدني على نفسية الطفل وشخصيته، منها انتيابه بالخوف والانكسار أو فقدان الثقة في النفس وهي من أحد العوامل التي تزيد من تفاقم المشكلات النفسية لديه مثل التبول اللإرادي، وسرقة الأطفال، والعدوانية والعنف مع رفاقه بالمدرسة، وهنا يتحول الطفل لشخص أنطوائي غير قادر على تكوين صداقات اجتماعية. لافتا إلى أن العقاب البدني يولد الكراهية والعناد والتحدي وأحيانا الإصرار على الخطأ، حيثُ أن الطفل الذي يتلقى عقاباً بدنياً قد يصبح متبلد الشعور والإحساس.