يواصل "التحالف العربي" هجماته الجوية والبحرية على معاقل زعماء جماعة الحوثيين فى اليمن، والتى أسفر عنها تكبيدهم الكثير من الخسائر، ومع استمرارالضربات الجوية التى يوجهها "التحالف العربي"، تعالت بعض الأصوات التى تطالب بالتدخل البري في اليمن لحزم الموقف . وعلق عدد من الخبراء العسكريين على تلك المطالبات بأن التدخل البري بات حاجة ملحة للقضاء على الحوثيين، على الرغم من الخسائر التى ستلحق بالقوات البرية للتحالف العربي، مؤكدين أن عدم استجابة مليشيات الحوثيين هى السبب الأساسي الذى سيدفع دول التحالف الى التدخل برياً . وفي هذا السياق.. قال اللواء يسري قنديل الخبير الاستراتيجى، إن تقييم أداء "عاصفة الحزم" التى شنتها الدول العربية لا يمكن أن يتم خلال هذا الفترة، خاصة أن العملية مازالت فى بدايتها، مشيرا إلى أن الصراع مع جماعات الارهاب يختلف عن مواجهة القوى النظامية . وأكد قنديل فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، اليوم الخميس، ان الحوثيين يسعون الى الاستيلاء على الحكم فى اليمن بدعم من الخارج، لافتاً الى ان الصراع مع الحوثيين ليس مسلحا فقط بل مادى وعقائدى، مضيفا أن المواجهات بين التحالف العربي والحوثيين تحتاج الى عمليات خاصة ونظام قوى يعتمد على الضربات الاستباقية حتى يستطيعوا القضاء عليهم واستعادة اليمن بالكامل . وعن التدخل البري، أوضح الخبير الاستراتيجى أن هذه الخطوة ستسفرعن قتل الكثير من المدنيين، مؤكداً على ضرورة وجود تخطيط جيد بين الدول العربية حتى لا يؤدى التدخل البري الى استنزاف القوات العسكرية، فضلا عن تغيير أساليب القتال . وطالب اللواء جمال مظلوم، المدير السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة، بإعادة النظر فى الهجوم البري على اليمن، نظراً لصعوبة تنفيذها على أرض الواقع، مشيرا إلى انه سيؤدى إلى خسائر فادحة لن تسطيع الدول تحملها . وأشار المدير السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة، أن عاصفة الحزم لم تحقق هدفها المرجى منها حتى الآن، لافتا إلى أن مصر ستتدخل عسكرياً في اليمن إذا سيطرت جماعة الحوثي على باب المندب، مؤكدا أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في حال هددت إيران الملاحة الدولية في البحر الأحمر، لأنه تهديد لعدة دول بالمنطقة. وفى سياق متصل، لفت اللواء حمدى بخيت الخبير العسكري والاستراتيجي، الى أن التدخل البري يتوقف على مدى استجابة الحوثيين للجلوس على مائدة المفاوضات ، مشيرا إلى أن إصرارهم على الاستمرار فى المقاومة سيؤدى الى استمرار الهجوم على معاقلهم . و أضاف الخبير العسكرى والأستراتيجى، أن الهجوم البري يكون فى حالة استمرار تعنت جماعات الحوثيين وعدم استجابتهم لدعوات وقف العنف، موضحا أن حسم هذه القضية يحسم الكثير من القضايا المستقبلية، متابعا أن الحوثيين طائفة يتم استغلالهاعلى خلفية دينية لتنفيذ المصالح الاجنبية مثل الاخوان فى مصر وليبيا . وأكد بخيت، ان عاصفة الحزم حققت أهدافا كثيرة لكنها لم تحقق الهدف النهائي لها. ومن جانبه أكد اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات العامة الأسبق، أن التدخل البري فى اليمن يجب ان يكون لدعم موقف معين، لافتا إلى التدخل البري لن ينشيء مواقف جديدة فى حالة عدم وجود قوات تدعمه، مطالباً بضرورة توازن حقيقى بين قوات الحوثيين وقوات الرئيس الحالى لليمن هادى عبدربه . وأضاف وكيل المخابرات العامة الأسبق، أن مكاسب عاصفة الحزم ستتأخر نظرا لطبيعة الموقف فى اليمن، مشيرا إلى أن الضربات الجوية لن تحسم الموقف لأن طبيعية التضاريس اليمنية تمنع تحقيق أى مكاسب دون تدخل برى، موضحا أنه على قدر أهمية الضربات البرية ستكون الخسائر التى ستلحق بالمهاجمين.