يشعُر العديد من الآباء والأمهات بالحيرة في كيفية اتباع أسس التربية السليمة مع أبنائهم، فمنهم من يرفض التدليل ويلجأ إلى استخدام العنف المفرط تجاه أطفالهم، اعتقادًا منهم أنه يجعلهم يتمادون في أخطائهم، فيتسبب في إصابة الطفل ببعض العقد والأمراض النفسية في بعض الأحيان، بينما يقوم البعض الآخر بتدليل أبنائهم بطريقة مُبالغ فيها، مما يؤدي إلى عدم استجابة الأبناء لتعليمات الوالدين، لدرجة أنهم يصبحون غير مسيطرين على تصرفات ورغبات أبنائهم، فعند رفضهم لتلبية بعض رغباتهم، يبدأ الطفل في تصرفات اعتراضية كالصراخ المبالغ فيه، مما يدفع الأهل إلى الاستسلام لطلباته، فيلجأ الطفل دائمًا إلى مثل هذه السلوكيات السيئة للحصول على رغباته. وتقدم الدكتورة إيمان دويدار، استشاري الصحة النفسية للأطفال، في تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"، أسس وقواعد التعامل مع الطفل المدلل، وأهم السلبيات التي يسببها هذا التدليل. سلبيات تدليل الأطفال: 1- تدليل الوالدين الزائد لأطفالهم يخلق طفلاً مُدللاً غير قادر على تحمل المسؤولية، ولا يتحلى بقيمة الصبر. 2- التدليل الزائد للأطفال يؤدى إلى ثورتهم في وجه والديهم في حالة عدم تلبية احتياجاتهم، مما يؤدى إلى رضوخ الأب والأم إلى الأمر الواقع وتلبية رغباتهم بغض النظر عن وجهة نظرهما، ومدى قناعتهم بهذه الرغبات. 3- الطفل المعتاد على التدليل، يُصبح لديه متطلبات كثيرة لا تقوى الأسرة على الوفاء بها. 4- التدليل الزائد لطفلك يصنع منه شخص غير مسؤول، وليس لديه القدرة على تحمل مسؤولية نفسه، ويخلق منه إنسانًا يحتاج دائمًا لكثير من الرعاية والاهتمام حتى مع تقدمه في المرحلة العمرية. 5- التدليل الزائد يخلق من طفلك شخصًا ديكتاتورًا، يحب السيطرة على كل من حوله. 6- التدليل الزائد يؤدى إلى صناعة طفل أناني، يسعى إلى الحصول على كل رغباته واحتياجاته، حتى لو على حساب الآخرين من أفراد أسرته، وأقرانه في المجتمع. كيفية التعامل مع مشكلة تدليل الأطفال: 1- يجب على الوالدين وضع قواعد معينة يتعايش معها الطفل، مع ضرورة حرصهم على الالتزام بها. 2- ضرورة وجود توازن عند الآباء والأمهات في معاملة الأطفال، فلا ينبغي لهم الانحياز لأحد الأطراف على حساب الآخر دون مُبرر قوي، مما يجعله مُدللاً بين إخوته دون أسباب منطقية. 3- ضرورة تطبيق الوالدين لاستراتيجية الثواب والعقاب، بما يتناسب مع طبيعة المرحلة التي يمر بها الطفل. 4- ضرورة مُعاقبة الأطفال فور صُدور سلوكيات غير سوية منهم، مع أهمية وجود رد فعل سريع في إثابة الطفل على سلوكه الطيب. 5- ضرورة اهتمام الوالدين بتحديد مكافأة لأطفالهم حينما يحسنون التصرف، ويسلكون سلوكًا مُرضيًا. 6- يجب على الوالدين عدم التعامل مع السلوك الجيد لأطفالهم على أنه أمر مسلم به، مع ضرورة سرعة مدحهم ومكافأتهم لأبنائهم في كل مرة يسلك فيها الأطفال سلوكًا ايجابيًا على الفور. 7- ينبغي على الآباء والأمهات التجديد في أسلوب وطريقة مدحهم لأطفالهم، فالطفل شخصية طبيعتها الملل، لذا فالتجديد في كلمات وطريقة المدح لهم عند قيامهم بالسلوكيات السوية يزيد من حماسهم ودفعهم إلى تحسين سلوكهم رغبة منهم في سماع المزيد من المدح والإشادة بهم. 8- ضرورة حرص الوالدين على أن يكونوا دائمًا المسئولين عن الفعل وليس رد الفعل،على اعتبار أن الوقاية خير من العلاج.