كشفت دراسة أثرية جديدة أجراها الدكتور حسام المسيرى أستاذ الآثار اليونانية الرومانية بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ عن أسرار الألعاب والاحتفالات الأولمبية التى كانت تقام كل 4 سنوات، وتم إحياؤها حديثا منذ عام 1896 على غرار النظام الأوليمبى القديم كل أربع سنوات بتغيير مكان الاحتفال مع إيقاد الشعلة الرئيسية من أولمبيا مهد الألعاب الأولمبية ثم تنقل الشعلة إلى المدينة التى تستضيف الاحتفال. وقال الدكتور المسيرى - فى تصريح صحفي اليوم الأربعاء- "إن الأصل فى هذه المسابقات جاء من أسطورة يونانية للبطل اليونانى بيلوبس، الذى أطلق اسمه على منطقة البلوبونيز، حيث تذكر الأسطورة أن بيلوبس تقدم للزواج من هيوداميا ابنة ملك بيسا، الذى كان يتحدى كل من يتقدم للزواج من ابنته فى سباق العربات وكان يهزم كل من يتقدم ومن يهزمه يقتله، وعندما تقدم بيلوبس طالبا يد ابنته احتال بيلوبس على الملك واتفق مع سائق عربته لتخريب عربة الملك قبل بداية السباق فأنقلبت عربة الملك أثناء السباق ومات الملك الظالم وفاز بيلوبس بالعروس والمملكة". وأضاف أنه بعد موت بيلوبس عبد كبطل محلى لمنطقة اليس قبل عبادة المعبود زيوس بهذه المنطقة، وأقيمت عند موته ألعابا جنائزية تعتبر أصل الاحتفال الأوليمبى وتشارك فيه القبائل المجاورة. ومن جانبه، عرض خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان لجوانب هذه الدراسة، موضحا أن مظاهر الاحتفالات الأوليمبية كانت تقام فى يوم واحد ثم تطورت لخمسة أيام تبدأ من يوم 12 إلى يوم 16 من شهر الاحتفال، ويشتمل البرنامج على طقوس دينية وألعاب رياضية واحتفالات، وكان يتجمع الحكام واللاعبون والمدربون فى صباح اليوم الأول بمبنى مجلس الشيوخ "البولتريون" أمام تمثال المعبود زيوس هوركيس معبود القسم ويقسم أمامه اللاعبون والمدربون بعدم استعمال وسائل غير قانونية لإحراز الفوز، وأنهم تدربوا لمدة 10 شهور قبل بداية الاحتفال، مما يشير لضرورة التدريب مدة كافية قبل المجئ للمسابقات فى أولمبيا، كما يقسم الحكام بأن يحكموا بالعدل ويحافظوا على أسرار المتنافسين. وأشار إلى أن هناك مسابقات كانت تقام للمذيعين ونافخى البوق بالقرب من مدخل الأستاديوم، وقدمت تلك المسابقة لأول مرة فى الألعاب الأوليمبية رقم 96 فى عام 396ق.م، مبينا أن الغرض منها كان إظهار مهارة الذين أسندت إليهم تلك الوظائف وبعدها تقام مسابقات للناشئين تحت سن 18 عاما، وتشمل مسابقات (الجرى، والمصارعة، والخماسى التى تتكون من خمسة ألعاب)، وفى اليوم الثانى تقام المسابقات للرجال، وتشمل (الخيول، والعربات، ولعبة الخماسى). وقال ريحان "إن الحكام كانوا يأتون بزيهم الإرجوانى وعلى رؤوسهم الضفائر ثم المذيع ونافخى البوق والموظفين الرسميين ثم المتنافسون تليهم العربات والخيول أمامهم، وأثناء ذلك يعلن المذيع اسم كل متسابق واسم والده ومدينته ثم يعلن افتتاح الألعاب الرياضية بسباق العربات التى يجرها أربعة خيول، لافتا إلى أن هذه المسابقة قدمت فى أوليمبيا لأول مرة فى الأولمبياد 25 عام 680 ق.م. يليه سباق الفروسية". وأضاف أن المسابقات تتضمن لعبة الخماسى، وكانت من خمسة ألعاب هى (الجرى، والوثب العالى، ورمى القرص، والمصارعة، والملاكمة)، وكانت مسابقات الجرى من ثلاثة أنواع الأولى لمسافة استاديا أى 200م، والجرى المزدوج لمسافة 2 استاديا، والجرى لمسافات طويلة، والجائزة الوحيدة التى تمنح للفائز إكليل من شجر الغار.. ومنذ ذلك الوقت قبل كل احتفال يتجه طفل يونانى الأصل إلى الغابة المقدسة خلف معبد زيوس ويقطع أفرع من الغار بمنجل من الذهب وتوضع تلك الجوائز على مائدة من العاج والذهب بجوار مقاعد الحكام، وبعد انتهاء كل لعبة يعلن المذيع اسم الفائز ومدينته ويتقدم رابطا رأسه بشريط ويضع الحكم على رأسه إكليل الغار ويصفق الجمهور وينثر عليه أطواق الزهور، وكان أكبر شرف للرياضى اليونانى الحصول على هذا الإكليل الأوليمبى. ونوه ريحان بأنه كان يتم تكريم خاص لكل فائز بمدينته، حيث تمنح له الجوائز المالية، وكانت فى أثينا قيمتها 500 دراخمة طبقا لقانون سولون، وأحيانا يسمح للفائز بتناوله طعامه مجانا فى البريتانيوم مدى الحياة، وأحيانا يمنح له شرف الجلوس فى الصف الأول فى الاجتماعات وفى المسرح، وكانت تقام له التماثيل الشخصية. ولفت إلى أن الاحتفال الأوليمبى تميز بشهرته العالمية القديمة وجذب المتنافسين من كافة أنحاء اليونان، وأصبحت أولمبيا مركزا لكل الشعب اليونانى يجتمع فيها الفقير والنبيل، مما أدى لسيادة روح الديمقراطية، كما كان هذا الاحتفال فرصة لعقد الاتفاقات والمعاهدات وكانت شروط هدنة 30 عاما بين أسبرطة وأثينا مسجلة على لوحة فى أولمبيا، وكذلك معاهدة المائة عام بين أثينا وأرجوس كانت تجدد فى أولمبيا.