(إنجريد بيرجمان) المرأة الأيقونة ذات الجمال الخاص.. المثيرة دوماً للجدل طوال حياتها... التى يحتفل العالم فى سبتمبر القادم بمرور مائة عام على ميلادها، قررت الدورة الثامنة والستين لمهرجان كان (13 إلى 24 مايو 2015) تكريمها من خلال ملصق هذه السنة.. ونجمة هوليوود إنجريد بيرجمان رمز عصرى وامرأة متحررة ومقدامة ورمز للواقعية الجديدة. لقد كانت تغير الأدوار والبلدان التى تبنتها حيثما تأخذها أهواؤها دون أن يؤثر ذلك على جوهر أناقتها وبساطتها... ومن المعروف أنها ترأست لجنة التحكيم سنة 1973... ابنتها «إيزابيلا روسيلينى» أعربت عن سعادتها بالتكريم قائلة: «لقد تأثرت عائلتى وأنا باختيار مهرجان كان أمنا الرائعة للملصق الرسمى لإحياء الذكرى المئوية على ميلادها»، وأضافت: «لقد غطت مسيرتها الفنية المميزة دولاً عديدة، من أصغر الأفلام الأوروبية المستقلة إلى إنتاجات هوليوود الكبرى. لقد كانت أمى تعشق عملها كممثلة، وكان التمثيل بالنسبة لها موهبة وليس مهنة. وكما كانت تقول «لم أختر التمثيل بل إن التمثيل هو الذى اختارنى»، ولقد صمم شعار هذا العام استناداً على صورة لدافيد سيمور، المؤسس الشريك لوكالة ماجنوم، الذى صمم شعار السنة الماضية المميز، ومرة أخرى بتصميم هذه السنة بمساعدة مصمم الجرافيك جيل فرابيى. كما قام بإنتاج فيلم متحرك استناداً على الملصق حيث اختار موضوعاً موسيقياً للمهرجان، «The Carnival of the Animals» لكاميل سانت سايانس بتنسيق موسيقيين سويديين، باتريك أندرسون وأندرياس سودرستروم... ولن يتوقف التكريم عند ذلك حيث سيتم عرض فيلم إنجريد بيرجمان الوثائقى in Her Own Words لستيج بيوركمان (صاحب كتب وأفلام وثائقية عن وودى ألن وإنجريد برجمان) فى كلاسيكيات كان. وبهذا الملصق يشارك مهرجان كان فى «Ingrid Bergman Tribute»، الذى ستنظمه إيزابيلا روسيلينى فى سبتمبر المقبل للاحتفال بالذكرى المئوية على ميلاد أمها. والذى يضم عرضا من إخراج جيدو تورلونيا ولودوفيكا دميانى معتمدا على مقتبسات من أفلامها ومراسلاتها مع زوجها روبرتو روسيلينى. ويعرض فى المدن الخمس الرئسية فى حياة إنجريد برجمان: ستوكهولم، روما، باريس، لندن، نيويورك.. إنجريد بيرجمان ممثلة سويدية حصلت على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة رئيسية مرتين الأولى فى عام 1944 فى فيلم جازلايت، والثانية عام 1956 فى فيلم أناستازيا وحصلت على جائزة أفضل ممثلة ثانوية مرة واحدة عام 1974 فى فيلم «قتل فى قطار الشرق السريع»، من إخراج زوجها روسيلينى وقامت ببطولة العديد من أفلامه، كما أنجبت منه توأمين (إناث) وصبى، واحدة منهم هى الممثلة الإيطالية إيزابيلا روسيلينى بدأت ممارسة التمثيل فى السابعة عشرة من عمرها فى المسرح الملكى فى ستوكهولم. والتحقت بعد نيلها الشهادة الثانوية، عام 1933، فى «المعهد الملكى للدراما»، وقامت بأول بطولة سينمائية لها فى السويد بعد عام واحد فى فيلم «الكونت من جسر الراهب» (1934)، ثم حققت نجاحها الكبير الأول فى فيلم «إنترمتزو» (1936) للمخرج جوستاف. بعد نجاحها الكبير أوروبياً رحلت إلى أمريكا ومثلت العديد من الأفلام. منها «آدم له أربعة أبناء» (1941)، و«غضب فى السماء» (1941) و«الدكتور جيكل والسيد هايد» (1942) وشاركت برجمان فى بطولة أفلام كثيرة مع ممثلين شهيرين مثل «كازابلانكا» (1942) مع الممثل همفرى بوجارت للمخرج مايكل كورتيز، وفيلم «لمن تقرع الأجراس» (1943) مع الممثل جارى كوبر. ونالت أول جائزة أوسكار عن دورها فى فيلم «المصباح الغازى» (1944) مع الممثل شارل بواييه للمخرج جورج كيوكر، وظهرت كذلك بدور راهبة فى فيلم «أجراس القديسة ميرى» (1945) مع الممثل بينغ كروسبى، وقامت بدور البطولة فى فيلم «المأخوذ» (1945) مع الممثل جريجورى بيك، وفى فيلم «سيئ السمعة» (1946) مع الممثل كارى غرانت والفيلمان الأخيران من إخراج ألفريد هتشكوك. بدأت إنجريد بيرجمان بالتعاقد مع شركات أفلام مختلفة، فظهرت بدور بائعة هوى فى فيلم «قوس النصر» (1948) وقامت ببطولة فيلم «جان دارك» (1948)، الذى جلب لها شهرة واسعة، وقامت بتأدية قصته على مسارح برودواى. وكان آخر أفلامها مع هتشكوك بعنوان «تحت برج الجدى» (1949)، وصارت النجمة السينمائية الأكثر شعبية فى هوليود. شهدت حياة برجمان، عام 1949، تحولاً اجتماعياً وفنياً حين انفصلت عن زوجها الدكتور بيتر ليندستورم واقترنت بالمخرج الإيطالى الشهير روبرتو روسيلينى وقامت برجمان بالتمثيل فى ستة أفلام، من إخراج زوجها، متفاوتة المستوى الفنى. إلا أن زواجها من روسيلينى جلب عليها نقمة فى الأوساط الفنية والشعبية الأمريكية، فقاطعتها السينما الأمريكية مدة سبع سنوات، عادت بعدها تلمع نجمة شهيرة منذ ظهورها فى فيلم «باريس تفعل أشياء عجيبة» (1956) للمخرج جان رينوار. وتألقت فى هوليوود من جديد فى فيلمها الشهير «أنستازيا» (1956) الذى نالت عليه ثانى أوسكار لها أفضل ممثلة. وفى عام 1958 انفصلت عن روسيلينى، واقترنت بالمنتج المسرحى لارس شميت ونشطت للمسرح والتليفزيون مع تفاوت فى المستوى الفنى لأفلامها. استطاعت أن تحرز انتصارين سينمائيين مهمين فى فيلمى «جريمة فى قطار الشرق السريع» (1974) الذى نالت عليه أوسكار ثالثاً لأفضل ممثلة مساعدة، و«سوناتا الخريف» مع النجمة ليف أولمان من إخراج إنجمار برجمان. ومن المعروف أنها تزوجت الدكتور بيتر لند ستورم وطلقته من اجل روبرتو روسيلينى، المخرج الإيطالى الذى دخل حياتها فجأة فقالت له سأتبعك الى نهاية العالم! واصبحت أماً لثلاثة أطفال منه. ولكن قصة الغرام انتهت بعد أن اكتشفت الأم أن زوجها يخونها مع سيدة هندية..! وتعرضت «برجمان» لحملات عنيفة فى الصحف وهاجم رجال الدين الأم التى هربت من زوجها الأول مع عشيقها الإيطالى. ثم تزوجت لارس شميدت... كان عام 1975 حاسماً فى حياتها والأكثر ألماً لها ففيه انفصلت عن زوجها لارس شمت، واكتشفت أنها مريضة بسرطان الثدى وقدمت فيه فيلمها الأخير (سوناتا الخريف) والذى تناول العلاقة المضطربة بين أم وابنتها. حيث تقوم عازفة البيانو الشهيرة شارلوت (إنجريد بيرجمان) لأول مرة منذ سبع سنوات بزيارة ابنتها إيفا (ليف أولمان) المتزوجة من كاهن فى منطقة ريفية. بينما تحاول كل من شارلوت وإيفا جهدهما أن تتصرفا على نحو لائق، إلا أنه من الواضح وجود فجوة عاطفية عميقة بين السيدتين. فإيفا مستاءة من والدتها لأنها لم تلق منها العناية الكافية عندما كانت طفلة، وتشعر بأن أمها كانت مهتمة أكثر بمهنتها وبابنتها الأخرى هيلينا (لينا نايمان) المعاقة التى لا تستطيع التواصل مع الآخرين إلا بواسطة أصوات غير محددة أو معبرة يغلب عليها الضوضاء والضجيج. أما الأم فلا تشعر بالارتياح لأن هيلينا تعيش مع إيفا التى لم تتعاف بعد جراء الانهيار العاطفى نتيجة وفاة زوجها مؤخراً.... أما آخر أدوار «أنجريد بيرجمان» التمثيلية فكان فى عام 1982 فى المسلسل التليفزيونى القصير (امرأة تدعى جولدا) حيث جسدت شخصة جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل السابقة، وهو الدور الذى فازت عنه بجائزتين هما جائزة (ايمى) وجائزة الجولدن جلوب.. وفى عيد ميلادها السابع والستين عام 1982خسرت انجريد معركتها مع سرطان الثدى والتى دامت سبع سنوات وماتت فى منزلها فى لندن. وتم تشييعها من كنيسة سويدية فى غرب لندن، وجمع رفاتها المحترق وتم نثر ترابه على شاطئ السويد فيما احتفظوا بالقليل منه لكى يُودع مقبرة كنيسة سويدية اسمها ( نورا بيجرافنينجسبلاسن). حنان أبوالضياء