طبعا.. مبروك للاشقاء المحترمين في تونس على اشياء كثيرة.. أولها الشكل المحترم الذي خرجت به الانتخابات الرئاسية التي انتهت بفوز «الباجي قائد السبسي» رئيس حزب نداء تونس، بفارق طفيف عن منافسه المنصف المرزوقي. وثانيها على الكلمة «الحضارية» التي هنأ فيها المرزوقي منافسه الذي أصبح رئيساً للجمهورية التونسية، تلك الكلمة التي توجه فيها بنداء حار الى المواطنين – خاصة في الجنوب الذي شهد مظاهرات اتسمت بالعنف – داعيا اياهم إلى الرجوع لمنازلهم وترك أي عمل يهدد الوحدة الوطنية التي هي الكنز الاساسي للبلاد، وتعهد بعدم الطعن امام المحاكم واختتمها بعبارة «تلك هي الديموقراطية».. و«تحيا تونس». وثالثها على درجة الوعي التي اتسم بها مؤيدو «المرزوقي» - عدا قلة قليلة في الجنوب – الذين قبلوا قواعد الديموقراطية، وحكم الصندوق ولم يهددوا بإشعال تونس أو تخريبها. ورابعها على المظهر الحضاري الذي تمثل في شكر السبسي للمرزوقي وقوله إن الشعب التونسي في حاجة اليه، وان السبسي شخصياً يحتاج الى نصائحه!.. (هل نحن في دولة عربية أم ماذا؟!). وفي حوار للسبسي قبل انتخابه مع جريدة «الأهرام» قال تعليقاً على مسألة سنه (88 عاماً) التي كانت محور تساؤلات كثيرة حول علاقتها بقدرته على أداء مهامه كرئيس للجمهورية قال السبسي إن الرئيس يجب أن يكون صحيح الذهن والإدراك، وليس مطلوباً منه المشاركة في سباق 100 متر عدو كل صباح!!. ووجه التحية إلى مصر، بشكل شديد الرقي أكد فيه انه سيسعى لعلاقات متميزة مع القاهرة ضمن قواعد الصداقة والتضامن والتآزر، وأن مصر هي حجر الزاوية في العلاقات العربية. .. يبدو أن قدر ما تسمى بدول الربيع العربي أن تتبع تونس، التي تفجرت فيها أولى شراراته قبل أعوام، وأعتقد أيضاً أن «التعليم» هو ما صنع الفارق الواضح في الأداء السياسي التونسي عن بقية الدول العربية التي مرت بظروف مشابهة، و«التعليم» هو ما وصل بالخطاب السياسي التونسي إلى هذه الدرجة من «الرقي» في الأدبيات السياسية، فهذا الشعب الخالي من الأمية، والذي لا أعلم شعباً عربياً آخر أعلن رسمياً قضاءه التام على الأمية غير الشعب التونسي، استطاع أن يتجاوز كل الصعاب، وما أقواها، وكل العوائق وما اعقدها، حتى وصل الى ما وصل اليه، بأقل قدر من الخسائر، قياسا ببقية دول الربيع العربي، ومنها مصر. وهذا يدعونا إلى تكرار الدعوة لأولي الأمر في المحروسة لاعتماد خطة زمنية محددة الأهداف، واضحة المعالم، للقضاء على الأمية في مصر، وهو ما لم يفعله حاكم على مدى 60 عاما، وايضا لرفع مستوى التعليم ليصل الى المستوى المأمول والمقبول عالميا، وحتى لا يضطر الطبيب الحاصل على بكالوريوس الطب من جامعة مصرية «عريقة» لمعادلة شهادته واعادة الدراسة عدة سنوات قبل ان يُسمح له بممارسة الطب في «بوركينا فاسو»!!. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. twitter@hossamfathy66