لأنها خط الدفاع الأول عن الأمن القومى للوطن بتربية جيل حام للوطن ..ولأنها على موعد مع معركتين ضاريتين ومتزامنتين وهما الإرهاب والانتخابات البرلمانية المقبلة، المزمع إجراؤها فى أواخر شهر مارس. عقد المجلس القومى للمرأة مؤتمرا موسعاً تحت عنوان «هي والإرهاب» بحضور عدد من الوزراء وممثلي وزارتي الدفاع والداخلية والسفراء ورؤساء الأحزاب والأجهزة والمؤسسات الرسمية بالدولة ومنظمات المجتمع المدني. ويأتى المؤتمر فى إطار مواجهة العمليات الإرهابية المتزايدة التى أودت بحياة الكثيرين خاصة من النساء والأطفال فضلا عن تعدد آليات ومظاهر الإرهاب وآخرها الإرهاب الإلكتروني، وكذلك إيماناً بدور المجلس القومي للمرأة في توعية المرأة المصرية بمخاطر الانزلاق إلى العنف وما تمثله ظاهرة الإرهاب من مخاطر على أمن واستقرار الوطن. في بداية حديثه أكد ثروت الخرباوي الكاتب والمحلل السياسى دور المرأة فى الانتخابات البرلمانية، حيث انها الوتد فهى من تحرك الاسرة وتوجهها، مسترشدا بدور المرأة فى الحروب والغزوات منذ ايام الرسول صلي الله عليه وسلم، واستعانة الرسول بمشورتهن. وقد طالب ثروت الخرباوى من المجلس القومى للمرأة بإنشاء مكاتب (خدمات للارشاد الاسري) على أن تكون تابعة لمكاتب الصحة او مقرات المجلس بالمحافظات لتوعية المرأة بكيفية مواجهة الارهاب، مشيراً الى أن هذه المكاتب ستقوم بدور فعال وحقيقي يتم من خلاله الاستفادة من جهود المرأة في مواجهة الارهاب الي جانب الارشاد المجتمعي والاعلامي. والاستعانة بمتخصصين فى علم النفس والاجتماع لتوعيتهن بدورهن في المجتمع والبعد عن التطرف والإرهاب. وأما الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام السابقة فقد أشارت إلى أن الإرهاب نوع من انواع الكوارث والنكبات التى تواجه العالم ولكن يختص الإرهاب بأنه عمل انسانى بحت يقوم به شخص ضد شخص آخر مخالف له فى التوجيه أو الفكر أو الدين ويهدف الى الترويع، ويستهدف المرأة بشكل اساسى باعتبارها الأضعف، مشيرة الى العمليات التى يقوم بها تنظيم «داعش» فى سوريا والعراق ضد المرأة وانها مظاهر لم يرها العالم من قبل. كما أشارت الى أن الإرهاب ليس عسكريا فقط ولكن التحرش والاغتصاب وعمليات السبى التى تتعرض لها المرأة والزواج القسرى والتهجير جميعها من صور الإرهاب الموجه الى المرأة. وأضافت أن الفقر والجهل والمرض تعتبر في عداد ما يمكن وصفه بالإرهاب فى حد ذاته ولابد من مواجهته، مطالبة جميع مؤسسات المجتمع بالانتباه الى هذا الخطر لأن مجتمعا بلا عمل يستمر فيه الإرهاب. وأكد الدكتور صلاح فضل الناقد الفنى أن الإرهاب وليد التطرف، موضحا أن ما تمنحه المرأة لأبنائها من حب وحنان هو خير وقاية من الإرهاب، مشيرا الى أن الفنون والآداب هى التى تبنى شخصية أفراد المجتمع وتجعلها متوازنة تستطيع أن تقاوم التطرف. وأشار الى أن المجتمعات الشرقية فى الدراسات الإنسانية توصف بأنها مجتمعات ذكورية تنظر للمرأة نظرة اقل من الرجل وبهذا الشكل تظل المرأة خاضعة للارهاب لكن لو آمنت المرأة بأهميتها الاجتماعية ومشاركتها فى تنمية المجتمع سوف تستطيع مقاومة القمع والإرهاب. وأكدت الدكتورة بسنت فهمى أن عدم تثقيف المرأة يؤدى الى مجتمع منهار إذا لم تمكن المرأة اقتصاديا سيزداد معدل تعرضها للإرهاب، مضيفة أن مفهوم الإرهاب تغير بعد أحداث 11 سبتمبر ليتخذ منحى جديدا ويصبح صراعا دوليا ضد الارهاب، وانتهى المجتمعون إلى إصدار بيان ختامي أكدوا فيه أن المرأة هي خط الدفاع الأول عن الأمن القومي للوطن بتربية جيل راعٍ وحامٍ للوطن، لأنها صاحبة الدور الرئيسي لمكافحة الإرهاب، خاصةً أن النساء والأطفال هم الأكثر تأثراً بتداعياته. وأوصى المؤتمر فى بيانه الختامى كافة المؤسسات والجهات المعنية بالدولة بالاستجابة الفعالة لدعوة السيد رئيس الجمهورية لبدء ثورة ضد التطرف وتجديد الخطاب الديني، وإظهار حقوق المرأة كما نصت عليها الشرائع السماوية وتضمنها ديننا الحنيف وأهمية بلورة وإبراز هذه الحقائق بشكل فاعل على أرض الواقع، مشددا على ضرورة تفعيل دستور مصر 2014 وترجمته إلى قوانين وسياسات داعمة تحقق الرخاء والعدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر. وحمل الحاضرون الأمية جانبا من المسئولية كعوامل مساندة لمواجهة خطر الإرهاب ودعوا إلى تمكين المرأة اقتصادياً وسياسياً بمجريات الأمور لتكون مسانداً لمقاومة الإرهاب. ووضع الحاضرون توصيات أخرى منها ضرورة الاستثمار في رأس المال البشري من خلال تأهيل وتمكين الشباب لمواجهة التحديات التي تفرضها ظاهرة الإرهاب، وتطوير المنظومة الثقافية والإعلامية لتوعية المرأة ودورها الهام في بناء المجتمع وحماية الوطن. كما أكد المؤتمر تنمية الوعي بدور المرأة في مكافحة الإرهاب وتضمين المناهج في مراحل التعليم المختلفة خاصةً التربية الدينية وتوضيح أثر ذلك في حماية الأمن القومي وحب الوطن، وتفعيل مشروعات وأوجه التعاون بين المجلس القومي للمرأة ووزارات الشباب والتربية والتعليم والإعلام والثقافة ومنظمات المجتمع المدني، لدعم مشاركتهم في خدمة الأبناء والأجيال القادمة، ورفع قدراتهم لمواجهة التحديات التي تواجه الوطن في كافة المجالات وطالبوا بتفعيل أدوار مكاتب الإرشاد الأسري وتوسيع مفهومه ليشمل الإرشاد الثقافي والديني بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة بتعزيز دور المرأة في المنظومة الأسرية، والعمل على دعمها بأسس التربية السليمة، وتسليحها بالعلم والثقافة وصحيح الدين لإعداد اجيال مستنيرة تنبذ التطرف وتتخذ الوسطية والعلم والحوار منهاجاً للحياة. وشددوا على ضرورة تشجيع ودعم الكتابات التي تعزز وتوضح دور المرأة في مكافحة الإرهاب من خلال إطلاق مسابقات صحفية وبحثية وتعليمية تبرز النماذج وأفضل المبادرات التي تعكس هذا الدور وأثره في حماية الأمن القومي المصري، فضلا عن تبني سياسات أمنية غير تقليدية بالسماح بتجنيد الفتيات للقيام بدورهن والوقوف جنباً إلى جنب مع الرجال في الدفاع عن الوطن ومقدساته،وأشاروا إلى حتمية العمل على نشر ثقافة حقوق الإنسان والمواطنة وتعزيز المساواة ما بين الجنسين لنبذ العنف ومواجهة التطرف.