شهد المُلتقى القومى الأول لتوظيف الأشخاص ذوى الإعاقة، الذى عُقد صباح اليوم الخميس بقاعة المؤتمرات، انسحاباً جماعياً لوزراء الشباب والرياضة، والصحة والسكان، والتضامن الإجتماعى، والقوى العاملة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بصحبة المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، بعد أن تخلوا عن إلقاء كلماتهم، وألقوا على عاتق "الفوضى"، والهرج والمرج"، و"الهرجلة"، القيام بهذه المهمة. وكان من المقرر أن تُفتتح فعاليات الملتقى، بإلقاء كلمة لكل منهما، لاستعراض الجهود التى تقوم بها كل وزارة على حدة، فى دعم ملف "حقوق المعاقين". وتسبب سوء تنظيم الملتقى، فى إثارة استياء المشاركين من المعاقين ومندوبى الصحف ووسائل الإعلام، الذين لم يتمكنوا من تأدية مهامهم بنقل كلمات رئيس الوزراء ووزير الشباب، اللذان ألقيا كلمتين مقتضبتين، قبل انصرافهم بصحة باقى الوزراء، نظراً لحالة "الفوضى" والتدافع الشديد، التى سادت خلال وقائع المؤتمر. فيما كان للمعاقين نصيب من الضرر الناجم عن سوء تنظيم المؤتمر، كون معظمهم تمكن من المشاركة بعد سفرهم لمسافات طويلة، قادمين محافظات الصعيد والدلتا، فضلاً عن انهيار أحلامهم بالحصول على وظيفة خلال الملتقى، خصوصاً بعد انسحاب الوزراء، الذين كانوا يعقدون عليهم الأمل فى الإستماع إلى مشاكلهم للعمل لاحقاً على حلها. كما أدى سوء تنظيم الملتقى إلى خروج الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعي، عن حدود اللياقة العامة، حيث اعتلت "كرسى" وطالبت الحضور بالهدوء. تواصلت "بوابة الوفد" مع عدد من المعاقين، الذين قرروا الانصراف قبل انتهاء فعاليات المؤتمر، احتجاجاً على انسحاب الوزراء، بعد أن تبين لهم أن شركات القطاع الخاص المشاركة بالملتقى، لم يوفر معظمها سوى فرص ل"التدريب الوظيفى"، بخلاف ما تم الإعلان عنه مُسبقًا بتخصيص وظائف بأجرٍ مُجزٍ للأشخاص ذوى الإعاقة. من جانبه طالب تامر حسن، خريج حقوق دفعة 2012، القطاع العام بزيادة نسبة تعيينات ذوى الاحتياجات الخاصة، في ظل تخصيص الدستور نسبة 5% لذوى الاحتياجات الخاصة من إجمالى التعيينات، مُضيفاً: "برغم كده القطاع العام بيقولّى فرصتك غير متاحة". وأوضح حسن أن "الدعاية" هى الهدف الرئيسى من وراء الملتقى، لكى يبرهن من خلاله كل من الحكومة وشركات القطاع الخاص المشاركة فيه، بدعمهم لذوى الاحتياجات الخاصة، ويظهرون أمام الجميع بأنهم يطبقون الدستور، بالإضافة إلى إسقاط جزء من الضرائب عن عاتقها. وفى سياق متصل، أشار عمرو مصطفى صلاح، إلى أنه جاء خصيصاً من محافظة سوهاج، لحضور الملتقى التوظيفى، الذى لم يؤتى ثماره –بحسب تعبيره-، متسائلًا: "هو مفيش حد فى الحكومة دى عنده رحمة؟!". وأوضح صلاح أنه توجه للعديد من الجهات ولم ينظر فى مشكلته، قائلاً: "محدش يلومنى لو انضميت لأى تنظم إسرائيلى أو يهودى حتى.. محدش يلومنى"، واختتم حديثه برسالة إلى المسئولين، قائلًا: "لو عند أهلكم شوية دم..شغلونا ووظفونا". وذكر محمد موسى أحمد، من محافظة سوهاج، أن جميع الوظائف التى يوفرها المُلتقى، مطروحة من قبل القطاع الخاص، مُشيراً إلى أنه تقدم بشكوى إلى رئاسة الوزراء لشرح ظروفه، والتى حولته بدورها إلى محافظة أسيوط، ومنها إلى التنظيم والإدارة، قائلًا: "بيحدفونى لبعض ليه؟ أنا أعمل إيه؟". وأشارت سيدة تعانى من ضعف شديد بالنظر، إلى أن الملتقى عبارة عن "تهريج"، متسائلة: "إزاى معاق يروح لقطاع خاص؟". وألمحت السيدة إلى أن حديث الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى خلال الملتقى، عن إمكانية تقاضى الأشخاص ذوى الإعاقة رواتب مجزية من القطاع الخاص، غير قابل للتنفيذ، مستدلة على ذلك بأن الأشخاص ذوى الإعاقة لا يمكنهم أن يتساووا مع الأشخاص العاديين فى معدل الإنتاج، وهو ما يمثل مصدر تهديد لهم بفقدان وظيفتهم إذا ما التحقوا بأى وظيفة بالقطاع العام، داعية الحكومة لصرف معاش للمعاقين. فيما استنكر آخر هذا الملتقى والذي اعتبره مجرد "ضحك على الناس"، قائلًا: "دول بيضحكوا على الناس أنا عارف.. وبمجرد ما نمشى حيقطعوا الورق بتاعنا، المفروض كان رئيس الوزراء قعد معانا وسمعنا".