توجهت لحضور الجمعية العمومية لنادى الوطنية والعظماء.. النادى الأهلى تذكرت وأنا على بوابة النادى ما حدث فى آخر جمعية عمومية حيث تحدث أحد السادة الحضور بصوت مرتفع يهاجمنى شخصيا لانتقادى للمجلس فى كتاباتى وشعرت آنذاك بالضيق والتوتر لأننى لم أتعرض لمثل هذا الموقف طوال حياتى. وعند عودتى للمنزل اتصلت بالأستاذ الحصرى - وهو شخصية محترمة - كان يجلس بجوار هذا الشخص للاستعلام عن هويته فأجابنى بأنه أهلاوى جدا وهو ما دفعه لهذا التصرف، وهدأت كثيرًا بعد هذه المكالمة بل شعرت أنه شخصية محترمة ليس لانفعاله على شخصى بل لأنه غيور على الكيان الكبير مثلى والفارق بيننا هو الأسلوب.. فهو يرفض المساس والزج باسم النادى الأهلى ونقده على صفحات الجرائد أما شخصى المتواضع فكنت أفند أخطاء مجلس الإدارة السابق وليس الكيان الذى لا يعتمد على الأسماء بل على المبادئ التى صنعها طوال حياته. إن المولى عز وجل ولم يخلقنا كى نكون على وفاق دائم بل اننا نتفق ونختلف «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض» كما أننا لسنا جميعا شرفاء ونبلاء بل يوجد بيننا الظالم والسارق والأفاق.. انه توازن يحقق للحياة قيمة وتكاملاً فى الشكل والمضمون بل ان النفس البشرية الواحدة تعيش هذا التوازن بين الخير والشر وإلا لما كانت الجنة والنار.. المهم كيف نحارب هذا الشر دون أن نخل بالتوازن النفسى للبشر. نعود للجمعية العمومية التى انعقدت بالصالة المغطاة بفرع النادى بالجزيرة بعد اكتمال النصاب القانونى حيث تلاحظ ما يلى: وصل عدد الحضور إلى 3492. ناقش الميزانية 1985 تمت الموافقة عليها، ما عدا 34 رفضوها. تحقيق فائض للميزانية لأول مرة منذ أربع سنوات بلغ 15 مليون جنيه. غياب واضح لمجلس الإدارة السابق «ما عدا العامرى فاروق» رغم وجود بعض الشخصيات التى تنتمى للمجلس السابق فى المجلس الحالى والمفترض أن يكونوا حمامة سلام بين المجلسين. لقد تدفق أبناء النادى الأجلاء لحضور الاجتماع وجلسوا بوقار واستمتاع وفخر بناديهم فكان حقا عرساً جميلاً يستحق معه أن نقول لأبناء هذا الكيان المميز أبنائى الأعزاء.. شكرا. همسات حائرة الاستثمار الرياضى هو قفزة هائلة نحو النجاح بدأها سميح ساويرس بتأسيسه نادى الجونة وماجد سامى بتأسيسه نادى وادى دجلة مرورا ببعض رجال الأعمال الذين قاموا بتأسيس ملاعب كرة خماسية للشباب وأجروها بالساعات لمن يريد اللعب عليها. أما آخر هذه الاستثمارات فهو ما قدمه محمود طاهر رئيس النادى الأهلى فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ بطرح مشروع استاد النادى الأهلى بفرع الشيخ زايد بقيمة 2٫5 مليار جنيه وعلى مساحة 13 فداناً من اجمالى 129 فداناً لأن هذا يعنى ببساطة التحول من الهواية إلى الاحتراف ويعنى أيضا نهاية عصر جمع الأموال من كبار رجال الأعمال للصرف على الأندية. إن هذا سيدفع المزيد من الأندية للسير خلف الأهلى فى مجال الاستثمار الرياضى والنهوض بالاقتصاد القومى.. لذا لزم التنويه وتوجيه الشكر لمجلس إدارة الأهلى الموقر على الخطوة التاريخية الخالدة. اتصل بى أحد أساتذة التحاليل الطبية والمسئول عن معمل مستشفى صدر العباسية وأخبرنى بأن ما يحصل عليه المدرب الأجنبى لمنتخب مصر لكرة القدم «65 ألف دولار شهريًا» يكفى لإنشاء معمل حديث لتشخيص الدرن الذى يستغرق 75 يوما وأن هذا المعمل الحديث يختزل هذه الفترة إلى خمسة أيام ما يؤدى إلى تحسن نسبة الشفاء من هذا المرض اللعين الذى بدأ ينخر فى صدور أبنائنا. والمطلوب هو إعادة النظر فى عقدة الخواجة التى تلازمنا منذ سنوات والتى اثبتت فشلها وأن نعتمد على مدربينا الوطنيين والاستفادة من فارق هذا الراتب الكبير لخدمة أبناء الوطن. سمعت للأسف الشديد مسئولاً كبيراً بنادى الزمالك يتهم النادى الأهلى بالتسول لبناء الاستاد الجديد وهذا الحديث به مغالطة واضحة فليس من المعقول علميا واقتصاديا أن أدفع 2 مليار جنيه تكلفة بناء الاستاد من ميزانية النادى فى الوقت الذى يتم استئجار أى استاد لاقامة المباريات بمبلغ مليون جنيه لذلك فالحل الواقعى والعملى هو تمويل بناء هذا الاستاد من بعض المستثمرين مقابل حق رعاية واستغلال لعدة سنوات. إن مشكلة نادى الزمالك الحقيقية طوال تاريخه تكمن فى وضع نفسه فى مقارنة مع الأهلى وهو ما يجعل جماهيره فى حالة احباط دائم لأنها مقارنة ظالمة للناديين، فالانجازات الرياضية والتاريخية والشعبية تضع نادى الزمالك فى مرتبة متأخرة جدا عن نادى القرن وهذا واقع يجب أن يقره كل من ينتمى لنادى ميت عقبة حتى يسيروا فى الطريق الصحيح بواقعية. إن هذا يذكرنى بما أعلنه نجيب ساويرس فى أحد مؤتمراته الصحفية منذ سنوات حيث قال إنه على استعداد لشراء النادى الأهلى كشركة مساهمة بأى ثمن ولما سأله أحد الصحفيين «طب ونادى الزمالك».. ابتسم ساويرس ورد بتلقائية «ما اشتريهوش ببلاش»، اعتقد أن الرسالة وصلت، ويجب الا نسمح لأحد بأن يخدعنا أو يتلاعب بعقولنا. «أم حسب الذين فى قلوبهم مرض أن لن يخرج الله اضغانهم ولو نشاء لاريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم فى لحن القول والله يعلم أعمالكم». صدق الله العظيم