في الوقت الذي تشهد فيه الدولة المصرية كثرة الأعمال الإرهابية وأعمال الشغب وكثرة التعدي على الإسلام، نجد أن مفتي الجمهورية يسهم بشكل ضئيل جدًا في إصدار بعض الفتاوى، بشكل لا يتناسب مع حجم المشكلات والتطرف الديني وفتاوي القتل وسفك الدماء التي بدأت تشهدها البلاد في هذه الفترة . في هذا السياق، قال الدكتور أحمد محمد ، الأستاذ بكلية أصول الدين بالقاهرة ، أن هناك أسبابًا متعددة تسببت في عدم ظهور المفتي وهى ترجع إلى انشغاله ورغبته في العمل في صمت، فضلاً عن المؤتمرات الداخلية والخارجية والسفر للخارج ، مشيرًا إلى أن هناك وسائل متعددة يتم من خلالها إصدار الفتوى من خلال المؤتمرات أو الندوات . وأعرب محمد، في تصريحات خاصة " لبوابة الوفد " ، أن هناك برنامجًا يتم اقتراحه والانتهاء من أعداده هو برنامج الإفتاء عن بعد، مشيرًا إلى أن الأعداد له تتم في الوقت الراهن تدريب كوادر من الأزهر للقيام بمساعدة المفتي في إلقاء الفتوى والرد على الشعب بالفتاوى وأن فتاوى الطلاق والجواز سوف تكون من اختصاصه . أكد عطا نور عطا عباس خريج كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن مفتى الجمهورية " شوقي علام " في طبيعته شخصية تتسم بالخجل ويكره الظهور في الإعلام، مشيرًا إلى أن المفتي يعتمد في فتواه التي يصدرها على البيانات الواردة من الأزهر، التي يصدرها على شكل فتاوى. وأكد نور أن المناخ الحالي لا يسمح بأي ظهور أو تولي منصب ديني؛ وذلك بسبب كثرة الفتاوى التي تصدر من علماء الدين وغيرهم مِنْ من ليس لهم صله بالدين، وأنه لابد من وجود تعاون بين وزارة الأوقاف ووزارة التعليم العالي ووزارة الثقافة لنهوض بطالب دينيا . قال أشرف سعد، الداعية الإسلامي ، إن المفتي يفضل البعد عن وسائل الإعلام في هذه المرحلة التي تمر به البلاد وذلك حتى يستطيع العمل وإصدار الفتوى . أضاف سعد، أن دار الإفتاء تحتاج إلى مزيد من التطوير والدعم من مؤسسات الدولة حتى تستطيع مواجهة الفكر المتطرف . أضاف إبراهيم محمود عبد الراضي، إمام وخريج كلية الأزهر، أن الجهاز الإعلامي ومستشار المفتي هو من يتولى مسؤولية الظهور في وسائل الإعلام بدلا من المفتي وذلك بسبب انشغاله وهو من يعوق ظهور في هذه الفترة مشيرا إلى أن دار الإفتاء منحت لخريج الأزهر بأن يقوم بالرد على الفتاوى، بشرط أن التزامه بمنهج الأزهر الشريف . وأشار محمود إلى أن الأزهر الشريف يعمل بكل جهد لمواجهه الإخوان والجماعات المتطرفة بالرفض والاستنكار ويمنع إصدار الكتب التى تسيء إلى الإسلام ويرد على الفتاوى التي تصدرها الجماعات المتطرفة من استباحة القتل وهتك العرض بفتاوى من كتاب الله ورسوله.