اهتمت الصحف العالمية بمؤتمر مصر الاقتصادى وأفردت له مساحات واسعة حيث استعرض مراسلو الصحف من شرم الشيخ فعاليات وأجواء المؤتمر، وركزت جريدة «وول ستريت جورنال» على أن دول الخليج العربى السعودية والإمارات والكويت وعمان، كانت من أكبر الدول الداعمة لمصر حيث قررت ضخ 12 ونصف مليار دولار فى الاقتصاد المصرى فى شكل استثمارات وحزم مالية فاعلة. وعن دور الولاياتالمتحدة فى المؤتمر قالت الصحيفة إن جون كيرى وزير الخارجية لم يأت بجديد، ولا تزال حزمة المساعدات المقررة سابقا ثابتة بما فيها الدفاعية والعسكرية لمساعدة مصر فى حربها ضد الإرهاب فى شبه جزيرة سيناء، وأشار مراسلو الصحيفة من شرم الشيخ إلى أن كيرى عقد لقاء بالرئيس عبدالفتاح السيسى على هامش أعمال المؤتمر بحثا فيه ضرورة استكمال مراحل الإصلاح السياسى فى مصر. وأكدت صحيفة «الواشنطن بوست» أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أحرز فى المؤتمر عدة انتصارات دبلوماسية، وظهر هذا النصر جليا من خلال كلمة رئيس الوزراء الإيطالى الذى ربط بين الأمن فى مصر ودول حوض البحر المتوسط الذى يقتسموانه معا، بالاضافة إلى كلمة رئيس الوزراء الإثيوبى الذى أكد على ضرورة التفاهم بين دول حوض النيل الذين يقتسمون مياه النهر معا، واعتبرت صحيفة الواشنطن بوست أن ثناء كرستين لاجارد رئيس صندوق النقد الدولى على محاولات وخطوات الإصلاح الاقتصادى فى مصر، مثل الإصلاحات الضريبية والدعم، يعد انتصارا دبلوماسيا آخر للإدارة المصرية الحالية. واهتمت العديد من الصحف ووسائل الإعلام العالمية بمشروع إنشاء عاصمة إدارية جديدة لمصرعلى مساحة 700 كيلو متر، تتكلف 45 مليار دولار فى المرحلة الأولى التى تستغرق 7 سنوات و تستوعب 18 مليون نسمة،و من بين هذه الصحف النيويورك تايمز وهيئة الإذاعة البريطانية البى بى سى. وقال المستشار الاقتصادى الأمريكى ريتشارد أتياس أحد ضيوف المؤتمر فى مقاله بصحيفة «ذا وورلد بوست» إنه انبهر بشخصية مصر كدولة استطاعت أن تجمع فى موقعها الجغرافى بين روح إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، مما يؤهلها إلى أن تصبح الدولة المحورية فى مستقبل المنطقة المرتقب، كما عبر أتياس عن إعجابه بحب المصريين لبلدهم وحب الآخرين لها، والذى ظهر جليا فى أداء وحضور الشخصيات وممثلى الكيانات الدولية فى مؤتمر مصر الاقتصادى والمنعقد الآن فى شرم الشيخ، وهو الأمر الذى لم يشهده طوال خبرته وتجاربه فى الأحداث الاقتصادية العالمية لمدة 25 سنة. وذكرت «ذا إيكونوميست» البريطانية، أنه بعد عقود من تجاهل إفريقيا، تنخرط مصر مجددا مع قارتها، موضحة أنه فى الفترة الأخيرة، انسحبت مصر من القارة الإفريقية، وأن العلاقة معها أصبحت فاترة منذ محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى إثيوبيا 1995. وأشارت المجلة البريطانية العريقة إلى أنه لمدة 16 عاما تجنب مبارك القمم الإفريقية، وعندما تمت الإطاحة به فى 2011، لازمت السياسة المصرية تجاه إفريقيا مشكلات أكثر بسبب المياه، مضيفة أنه بعد سنوات من الاضطراب، بدأت مصر تعود إلى الانخراط مع القارة. وتابعت المجلة أن مصر تطمح إلى استعادة مكانتها الإفريقية التى حظيت بها فى عهد جمال عبدالناصر، مشيرة إلى أن حجم تجارة مصر مع إفريقيا أقل من 3%، وباستثناء جارتها ليبيا، لا توجد دولة إفريقية بين أبرز 15 سوق تصدير بالنسبة لمصر. وأوضحت ليلى المقدم، من بنك التنمية الإفريقى، ل«ذا إيكونوميست» أنه يوجد مجال كبير للتنمية المشتركة بين مصر وإفريقيا، على الأقل لأن مصر تبيع أشياء يحتاجها الأفارقة، مثل المستحضرات الصيدلانية والأسمنت والصلب اللازمين لبناء البنية التحتية كما ذكرت المجلة البريطانية أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يركز على جذب الاستثمار، وأن احتضانه القارة تم الترحيب به جيدا من قبل الشركات. ولفتت المجلة إلى أن المؤتمر الاقتصادى المنعقد حاليا فى شرم الشيخ، يشارك فيه 10 رؤساء أفارقة. وفى مايو المقبل، من المتوقع أن تطلق 26 دولة إفريقية بما فى ذلك مصر، منطقة تجارة حرة جديدة فى القاهرة. وقال المجلة إن الرئيس «السيسى»، يحاول إقناع الأفارقة بمخاطر الإسلام السياسى، وأنه تم الترحيب بدعوته إلى ثورة فى الإسلام تهدف إلى تقويض الجماعات الجهادية الإفريقية.