يتوجه اليوم أكثر من 13 مليون ناخب سوداني إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لبلادهم، واختيار ممثليهم في المجلس التشريعي على مدار 3 أيام . وتزيد المراكز علي 10 آلاف في شتى أنحاء السودان. وسيصوت الناخبون على 7 بطاقات الأولى خاصة بمنصب رئاسة الجمهورية الذي يتنافس عليه 15 مرشحا بجانب الرئيس عمر البشير وأغلبهم مستقلون ولا يشكل أي منهم تهديدا جديا له. وتشمل عملية التصويت3 بطاقات خاصة بالبرلمان الأولى للدوائر الجغرافية والثانية للقوائم الحزبية النسبية والثالثة لقوائم المرأة التي تستحوذ على 25 % من مقاعد البرلمان بنص الدستور. كما توجد ثلاث بطاقات مماثلة لانتخاب مجالس تشريعية للولايات البالغ عددها 18 ولاية. بينما تبقى مسألة الإقبال على مكاتب الاقتراع واحدا من أبرز الرهانات المطروحة. فيما تقاطع فصائل المعارضة الرئيسية، العملية وسط توقعات بأن يكتسحها الرئيس الحالي عمر البشير وأن يهيمن حزبه على مقاعد البرلمان. وتقتصر المشاركة في الانتخابات على حزب المؤتمر الوطني الحاكم برئاسة البشير وأحزاب أخرى متحالفة أصلا معه وتفتقر غالبيتها لشعبية تؤهلها لإحداث تغيير في هياكل السلطة.واعلنت مفوضية الانتخابات مشاركة 44 حزبا ستشارك في العملية من أصل 88 حزبا معتمدا لدى مجلس شئون الأحزاب، وهو الجهة المناط بها تنظيم عمل الأحزاب في السودان، كما تشارك حركات وتيارات أخرى في الانتخابات العامة. وينبثق حزب المؤتمر الوطني، عن الحركة الإسلامية التي ينظر لها كامتداد لجماعة الإخوان في مصر، ووصلت إلى السلطة عبر انقلاب عسكري نفذه موالون لها في الجيش على رأسهم البشير في 1989. ومن أبرز حلفاء الحزب الحاكم المشاركين في الانتخابات هو الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وهو من أعرق الأحزاب السودانية ويعود له الفضل في نيل البلاد استقلالها من الحكم الإنجليزي في 1956 وحاز على ثاني أكبر كتلة برلمانية في انتخابات 1986 .وعانى الحزب خلال العقدين الماضيين من انشقاقات فاقمها قرار زعيمه، محمد عثمان الميرغني، مصالحة النظام والمشاركة بالحكومة في نهاية 2011 حيث تناهض ذلك غالبية قيادات وقواعد الحزب. والميرغني هو مرشد الطريقة الختمية، إحدي أكثر الطرق الصوفية تأثيرا في البالسودان ويعتبر حزبه تاريخيا ائتلافاً بين طائفته ومثقفين ورجال أعمال ويتمتع بنفوذ طاغي في شمال وشرق السودان. ومن حلفاء الحزب الحاكم الذين سيشاركون أيضا في الانتخابات الحزب الاتحادي الديمقراطي، بقيادة جلال الدقير، وهو منشق عن حزب الميرغني ويشغل الآن منصب مساعد البشير. وتشارك في الانتخابات أيضا أحزاب الأمة الوطني، بقيادة عبد الله مسار، وحزب الأمة الفدرالي، بقيادة بابكر نهار، وحزب الأمة/ القيادة الجماعية، بقيادة الصادق الهادي، وثلاثتها منشقة من حزب الأمة القومي أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد. وتنافس هذه الأحزاب فقط على عضوية البرلمان وتدعم ترشيح البشير لولاية جديدة من 5 سنوات. ويوجد عدد قليل من أحزاب المعارضة الصغيرة تشارك في الانتخابات أبرزها حزب الحقيقة الفيدرالي، بقيادة فضل السيد شعيب، وحزب الاتحاد الاشتراكي، الذي ترأسه فاطمة عبد المحمود، وهو الحزب الحاكم، خلال عهد الحاكم العسكري الأسبق، جعفر نميري، الذي أطاحت به انتفاضة شعبية في 1985 بعد 16 عاما قضاها في السلطة.ويعتبرعبد المحمود وشعيب من بين 15 مرشحا رئاسيا ينافسون البشير للفوز بمنصب الرئاسة لكن دون تهديد جدي له. ودفعت وزارة الداخلية السودانية وبالتنسيق مع المفوضية القومية للانتخابات ولجانها العليا بالولايات، بأكثر من 70 ألفا من الضباط وضباط الصف والجنود الذين تم تدريبهم نوعيا لتأمين الانتخابات. وأكد وزير الداخلية السوداني، الفريق الركن عصمت عبد الرحمن، أن تأمين العملية الانتخابية ضرورة أملاها الدستور والقانون وتمكين للمواطن من ممارسة حقه الدستوري لاختيار قيادته،.