الجميع ينتظر حفلته الغنائية بشوق كبير فلا يوجد غير "ملك" واحد فى الوطن العربى يعشقه الملايين يهرولون خلفه أينما ذهب كالمجانين، يمكن أن يفعلوا أى شيء فقط من أجل مشاهدته يضحك ويرقص ويشدو أمامهم، هو الفنان محمد منير الذى يمكنه أن يلهب حماس الملايين بكلمة واحدة "ويررررى" على نغمات المايسترو عبد الله حلمى عازف الناى فى فرقته. ويستغل البعض حب الملايين لمنير ورغبتهم فى حضور حفلته، من أجل جمع الأرباح، بعد أن رفع المنظمون قيمة تذكرتها ل 150 جنيه، أملًا فى السيطرة على عدد الحضور، ليخرج الحفل فى منظر زاهى، بعد أن وصل عدد الجماهير فى حفل العين السخنة العام قبل الماضى لما يقرب من نصف مليون شخص، الأمر الذى جعل الحفل يخرج عن السيطرة و يشهد حالات تحرش و عنف كبيرة جدًا. وتعد "التذاكر المزورة" أبرز حيل المستغلين للكسب من وراء عشاق منير وسبب أساسى للمنازعات أمام بوابات حفلاته، فالجمهور لا يمكنه أن يفرق بين التذكرة الأصلية والمزورة و يشتريها دون علم، وفى زخم الحفل يمنعهم المنظمون خوفًا من تكرار المشاهد السابقة ليصر أصحاب هذه التذاكر على الدخول وتبدأ المناوشات. ومع اقتراب حفل الفنان محمد منير القادم، والمقرر عقده فى الثانى عشر من الشهر الجارى احتفالاً بأعياد شم النسيم، اخترقت"بوابة الوفد" الأماكن التى تشرف على تزوير هذه التذاكر. البداية تبدأ القصة عندما تعرف "محرر الوفد" على أحد المتخصصين فى بيع تذاكر حفلة محمد منير وتنظيم الحفل بواسطة عدد من الأتوبيسات عن طريق موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، ويحدد سعر الترحال والتذكرة معا إلى 130 جنيه، فى حين أن سعر التذكرة الأصلية وحده تخطى هذا الرقم. وبسؤال هذا الشخص عن فارق السعر الكبير لم ينكر أن التذكرة مزورة، وأكد أنه لن يتم كشفها من قبل منظمين الحفل، لافتًا أن تزوير التذكرة فائق الجودة وتم بعناية شديدة ليتم محو جميع الاختلافات بين التذكرة الأصلية والمزورة. الحقيقة وبعد نقاشات كثيرة، أوهم محرر الوفد الشخص المزور أن لديه مبلغ مالى يريد أن يستغله فى هذه العملية لكسب سريع، الأمر الذى قوبل بالرفض من الشخص الآخر لكن بعد جلسات عديدة وافق فى مقابل أن يكون هو الوسيط فى التذكرة وباتفاق مسبق على عمولته الشخصية فى حين يحضر محرر الوفد جميع جلسات التزوير لحظة بلحظة وتم الاتفاق على يوم محدد يسبق الحفل بفترة لإقامة هذه العميلة. تزوير بمكتبة جامعية وفى ليلة عقبت إعلان منظمى الحفل عن منافذ بيع التذاكر الأصلية، جاء الوقت المحدد فى منطقة "بين السرايات" من ناحية باب كلية التجارة جامعة القاهرة وانتقلنا لنقابل صاحب مكتبة في بين السرايات ويدور الحديث الآتي: صاحب المكتبة: مين دا المزور: متقلقش دا صاحبى ومعانا صاحب المكتبة: جبت التذكرة الأصلية اللى هنطلع عليها المزور يرد: كله تمام اكتشفنا أنه يتم تزوير تذاكر حفلة منير باستخدام عدد من ماكينات التصوير عالية الجودة وبرامج الكومبيوتر الحديثة ومواد ورقية تشبه مواد التذكرة الخاصة بحفلة منير من خلال معرفة ودراسة التذكرة أصلية، ويقوم صاحب المكتبة بتنفيذ طلبات المزور طمعًا فى مكسب سريع وسهل حيث تصل تكلفة التذكرة المزورة 3 جنيهات ويتم بيعها مقابل 25 جنيه، ولكن بشرط قطع أى صلة للمكتبة بهذه التذاكر خوفًا من الأجهزة الأمنية. فيما أكد المزور الذى تتحفظ"بوابة الوفد" على ذكر اسمه، أن هناك الكثيرين من الأشخاص الذين يعملون بنفس الطريقة ويحققون أرباحًا خرافية تصل إلى آلاف الجنيهات من بيع هذه التذاكر، لافتًا إلى أن الجميع يعشق منير ويدفعون كثيرًا للمشاركة بحفلاته، مضيفًا أن التذاكر المتبقية يتم بيعها قبل الحفل بساعات قليلة أمام البوابات مقابل 25 جنيه أى أرخص بكثير من سعر التذكرة الأصلية. وعن إمكانية اكتشاف هذه التذاكر المزورة، قال المزور: "الحفلة بيبقى فيها ناس كتير وفى الأخر كله بيدخل." جدير بالذكر أنه تم ضبط كميات كبيرة من التذاكر المزورة إبان حفل الفنان الكبير محمد منير الماضية بجامعة الأهرام الكندية وتم تحويل المسئولين عن بيعها خارج وداخل مقر الجامعة إلى التحقيق مع الشئون القانونية والأمن.