سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
7 آلاف قتيل وجريح ضحايا الزلزال المدمر بينهم 53 في الهند و17 في التبت الصينية زلزال جديد يثير الرعب في نيبال
تضامن دولي مع «كاتماندو» .. وعمليات الإنقاذ تواجه صعوبات
تعرضت نيبال لهزة ارتدادية جديدة أمس وقعت شمال شرق العاصمة «كاتماندو» بالقرب من الحدود الصينية وعلى عمق 10 كيلومترات أدت إلي خروج السكان إلى الشوارع مذعورين، وذلك بعد يوم من زلزال هائل خلف أكثر من 2000 قتيل. بلغت شدة الهزة 6.7 درجة، وجاءت في الوقت الذي بدأت فيه إمدادات الإغاثة والأطباء وعمال الإنقاذ يصلون جواً من الدول المجاورة إلى الدولة الفقيرة الواقعة في جبال الهيمالايا. كان زلزال السبت قد بلغت شدته 7.8 درجة، ووصل من كاتماندو إلى القرى الصغيرة وسفوح قمة إيفرست، ما تسبب في حدوث انهيار جليدي دفن جزءا من معسكر مليء بالمتسلقين الأجانب الذين كانوا يستعدون لصعود القمة. وقتل ما لا يقل عن 17 شخصا هناك وأصيب 61، والزلزال يعد أسوأ زلزال يضرب الدولة الفقيرة منذ 80 عاماً، ودمر مساحات من أقدم أحياء العاصمة كاتماندو، وكان قويا لدرجة أنه كان محسوسا في جميع أنحاء الهند، وبنجلادش، ومنطقة التبت التابعة للصين وباكستان. وأعلنت السلطات مقتل 2000 شخص على الأقل، 60 منهم خارج نيبال، و721 منهم على الأقل لقوا حتفهم في العاصمة كاتماندو وحدها. كما أصيب 5000 شخص على الأقل في نيبال. ويبذل رجال الإنقاذ الذين يواجهون دماراً هائلاً وصعوبات في الاتصالات، جهودا شاقة للعثور على ناجين. وقال المتحدث باسم الشرطة الوطنية كمال سينج بان، إن العدد المسجل للقتلى في نيبال ارتفع الى 1953 شخصاً فيما قال مسئولون في الهند إن عدد القتلى وصل الى 53، وقالت وسائل الإعلام الصينية ان 17 شخصاً قتلوا في التبت. ويتوقع ان ترتفع حصيلة الضحايا بينما تواجه وكالات العمل الانساني صعوبات في تقييم حجم الدمار والاحتياجات. وقال مسئول في المنظمة غير الحكومية اطباء بلا حدود «نحاول تقييم حجم الكارثة». وفي ايفرست ادى الزلزال الى حدوث انهيار ثلجي قتل فيه 17 شخصا حسب حصيلة قد ترتفع، قدمها مسئول في قطاع السياحة النيبالي. وتمكنت 6 مروحيات من الهبوط في المخيم الاساسي لمتسلقي الجبل لانقاذ ضحايا الانهيار الثلجي. وقالت مسئولة مكتب وكالة فرانس برس في النيبال امو كانامبيلي ان المروحيات هبطت في المخيم بفضل تحسن الاحوال الجوية. وكتبت في رسالة نصية ان «الناس كانوا ممددين على نقالات اثناء هبوط المروحيات. واوضح شينجشي تامورا الذي يعمل مرشدا في شركة هيمكس تور أن نحو 40 شخصا على الاقل جرحوا في الانهيار الثلجي الذي نجم عن الزلزال. وقال «لا أحد يعرف عدد المفقودين. وقال المعهد الامريكي للجيوفيزياء إن الزلزال وقع على بعد حوالى 80 كيلومترا شمال غرب كاتماندو. واثارت هزات جديدة حدثت ليلا قلق السكان. واكتظت المستشفيات بالجرحى الذين يعانون من كسور واصابات اخرى. وأكد مدير مطار كاتماندو الدولي بيريندرا براساد شريسثا أن الزلزال ادى الى قطع الطرق السريعة في العاصمة وسبب اضرارا جسيمة في المطار الذي اغلق «لاسباب امنية». وعبر الصليب الاحمر عن قلقه على مصير القرويين في المناطق الريفية النائية القريبة من مركز الزلزال. وقال مسئول الصليب الاحمر في المنطقة جاجان شاباجين ان الطرق هناك ايضا تضررت او سدت بسبب حوادث انزلاق في التربة، وشبكة الاتصالات الهاتفية معطلة. وصرح راميشوور دانجال مدير المكتب الوطني لادارة الكوارث الطبيعية «نقوم بحشد كل مواردنا من اجل عمليات الانقاذ ومساعدة النازحين»، بينما تتوقع هيئة الارصاد الجوية امطارا غزيرة في كاتماندو. وقالت المنظمة غير الحكومية اوكسفام ان الاتصالات والكهرباء والمياه قطعت. وأكدت مديرة مكتب المنظمة في النيبال سيسيليا كايزر ان اوكسفام «تستعد لجلب مياه الشرب والمواد الاساسية» للسكان. وأعلنت الولاياتالمتحدة ارسال فرق للانقاذ وتخصيص مليون دولار للمساعدات. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري «نعبر عن تعاطفنا مع شعوب النيبال والمناطق المتضررة بهذه المأساة». وأرسلت الهند حيث قتل 53 شخصا في الزلزال نفسه، طائرتي نقل عسكريتين. وفي كل المنطقة عرضت السلطات السريلانكية والباكستانية واليابانية وكذلك نيوزيلندا واستراليا تقديم المساعدة. وارسلت الصين فريقا من 62 متخصصا في عمليات البحث والانقاذ مزودين ب 6 كلاب بوليسية ومعدات طبية واغاثية، كما افادت وكالة انباء الصين الجديدة «شينخوا» الرسمية. وقالت الوكالة ان 17 شخصا قتلوا في الزلزال في التيبت. واعلنت حكومة سنغافورة عن ارسال فريق من 55 من رجال الانقاذ. أما استراليا، فقد خصصت 5 ملايين دولار استرالي «3.5 مليون يورو» للمساعدات بينما قدمت نيوزيلندا مليون دولار نيوزيلندي «700 الف يورو». واعلن الاتحاد الاوروبي ان خبراءه في طريقهم الى المناطق المتضررة. وقال في بيان ان «عدد الضحايا وحجم الاضرار مازال مجهولين لكن يتوقع ان تكون كبيرة على صعيد الاضرار البشرية والتراث الثقافي على حد سواء». وفي لندن قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه «نبأ محزن» واعلن ان بريطانيا ارسلت فريقا من خبراء العمل الانساني «سيفعل ما بوسعه لمساعدة العالقين». واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان بلاده مستعدة «للاستجابة لطلبات الاغاثة والمساعدة» التي قد تصلها من النيبال، بينما أكدت منظمة «العمل ضد الجوع» الفرنسية غير الحكومية انها ارسلت طواقم اغاثة الى المناطق المنكوبة «لتقييم حجم الاضرار والاحتياجات». وقدمت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل «تعازيها» الى رئيس الوزراء النيبالي سوشيل كوارالا، مؤكدة استعداد حكومتها لمساعدة البلد المنكوب. ووعدت النروج بالمساهمة بمبلغ 30 مليون كورونا «3.5 مليون يورو» في جهود الاغاثة الانسانية وقالت انها يمكن أن ازيد هذه المساعدة عندما يتوفر المزيد من المعلومات عن الوضع.