في واحدة من المواجهات المصيرية، يدخل الفريق الأول لكرة القدم بنادي سموحة، في تمام الرابعة مساءً، اختباراً إفريقياً جديداً، عندما يواجه فريق ليوبار في مباراة الإياب لدور ال16 لبطولة دوري أبطال إفريقيا، التي ستجمع الفريقين على ستاد الإسكندرية دون حضور جماهيري وبقيادة تحكيمية سودانية. يدخل سموحة المباراة، ولا بديل أمامه سوى الفوز بفارق هدفين للمرور إلى دوري المجموعات، على الأقل الفوز بنفس نتيجة مباراة الذهاب في مدينة دوليسيه الكونغولية، وهو الفوز بهدف نظيف حتى يتمكن من الوصول إلى ركلات الترجيح من نقطة الجزاء لتحقيق إنجاز تاريخي وهو الصعود إلى دوري المجموعات للبطولة الأقوى والأشهر في القارة الإفريقية.
مباراة العودة بالاسكندرية ستكون في منتهى الصعوبة للفريقين.. فريق ليوبار الكونغولي حامل لقب بطولة كأس الكونفيدرالية عام 2012، يتمتع بخطي وسط وهجوم جيدين وبه لاعبون على أعلى مستوى، على عكس خط الدفاع الذي يعاني من الثغرات التي يمكن من خلالها ان يصل مهاجمو سموحة إلى مرماه بسهولة، وهو ما كان يمكن ان يحدث في مباراة الذهاب، حيث أهدر هيرمان كواو وعمرو المنوفي اكثر من فرصة هائلة للتسجيل كانت كفيلة بجعل الموقف أسهل كثيرا في مباراة العودة.
أما سموحة فمطالب بخوض المباراة بالكثير من التوازن بين الدفاع والهجوم، حتى يتجنب تسجيل أهداف في مرماه، بينما يمكنه التسجيل في أي وقت من التسعين دقيقة، وهي نفس الاستراتيجية التكتيكية التي اعتمد عليها المدير الفني حلمي طولان في مباراتي أهلي طرابلس الليبي وأنيمبا النيجيري، اللتين كان خلالهما سموحة في الموقف نفسه بعدما خسر مباراة الذهاب بتونس بهدف نظيف، وفي مباراة آبا بهدف.
يسعى حلمي طولان لمفاجأة ليوبار بتشكيلة جديدة، حيث سيعود لتشكيلة سموحة في مباراة العودة عدد من اللاعبين المؤثرين الذين لم يشاركوا في مباراة الذهاب في آبا في مقدمتهم السيد فريد المدافع القوي ليكون بجوار الدولي ياسر إبراهيم، وأيضا ربما يدفع طولان باللاعب الإيفواري مانسو كواو ليكون جبهة قوية في الجانب الإيمن مع أحمد فوزي، حيث يتمتع مانسو بالسرعة الكبيرة على طرفي الملعب إلى جانب قوته البدنية وهو ما يعد نقطة قوة كبيرة لسموحة وأيضا سيوجد في التشكيلة الأساسية أو الاحتياطية الثلاثي هاني العجيزي وعلاء علي وإسلام عبدالنعيم وهم قوة هجومية كبيرة وأوراق على دكة البدلاء يستطيع طولان الدفع بهم في أي وقت من المباراة وإلى جانبهم المتألق محمد ماجد (اونش)، كما ستكون مشاركة الرائع أيمن اشرف في مركز الظهير الأيسر مفاجأة للفريق الكونغولي بعدما شارك في مركز قلب الدفاع اضطرارياً في مباراة الذهاب.
أيضا سيكون أمام طولان فرصة الاستفادة من المستوى الرائع الذي يقدمه ثلاثي قلب الوسط إبراهيم عبدالخالق وأحمد نبيل (مانجا)، أحد ابرز لاعبي سموحة في المباريات الأخيرة لبطولة الدوري، إلى جانب مصطفى طلعت الذي دائما ما يمثل إضافة قوية عندما يشارك في الوقت الذي يحتاجه فيه الفريق.
وعلى رغم اكتفاء سموحة بالتدريبات العادية لأربعة أيام عقب مباراة المصري بالإسماعيلية، إلا ان الجهاز الفني نجح خلالها في تحفيظ اللاعبين عدداً من الخطط التكتيكية لضرب دفاعات ليوبار بعد متابعته مباراة الذهاب، وأيضا سيكون للمدافعين دور كبير في إيقاف هجمات الفريق النيجيري ومنع تقدمهم نحو مرمى سموحة الذي سيتولى حراسته المهدي سليمان المتألق، الذي يؤدي مباريات كبيرة منذ ان تولى حلمي طولان تدريب الفريق السكندري ويعتمد عليه مدرب حراس المرمى خالد مصطفى بشكل شبه مستمر.
حلمي طولان في تصريحات خاصة ل(الوفد) عقب التدريب الرئيسي لسموحة أكد أن المباراة صعبة للغاية وأن القرعة لم تكن أبداً رحيمة بسموحة الوافد الجديد على القارة الإفريقية، حيث واجه فريقاً صعباً وشرساً هو أهلي طرابلس الليبي، ثم كانت المواجهة الأصعب أمام أنيمبا النيجيري، أحد أبرز الفرق المرشحة للقب في نسخة 2015، بعدما قام بتدعيم صفوفه بعدد من اللاعبين من أجل المنافسة الجادة على البطولة، ثم أخيرا ليوبار المسيطر على الساحة في بلاده، وأحد اقوى الفرق على الساحة الإفريقية في السنوات الأخيرة.